فلسطيني بريطاني يرفض ترك وطنه وعائلته في غزة

رفض مواطن فلسطيني بريطانيا ترك وطنه وعائلته مؤكدًا أنه سيبقى في غزة رغم المحاولات الإسرائيلية لطرد السكان من أحيائهم.

وقال العالم المناخي من مدينة مانشستر محمد الغلاييني، إنه سافر إلى غزة في أيلول/ سبتمبر الماضي لقضاء العطلة مع أهله.

وأوضح أنه قرر البقاء في غزة رغم سفر أبويه وشقيقته إلى بريطانيا بمساعدة من وزارة الخارجية البريطانية بعد اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

يأتي ذلك بعد أن استأنفت إسرائيل عملياتها القتالية في غزة، ووزعت منشورات تحث فيها السكان على إخلاء منازلهم وأحيائهم استعدادًا لتوسيع غزوها البري للقطاع المحاصر.

محمد الغلاييني رفض التهجير القسري من غزة

وقال الغلاييني :” لقد أمضيت حوالي 20 عامًا في بريطانيا، وقد عدت مؤخرًا إلى فلسطين على أمل الاستقرار في غزة”.

“وأرفض ممارسات الجيش الإسرائيلي الذي يحاول أن يفرض علينا مغادرة القطاع، وبالتأكيد فإنني أرفض أن أُطرد من أرضي بهذه الطريقة”.

“ما زال بإمكاني تقديم الكثير للمجتمع في قطاع غزة، ولدي العديد من أفراد العائلة والأصدقاء هنا، فلمَ نغادر أرضنا بسبب إملاءات قوة عسكرية أجنبية، إنهم يتعبون سياسة العقاب الجماعي ويجب ألا نسمح بذلك”.

ويعيش محمد الغلاييني حاليًا في شقة مكونة من ثلاث غرف نوم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى جانب 25 فردًا من أسرته بينهم عشرة أطفال.

وأشار الغلاييني إلى أن عائلته بالكاد تمتلك ما يكفيها من الغذاء والاحتياجات الأساسية، نظرًا لاستمرار الحصار على القطاع.

موت متنقِّل!

وكان الغلاييني يتنقل رفقة عائلته من مكان إلى آخر في قطاع غزة، بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية معظم الأبنية في حيّهم.

وقال الغلاييني إنه شاهد صورة لمنزل عائلته الواقع بالقرب من الشاطئ، حيث تكسرت نوافذ المنزل وانتشر القناصة على السطح وأحاطت الدبابات بالمنزل، فيما دمر الاحتلال إحدى الشقق التي أقام فيها أفراد عائلته بعد نزوحهم من منازلهم”.

وأضاف:” لقد لجأت إلى منزل والدي والذي تعرض أيضًا لأضرار جسيمة نتيجة القصف المستمر”.

“لجأنا في حينها إلى فندق في شمال قطاع غزة، وكان القصف الإسرائيلي يطال المباني السكنية القريبة من الفندق، وقد سمعنا صوت القصف كل نصف ساعة تقريبًا”.

“لقد تكسرت نوافذ الفندق، وتهتكت أسقف الغرف، ولحسن الحظ فقد استطعنا مغادرة الفندق قبل أن يتعرض للقصف أيضًا”.

نفص حاد في الغذاء

وأكد الغلاييني أن عائلته ما زالت تعاني من نقص الغذاء والوقود، رغم إدخال بعض المواد الغذائية أثناء الهدنة.

وقال في هذا الصدد:” نعاني كثيرًا بسبب النقص الكبير في مادة الدقيق، بالإضافة إلى النقص الحاد في جميع السلع وتضخم أسعارها، على سبيل المثال : تباع الخميرة عادةً بخمسة شيكلات أي ما يعادل 1.07 باوند، لكن سعرها اليوم يتراوح بين 30 و 50 شيكلًا أي ما يعادل 10.70 باوند.

وأشار الغلاييني إلى أن الحياة لم تعد إلى طبيعتها أثناء الهدنة، لكن الناس شعروا بنوع من الأمان واستطاعوا مغادرة مدنهم وأحيائهم..

وأضاف:” كنا نخاطر بالخروج من المدينة، لذلك لم نغادرها إلا للضرورة”.

وقال الغلاييني إنه توجه إلى الشاطئ في رحلة على الدراجة أثناء الهدنة وقد خلف ذلك لديه شعورًا بالمرارة.

وأضاف:” كان الشاطئ جميلًا للغاية لكن الناس كانوا يبحثون في كل مكان عما يمكن الاستفادة منه في الوقت الحالي”.

“ونظرًا لشح الوقود، فقد اضطر بعضهم لقطع الأعمدة الخشبية التي علقت عليها أسلاك الهاتف، أو فككوا الأكواخ الخشبية لاستخدام الحطب من أجل التدفئة”.

وأضاف:” تملك والدتي قطعة صغيرة من الأرض، وقد زرعت فيها 20 شجرة زيتون، ولم تُتح لنا الفرصة لجني الزيتون إلا أثناء الهدنة”.

“إن العديد من سكان الحي يعتمدون على قطعة الأرض الصغيرة هذه لكسب عيشهم، وكان من المفترض أن تنتج 200 كيلوغرام من الزيتون، لكن بسبب تأخر الحصاد فإننا لم نجنِ سوى 80 كيلوغرامًا فقط ما فاقم من معاناتنا المالية”.

المصدر: Evening Standards

اقرأ أيضاً :

• نداء من جراح فلسطيني بريطاني لوقف نزيف الدماء في غزة
• تجمع الأطباء الفلسطينيين في بريطانيا يطلق العيادات المتنقلة في غزة
• وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون يكشف موقفه من تصاعد العنف ضد الفلسطينيين