فاطمة فقش: “حققت حلمي شبه المستحيل في امتلاك صيدلية تابعة لوزارة الصحة في بريطانيا”

استطاعت السورية فاطمة فقش افتتاح صيدلية بمدينة كليكهيتن في ويست يوركشاير بعد اجتيازها الصعاب والمشقات العديدة التي تتبع الانتقال لبلد غريب مع زوجها وأطفالها.
إذ كان حلم عائلة فاطمة أن تفتح صيدليتها الخاصة بها، لتحذو حذو أبويها اللذين كانا يمتلكان متجرًا في حلب السورية. ولطالما ترددت على مسامعها وعود والدها -رحمه الله- بتسليمها المتجر العائلي لتفتتح في مكانه صيدلية بعد إتمامها دراستها الجامعية في تخصص الصيدلة، لكن شاءت الأقدار بأن تترك فاطمة حلب ليكمل زوجها اختصاصه في بريطانيا.
رحلة دراسية في بريطانيا

قالت فاطمة فقش لمنصة العرب في بريطانيا (AUK) إن منزلها وأبناءها كانا أهم أولوياتها بعد وصولها إلى بريطانيا في عام 2001. لم تكن حينها تحمل أي خطط للدراسة أو العمل أو فتح مشروعها الخاص.
في سبيل القدرة على التعايش في بلدها الجديد، بدأت فاطمة بدراسة اللغة الانجليزية ESOL، وعندما وصلت لمرحلة الامتحانات، كان عليها أن تتم امتحانات ما قبل الثانوية العامة Pre-GCSE.
استطاعت فاطمة تكريس ساعتين كل صباح للدراسة قبل استيقاظ أطفالها، بالإضافة إلى ارتياد معهد ساعتين مساءً كل أسبوع، والأطفال مع أبيهم الذي لطالما كان سندًا لزوجته يدعمها لتحقيق أحلامها.
كما أضافت فاطمة: ” وجدت رحلتي الدراسية دعمًا من كل زاوية. وكان أساتذتي البريطانيون يأذنون لي باصطحاب ابني الصغير للفصول حتى لا تتأثر دراستي”. فقد تراود لذهنها التوقف والاستلام مرارًا وتكرارًا لكن وبدعم من معلميها وعائلتها وبالأخص زوجها، استعادت فاطمة إيمانها بالله وبنفسها.
وبعد جهد طويل، وبفضل من الله وتوفيقه، استطاعت فاطمة اجتياز امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة GCSE بنجاح، وأصبح بإمكانها التقديم لإكمال دراستها في الجامعة. فاجتازت امتحانات (A-Level) أو البكالوريا في الرياضيات والكيمياء والعلوم والعربية، وهنا بدأت رحلة فاطمة مع الصيدلة.
التحقت فاطمة بالجامعة عندما كان أولادها الثلاثة في المدرسة الابتدائية، أكبرهم في صفه السادس، وتخرجت في سنة 2013 من جامعة هدرسفيلد (University of Huddersfield)، وبعدها حصلت على شهادة الماجستير في الصيدلة، ودبلوم الصيدلة السريرية، وماجستير في الممارسة المتقدمة في اختصاص طب الأسرة والاهتمام بصحة المرأة ومرض السكري. وتكمل دراستها الآن في الدكتوراة متخصصة في الوقاية من مرض السكري بدوام جزئي. كما تخطط بعد الانتهاء من الدكتوراة لمساعدة المجتمع المحلي من خلال البحث عن طرق للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
وقالت السورية: “لحسن الحظ أن هذه البلاد تساعد كل من يريد الدراسة وتحقيق أحلامه. في بعض الأحيان، اضطررت للاعتذار عن حضور بعض المحاضرات وكنت أشاهدها عبر الإنترنت، لكن أساتذة الجامعة كانوا متفهمين لوضعي”.
طالبة وأم.. صعوبة إيجاد توازن

لم ترد فاطمة أن تؤثر رحلتها لطلب العلم على دورها كأم، حيث حرصت على تعليم أبنائها – فاضل وزينة وعمر اللغة الإنجليزية دون نسيان لغتهم الأم، وتربيتهم على قيم ومبادئ الدين الإسلامي، فضلًا عن مساعدتهم في دراستهم على أكمل وجه.
“لم يكن من السهل أبدًا أن أوازن بين جميع جوانب حياتي، بما في ذلك أولادي ومنزلي ودراستي. حتى علاقاتنا الاجتماعية لم تعد كالسابق بسبب صب تركيزنا كله على اهتمامنا بأولادنا وتربيتهم في هذه البلد تربية دينية ملتزمة. ولكني أحمد الله لفضله وكرمه عليّ أن وفقني بأولاد وزوج مميزين وهذا ما أفتخر به دائمًا”.
وأضافت: “حتى في حال عدم تيسر دراستي، فما كنت أعيرها كامل الأهمية. فلطالما كانت أولويتي بيتي وأولادي وتربيتهم في تلك الفترة”.
الآن، يبلغ أكبر أبنائها من العمر 23 عامًا ويعمل طبيبًا متدربًا في أحد المستشفيات، وابنتها ذات الواحد والعشرين عامًا تدرس الطب في الجامعة، وابنها الأصغر ذو السابعة عشر من عمره يكمل دراسته لامتحانات الإيه ليفيل (A Level).
لم تكن الصعوبات حاجزًا لوصول فاطمة إلى مبتغاها، بل كانت حافزًا يشجعها على إكمال مسيرتها الدراسية والعملية. وبفضل من الله ومساعدة الجميع حولها، كان بإمكانها أن توازن بشتى أمور حياتها وحياة أولادها.
تحقيق حلم امتلاك صيدلية

لطالما أرادت فاطمة أن تفتتح صيدليتها الخاصة بها في الموطن سوريا بمدينة حلب، لكن لم تشأ الأقدار أن تكون بداياتها هناك، حيث ما زال المتجر الذي تركه أبوها لها فارغًا لهذه اللحظة. وإن سنحت لها الفرصة فستفتح صيدلية في موقعه وفقًا لحلم والداها لها.
بدأت فاطمة مشروعها من الصفر، حيث لم يسبق لها العمل في مشروعها الخاص قط ولم يكن التقديم لفتح صيدلية في بريطانيا بالأمر السهل. وبعد تقديم طلبها لوزارة الصحة في بريطانيا (NHS) لأخذ تصريح فتح صيدلية، تطلب الأمر 3 أعوام كاملة قبل الحصول على موافقة.
وبعد العثور على موقع مناسب لافتتاح صيدلية الأحلام، كان عليها وعلى زوجها إعادة بناء الموقع لأنه لم يكن متجرًا للبيع والشراء، وهنا أعربت فاطمة عن امتنانها وتقديرها لزوجها قائلة: “لولا زوجي بعد توفيق من الله، لما كنت سأستطيع أبدًا أن أفتح هذا المشروع لوحدي”. ولكن عاتق هذه الرحلة تصب على أكتاف فاطمة، فما كانت ستكون هنا اليوم لولا جهدها وتعبها ليلًا ونهارًا للوصول لهذه المرحلة.
هذا ونظمت فاطمة عيادة لفحص ضغط الدم، وتطمح أن تنظم عيادة عن بعد أو وجهًا لوجه في اختصاص صحة المرأة بعد انقطاع الطمث (Menopause clinic).
نصائح للسيدات العرب لمن تحلم بأن تفتح مشروعها الخاص

نصيحة فاطمة للسيدات العرب اللاتي يردن أن يفتحن مشاريعهن الخاصة تكمن بأن لا يخفن من أي شيء كان. “القليل من الخوف أمر طبيعي للغاية، بل يعد انعدامه مشكلة. ولكن عليهنّ أن يخاطرن وأن يتحلين بالشجاعة لاتخاذ الطريق الصعب، وتأكدوا أن هناك من يمد يد العون والمساعدة في هذا البلد”.
وأكدت: “لا وجود للمستحيل في هذه الدنيا إلا إذا أقنعنا نفسنا بذلك”.
لزيارة الصفحة الإلكترونية لصيدلية فاطمة اضغط الرابط هنا. أو عبر صفحتها الرسمية عبر منصتي فيسبوك وإنستغرام. كما بإمكانكم التواصل مع فاطمة عبر صفحتها الشخصية على الانستغرام.
- لزيارة الصيدلية في كيلكهيتون، اطلع على الخريطة هنا:
Tel: 0113 5319908
Instagram: @livewellfatima @advancedcarepharmacyuk
Facebook: Advanced care pharmacy
اقرأ أيضًا:
البطلة الأولمبية السورية يسرا مارديني: اللاجئون لم يأتوا إلى بريطانيا للاستجمام
قصة نجاح.. من أهوال الحرب في سوريا إلى افتتاح أول مطعم معجنات سورية في برايتون
كيف وجدت عائلة سورية مهاجرة العيش في مدينة برايتون البريطانية؟
الرابط المختصر هنا ⬇