العرب في بريطانيا | غزة.. حين يشرق الأمل من بين الجراح

1446 رجب 15 | 15 يناير 2025

غزة.. حين يشرق الأمل من بين الجراح

مقالArtboard 2 copy
ريم العتيبي January 15, 2025

بمناسبة اقتراب الوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، وبعد 464 يومًا من الألم والمعاناة، نقف جميعًا في صمت عميق، في لحظة نترقب فيها الأمل بعد ليل طويل من الصبر والانتظار. غزة، التي قدمت أبناءها وحياتها وكل ما تملك لتدافع عن شرف أمة، تكتب اليوم فصولًا جديدة من الصمود والتضحية وهي مرفوعة الرأس. ها هي الأرض التي شهدت أروع ملاحم البطولة تئن تحت وطأة الظلم، ويترقب أهلها الفرج بصبر واحتساب، بل وسعادة يتعجب منها من لا يفهمون الحياة، من لا يملكون الكرامة، من عاشوا أذلاء وسيموتون أذلاء. يتعجبون لأنهم لا يعلمون معنى أن يعيش الشخص بعزة وكرامة وانتصار، أن يفقد أغلى الأحباب وهو يعلم ومؤمن حق الإيمان أنه سيجتمع بهم في جنة عرضها السماوات والأرض.

أهالي غزة، لا تداوى جراحهم، ولا تختصر معاناتهم بكلمات، بل وتعجز الكلمات عن وصفهم. لكن في صبرهم، في ابتسامتهم وسط الدماء، في تمسكهم بحقهم وتشبثهم بأرضهم، هناك أمل لا يُقهر. أمل يؤكد أنهم شعب يحب الحياة ويعشق الوطن. شعب سطره التاريخ بالأسطورة الحقيقية التي ستخلد للأجيال وتوثق للعالم بأن الفلسطيني لم يبع أرضه ولم يتخلّ عنها. الأمهات اللواتي ربّين أجيالًا من القوة والإرادة بين أيديهن، وحافظن على روح الدفاع عن الحق رغم الفقد والدموع، هن صانعات الرجال الحقيقيين.

الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الله، في سبيل الحق، في سبيل الأرض والكرامة، سيتذكرهم التاريخ بأسمائهم، ليس فقط في السجلات القانونية، بل في صفحات المجد. إنهم من صنعوا ملحمة غزة، ومن أثبتوا أن الحياة لا تكون إلا في مواجهة الظلم. هم الأبطال الذين سطروا بأجسادهم الزكية أروع قصة في التضحية والفداء. فلتظل ذكراهم خالدة، تضيء دروب الحرية.

متاضمنون مع فلسطين في لانكستر يسعون لبناء بئر ماء في غزة

أمهات مكلومات وأرامل، وقصص يعجز عن سردها اللسان، قصص يجف الحبر وهو يكتبها حياءً وتعظيمًا. نساء يمتلكن شجاعة يعجز عن امتلاكها رؤساء وقادة، يتحملن أعباء الحياة، ويواصلن بدموع وأمل، بصبر وقوة إيمان. هن من يبني الأمل في صمت، متجاوزات لكل الجراح. رغم ألم النزف والتضميد، يمضين من غير اكتراث. يا أهل غزة، لم يصطفيكم الله عبثًا، حاشا لله، يا من أحبكم الله سبحانه وتعالى. هنيئًا لكم الفردوس.

غزة، مهما طالت لياليكِ المظلمة، ومهما زادت التضحيات، ستظلين شعلة تنير الطريق لكل من يحلم بالحرية. ستبقين وسام عزٍ للأحرار ووصمة عارٍ لأولئك الذين خذلوكِ. ستظلين حية في قلوبنا، قوية عزيزة، كجبل صامد وسط قسوة المناخ. ستبقين مرفوعة الرأس إلى عنان السماء، مسبحة لله الواحد الأحد. لن تكسرك الحياة مهما قست وصعبت.

في الختام، غزة، أنتِ رمز الفخر والصمود، معقل الأمل الذي لا ينكسر. لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى العظمة التي تتحلين بها في مواجهة الجراح.

أنتِ من علمتنا كيف تكون الإرادة أقوى من أي قوة تسعى لتدميرها. لن ينسى العالم يومًا تضحياتك، ولن تظل صرخاتك في العراء بلا صدى. إنكِ لا تقاومين من أجل البقاء فقط، بل من أجل الحق والعدالة. وستظل غزة منارةً حيةً في قلوب الأحرار. لن يمر الظلم بلا حساب، ولن يطول الليل حتى يبزغ فجر الحرية.”

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
3:39 pm, Jan 15, 2025
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 91 %
Pressure 1033 mb
Wind 2 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:59 am
Sunset Sunset: 4:20 pm