جوناثان كوك: هذه هي الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة
لم تدَّخر إسرائيل جهدًا في تجريب جميع وسائل الإرهاب والتنكيل على سكان قطاع غزة، ويبدو أن حملة القصف الشامل، التي أزهقت أرواح أكثر من 30 ألف فلسطيني، لم تشبع غريزة القتل الإسرائيلية المستمرة، هكذا افتتح الصحفي الإسرائيلي البريطاني جوناثان كوك مقاله عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
انتهاكات بالجملة في السجون الإسرائيلية!
وأشار كوك إلى أن جنود الاحتلال تعمدوا ارتكاب أفظع الجرائم؛ بهدف تخويف المدنيين في القطاع وتهجيرهم من مناطقهم، حيث أعدمت قوات الاحتلال عددًا من الآباء أمام أبنائهم، واعتدت على الفِرَق الطبية، فضلًا عن تعذيب الرهائن حتى الموت، وجرائم التحرش والاعتداء الجنسي.
ولعل الجرائم التي وثّقتها الصحف الإسرائيلية هي خير دليل على الانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت نحو 27 فلسطينيًّا تحت التعذيب، بعد القبض عليهم في قطاع غزة.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن العديد من الرهائن الفلسطينيين حُرِموا من الرعاية الطبية، وتُرِكوا ليموتوا بفعل آثار التعذيب.
بل وصل الأمر بصحيفة هآرتس إلى التحذير من تحول السجون الإسرائيلية إلى مرافق لإعدام الفلسطينيين، بحسَب ما ذكر كوك.
واستطرد الصحفي الإسرائيلي البريطاني قائلًا: إن القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تأخذ مشاهديها في جولات حماسية ضمن مراكز الاعتقال، وتُظهِر هذه المشاهد الظروف المروعة التي يعانيها الفلسطينيون داخل مراكز الاعتقال، فضلًا عن الانتهاكات النفسية والجسدية التي يواجهونها.
وبهذا الصدد نقل كوك عن أحد القضاة الإسرائيليين قوله: “إن الزنزانات المؤقتة التي يُحتجَز فيها الفلسطينيون أشبه ما تكون بالأقفاص، وهي غير مناسبة للبشر”.
علمًا أن إسرائيل احتجزت نحو 4000 فلسطيني منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، معظمهم من المدنيين (من الرجال والصبية)، وتبقيهم إسرائيل في مدرجات الملاعب بعد تجريدهم من ثيابهم، أو تجبرهم على السير ضمن مواكب في شوارع غزة، قبل الزج بهم في الزنازين المظلمة.
الاعتداء على النساء في قطاع غزة
خبراء بالأمم المتحدة: النساء والفتيات الفلسطينيات المحتجزات في غزة تعرضن أيضًا لأشكال متعددة من الاعتداء الجنسي، مثل تجريدهن من ملابسهن وتفتيشهن من قبل ضباط الجيش الإسرائيلي الذكور.
ما لا يقل عن معتقلتين فلسطينيتين تعرضتا للاغتصاب بينما ورد أن أخريات تعرضن للتهديد بالاغتصاب…
— شجاعية (@shejae3a) February 19, 2024
ونقل كوك عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها: إن قوات الاحتلال اعتدت على نساء فلسطينيات، بينهن حوامل، لكن بعيدًا عن عدسة الكاميرا.
ويرى كوك أن إسرائيل حريصة على عدم الظهور بمظهر المعتدي على النساء بعد أن وجهت اتهامات مماثلة لحركة حماس.
إلا أن الخبراء القانونيين في الأمم المتحدة أكدوا غير مرة تعرض النساء الفلسطينيات لأبشع أنواع الانتهاك على يد الجيش الإسرائيلي.
وأشار كوك إلى أن بعض المصادر أفادت بالتقاط الجيش الإسرائيلي صورًا للمعتقلات في ظروف مهينة وتحميلها على الإنترنت.
ولاحظ خبراء الأمم المتحدة أن النساء والفتيات الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال، واجهن أنواعًا مختلفة من الاعتداء الجنسي، مثل: تجريدهن من ملابسهن، وتفتيش الجنود الذكور لهن.
وأشار كوك إلى أن ما لا يقل عن اثنتين من المعتقلات الفلسطينيات تعرضتا للاغتصاب، في حين واجهت الأخريات تهديدات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
واشتكى العديد من الأسر في قطاع غزة من اختفاء بعض النساء والفتيات، بعد أن تواصلت معهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدث كوك عن تقارير أفادت بنقل جنود الاحتلال لبعض الأطفال الرُّضَّع إلى إسرائيل قسرًا، وفصلهم عن أهاليهم بالقوة، ولا يُعرَف مكان العديد منهم حتى الآن.
ضرب المعتقلين وإغراقهم
وسلط جوناثان كوك الضوء على تقرير نشرته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وتناول التقرير اختطاف إسرائيل 21 موظفًا من العاملين في مجال العمل الإغاثي.
ووفقًا لما ورد في التقرير فقد تعرض هؤلاء للتعذيب؛ لإرغامهم على الاعتراف بالمشاركة في هجمات الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، ومن وسائل التعذيب المستخدمة: الضرب والإغراق والتهديد بإيذاء أسرهم.
ويرجح كوك أن تكون معظم الاعترافات التي انتُزِعت من موظفي الأمم المتحدة غير صحيحة، لا سيما أن الموظفين تعرضوا للتعذيب الممنهج.
وسرعان ما استخدمت إسرائيل هذه الاعترافات في ملف تجريم منظمة الأونروا وقطع الإمدادات المالية عنها.
وأفاد كوك بأن هذه الاعترافات التي انتُزِعت تحت التعذيب كانت الدليل الوحيد لحلفاء إسرائيل الغربيين لتبرير قطع الإمدادات المالية عن وكالة الأونروا، التي تُعَد شريان الحياة الوحيد لسكان القطاع، ممن يعانون ويلات المجاعة.
واستندت إسرائيل إلى هذه الاعترافات أيضًا لتبرير المجاعة التي تسببت بها في قطاع غزة.
وأوضح كوك أنّ من المعتقلين الذين أُطلِق سراحهم 29 طفلًا، أحدهم لا يتجاوز ستة أعوام، إلى جانب 80 امرأة، وبعض المعتقلين مصاب بالسرطان، ويعاني من بعض الأمراض المزمنة مثل الزهايمر.
ووفقًا لتحقيقات الأمم المتحدة فإن العديد من المعتقلين الفلسطينيين أبلغوا عن تعرضهم للضرب المبرح، بعد أن احتُجِزوا في أقفاص مع الكلاب الشرسة، وتعرض بعضهم للاعتداء الجنسي، فضلًا عن الأضرار البدنية، مثل: كسر الأضلاع، وخلع الأكتاف، والعض والحَرق!
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇