غضب عارم بعد إلغاء الجمعية الملكية للتلفزيون جائزة مخصصة لصحفيي غزة

أثار قرار الجمعية الملكية للتلفزيون (RTS) بإلغاء جائزة مخصصة لصحفيي غزة خلال حفل توزيع جوائز الصحافة التلفزيونية، موجة غضب واسعة، وسط اتهامات للجمعية بالرضوخ للضغوط السياسية والتخلي عن التزامها بدعم حرية الصحافة.
وكان من المقرر أن تُمنح الجائزة تكريمًا للصحفيين الذين خاطروا بحياتهم لنقل الأحداث من غزة على مدار الأشهر الـ18 الماضية، إلا أن الجمعية ألغتها في اللحظات الأخيرة، في خطوة وصفها مسؤول إعلامي بارز بأنها “تصرف جبان”.
كيف بررت الجمعية الملكية حرمان صحفيي غزة من الجائزة؟
ووفقًا لتقارير لجنة حماية الصحفيين (CPJ)، فقد قُتل ما لا يقل عن 170 صحفيًا وعاملًا في المجال الإعلامي منذ بدء الحرب في غزة والضفة الغربية وإسرائيل ولبنان، من بينهم 162 صحفيًا فلسطينيًا، وهو ما يجعل هذه الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ أن بدأت اللجنة توثيق الانتهاكات عام 1992.
وبحسب موقع “ديدلاين”، فقد بعثت لجنة حماية الصحفيين رسالة إلى رؤساء لجان التحكيم تبرر فيها القرار بأنه جاء لتجنب “صب الزيت على النار”، في إشارة إلى الجدل الدائر حول فيلم وثائقي عن غزة بثته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) قبل أن تسحبه لاحقًا من منصتها، بحجة مشاركة الطفل الفلسطيني عبد الله البالغ من العمر 13 عامًا في الفيلم، وهو نجل أيمن اليازوري، الذي شغل منصب نائب وزير الزراعة في حكومة غزة التي تديرها حركة حماس.
وقال أدريان ويلز، رئيس جوائز الصحافة التلفزيونية في RTS: “لقد أصبح هذا الأمر قضية سياسية بالفعل، وترفض الجمعية الملكية للتلفزيون إثارة الجدل في ظل الأوضاع الحالية”.
وأضاف: “من المؤسف أن الجمعية لن تقدم الجائرة، لكننا نؤكد أن فعاليات الحفل، ستشمل فقرة للإشادة بصحفيي غزة.”
وأشار ويلز إلى أن قرار الإلغاء جاء في ظل الانتقادات التي تعرضت لها BBC بسبب الفيلم الوثائقي، بالإضافة إلى الهجوم الإعلامي الذي طال القناة الرابعة بسبب تضمينها الطفل عبد الله في تقاريرها حول غزة.
انتقادات حادة لقرار الجمعية الملكية
وفي بيان رسمي، قالت RTS لموقع “ديدلاين” إن التحقيقات الجارية بشأن عدد من التقارير الصحفية القادمة من غزة، حالت دون منح الجائزة هذا العام”.
ردود فعل غاضبة: “عقاب جماعي للصحفيين”
هذا وأثار القرار موجة انتقادات حادة داخل الوسط الإعلامي، حيث أعرب بن دي بير، رئيس التحرير السابق للقناة الرابعة، عن استيائه عبر منصة إكس (تويتر سابقًا).
وقال دي بير: “لقد شكّلت غزة محور الحدث في حفل جوائز الليلة الماضية، فلماذا ألغت RTS الجائزة الخاصة بالصحفيين هناك، رغم أنها حظيت بتأييد شبه إجماعي من المحكمين؟، لقد خسر حوالي 200 صحفي حياتهم أثناء تغطية حرب لا يمكننا الوصول إليها بأنفسنا.”
وأضاف دي بير: “اتّخذت اللجنة القرار بسبب أخطاء في السرد الإعلامي داخل المملكة المتحدة، وليس بسبب أي تقصير من الصحفيين في غزة”.
وأردف: “كما انتهى الأمر باستبعاد صحفيي غزة في اللحظة الأخيرة، دون أي استشارة أو مشاركة من أعضاء لجنة الصحافة في RTS أو لجان التحكيم.”
وواصل انتقاده قائلًا: “وتحدث الفائزون والمقدمون مرارًا عن أهمية الحقيقة في الإعلام، وشجاعة الصحفيين الذين يتعرضون للاستهداف بسبب عملهم، ومع ذلك، فإن المنظمة المسؤولة عن تكريم هؤلاء الصحفيين قررت إلغاء الجائزة التي تكرّمهم.”
هذا ويأتي قرار الجمعية الملكية للتلفزيون وسط تزايد الجدل بشأن تغطية الحرب في غزة، حيث تتعرض المؤسسات الإعلامية الدولية لاتهامات بالانحياز أو الرضوخ لضغوط سياسية تؤثر على حرية الصحافة.
المصدر: Yahoo News
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇