نائب اسكتلندي يطالب البحرية الملكية بنقل المساعدات مباشرة إلى غزة

في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تحت وطأة الحصار والهجمات الإسرائيلية، ارتفعت الأصوات داخل بريطانيا للمطالبة بتحرك جريء لكسر هذا الحصار. فقد دعا نائب من الحزب الأخضر الاسكتلندي إلى أن تتولى البحرية الملكية البريطانية نقل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة، معتبرًا أن أوروبا وبريطانيا تسمحان بوقوع المجاعة في القطاع رغم امتلاكهما القدرة على التدخل.

دعوة مباشرة لكسر الحصار

النائب روس غرير، عضو البرلمان الاسكتلندي عن منطقة غرب اسكتلندا منذ عام 2016 والمرشّح حاليًا لقيادة الحزب الأخضر، صرّح لصحيفة الهيرالد الاسكتلندية أن بريطانيا والدول الأوروبية “تسمح بحدوث المجاعة في غزة” رغم إمكانية “الإبحار مباشرة نحو القطاع” وإيصال المساعدات. وأضاف: “لا يوجد ما يمنع السفن الأوروبية من كسر الحصار، إذ يمكن تحميل المساعدات على سفن البحرية البريطانية والإبحار بها مباشرة إلى غزة الواقعة على الساحل”، مؤكّدًا أن “إسرائيل لا تستطيع فعل شيء لوقف ذلك”.

أوضاع إنسانية كارثية

تأتي هذه الدعوات في ظل أوضاع إنسانية غير مسبوقة؛ إذ قُتل أكثر من 62 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، بحسب إحصاءات أممية، فيما يواجه مئات الآلاف خطر الموت جوعًا بسبب منع دخول المواد الغذائية وتقييد حركة قوافل المساعدات. ورغم سماح إسرائيل بعدد محدود من الشاحنات، فقد منعت وصول السفن إلى القطاع، حيث تعرّضت سفينة “مادلين” التي كانت تقل ناشطين، بينهم الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، للاحتجاز من قبل الجيش الإسرائيلي في يونيو الماضي.

إن دعوة نائب اسكتلندي لتحرك البحرية الملكية تمثل رسالة واضحة: الصمت الأوروبي أمام المجاعة في غزة خيار سياسي، لا قدر محتوم. في العرب في بريطانيا نؤكد أن الحصار المفروض على القطاع جريمة جماعية تتطلب موقفًا بريطانيًا وأوروبيًا حاسمًا، لا مزيدًا من التبريرات. فالمسؤولية الأخلاقية والقانونية تقتضي التدخل الفوري لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية بحرية تكسر الحصار وتعيد الحد الأدنى من العدالة إلى مشهد تُرسم معالمه بالموت والجوع.