كشف الطبيب دونالد غرانت، المستشار الطبي الأول في “إندبندنت فارماسي”، عن مدى أمان أكثر الحميات الغذائية شيوعًا في المملكة المتحدة، حيث برز “النظام الغذائي اللحمي” كالأكثر بحثًا، يليه نظام الكيتو، الصيام المتقطع، ثم حمية البحر الأبيض المتوسط.
أشار الدكتور غرانت إلى أن النظام الغذائي اللحمي، الذي يحظى بـ 222 ألف عملية بحث شهريًا، يعتمد على تناول المنتجات الحيوانية مثل اللحوم، الأسماك، والبيض، مع السماح أحيانًا بمنتجات الألبان كالأجبان والزبدة. غير أن استبعاده التام للأطعمة النباتية قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات C، E وK، مما يجعله محفوفًا بالمخاطر.
ورغم سهولة اتباعه وفعاليته في فقدان الوزن، إلا أنه قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بسبب ارتفاع نسبة الدهون المشبعة، فضلًا عن تأثيره السلبي على صحة الأمعاء لافتقاره إلى الألياف. ولهذه الأسباب، أكد غرانت أنه لا يوصي باتباع هذا النظام الغذائي.
نظام الكيتو: فقدان الوزن مقابل تحديات غذائية وصحية
خبراء يحذرون: تغييرات قد تهدد سلاسل إمدادات الغذاء في بريطانيا
أما نظام الكيتو، الذي يسجّل 207 آلاف عملية بحث شهريًا، فيعتمد على تحويل الجسم إلى حالة “الكيتوزية”، حيث يستخدم الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلًا من الكربوهيدرات. ورغم فعاليته في إنقاص الوزن وتحسين التحكم في مستويات السكر بالدم، إلا أنه قد يؤدي إلى نقص في الألياف ومضادات الأكسدة، ما قد ينعكس سلبًا على الصحة العامة.
كما أن التكيف معه قد يسبب أعراضًا تعرف بـ”إنفلونزا الكيتو”، مثل الصداع، الغثيان، والتعب. وبسبب طبيعته التقييدية التي تستثني العديد من الأطعمة الأساسية، شدد غرانت على أنه لا يمكنه التوصية بهذا النظام.
الصيام المتقطع: طريقة فعالة لإنقاص الوزن وتحسين الصحة
زيادة متوقعة في أسعار المواد الغذائية في بريطانيا عام 2025
يحظى الصيام المتقطع بشعبية واسعة مع 144 ألف عملية بحث شهريًا. ويعتمد هذا النظام على الامتناع عن الطعام لفترات محددة، مثل الصيام لمدة 16 ساعة ثم تناول الطعام خلال 8 ساعات.
وأوضح غرانت أن هذه الطريقة تُعزز فقدان الوزن، وتحسن من حساسية الأنسولين، كما قد تساهم في تقليل مخاطر التدهور المعرفي. ورغم صعوبة التأقلم معه في البداية، إلا أنه اعتبره وسيلة فعالة لإدارة الوزن وتحسين الصحة العامة، موصيًا باستشارة طبيب قبل تبنيه.
حمية البحر الأبيض المتوسط: الخيار الأمثل لصحة القلب والجهاز الهضمي
الغذاء الصحي (Pixabay)
تعتمد حمية البحر الأبيض المتوسط، التي تُستوحى من الأنظمة الغذائية التقليدية في دول مثل اليونان وإيطاليا، على استهلاك الحبوب الكاملة، الفواكه، الخضروات، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات.
وسجلت هذه الحمية 96 ألف عملية بحث شهريًا، حيث وصفها غرانت بأنها متكاملة، إذ تدعم صحة القلب، وتقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، كما أنها تعزز صحة الجهاز الهضمي وفقدان الوزن. وأكد الطبيب أنها خيار صحي يمكن اعتماده بسهولة.
حمية “فودماب”: حل مؤقت لمشكلات الجهاز الهضمي
سحب منتج غذائي من بعض متاجر بريطانيا لاحتوائه على أحجار!
في المركز الخامس، جاءت حمية “فودماب” بـ 68 ألف عملية بحث شهريًا، وهي موجهة خصيصًا لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي، حيث تقتصر على استبعاد أطعمة معينة تسبب اضطرابات هضمية، قبل إعادة إدخالها تدريجيًا لتحديد المحفزات.
ورغم فعاليتها في الكشف عن مسببات آلام الجهاز الهضمي، إلا أن غرانت أوصى بعدم اتباعها كنظام غذائي طويل الأمد.
أنظمة غذائية أخرى تجذب اهتمام البريطانيين
استطلاع رأي: البريكست هو المسؤول عن نقص الغذاء في بريطانيا
أشار الطبيب إلى وجود أنظمة غذائية أخرى تحظى باهتمام متزايد، مثل الحمية منخفضة الكربوهيدرات (60 ألف بحث شهريًا)، والنظام الخالي من الغلوتين (21 ألفًا)، وحمية “باليو” (20 ألفًا)، بالإضافة إلى نظام “5:2” (17 ألفًا) وحمية أتكينز (13 ألفًا).
وخلص غرانت إلى أن استجابة الأجسام للأنظمة الغذائية تختلف حسب التمثيل الغذائي والعوامل الوراثية، محذرًا من اتباع الأنظمة المقيدة دون استشارة طبية.
كما لفت الانتباه إلى العلاجات المتاحة لفقدان الوزن بسرعة، مثل حقن “مونجارو”، التي تُستخدم لعلاج السمنة ولا تُصرف إلا بعد استشارة طبية، حيث يُشترط أن يكون مؤشر كتلة الجسم لدى البالغين فوق 30، أو فوق 27 مع مشكلات صحية متعلقة بالوزن، للاستفادة من هذا العلاج.