غاز الضحك يسبب العجز عن المشي والحكومة البريطانية تحظره
في حادثة غريبة، قالت شابة بريطانية تبلغ من العمر 25 عامًا: إن تناول كمية كبيرة من غاز الضحك أفقدها القدرة على المشي، وكان سببًا في دخولها المستشفى ستة أسابيع!
تعود القصة إلى مولي من كيرفيلي، التي قالت: إن الأطباء شخَّصوا إصابتها بالتهاب في الحبل الشوكي وتلف في الدماغ من الدواء المعروف باسم “أكسيد النيتروز”، وهو دواء يُباع في عبوات معدنية، ويُعَد أحد أكثر الأدوية التي يستهلكها البريطانيون الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.
هل ستحظر الحكومة البريطانية غاز الضحك؟
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس الإثنين حظر هذه الأدوية في خطته لمعالجة السلوك المعادي للمجتمع في إنجلترا وويلز. ما يتعارض مع توصيات المجلس الاستشاري المعني بإساءة استخدام الأدوية (ACMD)، الذي نصح مؤخرًا بعدم وضع قوانين جديدة لحظر أكسيد النيتروز.
ولأنها عانت من آثاره الجانبية الخطيرة، تحث مولي على حظر غاز الضحك الذي بدأت تناوله خلال وباء كورونا، الذي أثر بدوره في صحتها النفسية فأرادت علاج نفسها بشراء علب الدواء.
وبعد شهرين وجدت مولي نفسها عاجزة عن المشي عندما كانت في طريقها إلى العمل. ثم اكتشف الأطباء أنها مصابة بالتهاب في النخاع الشوكي وتلف شديد في الأعصاب نتيجة نقص حاد في الأكسجين على مستوى الدماغ، لتصبح الشابة أمام احتمال عدم المشي مرة أخرى! ثم أمضت مولي شهرًا ونصف الشهر في إعادة التأهيل الحركي وتعافت الآن، لكنها لا تزال تشعر بالوخز في أطرافها.
من الناحية العلمية يمكن أن يُتلِف هذا الدواء الجهاز العصبي عن طريق التدخل في عملية الأيض (أو الاستقلاب: وهو مجموعة من التفاعلات الكيميائية في خلايا الكائن الحي تحافظ على حياته) لفيتامين ب 12، ما يؤثر على طبقة واقية من الأعصاب الموجودة في الجزء الخلفي من العمود الفقري.
هذا وقد أعلنت الحكومة للمرة الأولى أن حيازة غاز الضحك سيصبح جريمة جنائية. وستكون هناك أيضًا ضوابط أكثر صرامة على تجار التجزئة لمنع توريد أكسيد النيتروز.
ومن المتوقع نشر تفاصيل حظر غاز الضحك يوم الإثنين القادم، وسيكون الحظر بموجب قانون إساءة استخدام المخدرات لعام 1971، وبموجب قانون المؤثرات العقلية لعام 2016 الذي يمنع إنتاج أكسيد النيتروز وترويجه.
كما ستمنح الخطط الشرطة والمجالس صلاحيات إضافية للتعامل مع الأشخاص الذين «يتسببون في إزعاج الغير»، من خلال إغلاق مداخل المتاجر أو التسول عند الصراف الآلي أو ترك أشيائهم على الأرصفة. وستكون معالجة هذه الفئة بتوجيهها إلى مرافق الإقامة أو إلى المصحات العقلية أو إلى خدمات سوء استخدام الأدوية.
من جهة أخرى انتقد العديد من جمعيات الأدوية الخيرية قرار الحكومة؛ لأن تجريم حيازة الدواء قد يؤدي إلى زيادة خطورته، وذلك بإدانة المستهلكين فقط وغض الطرف عن المنتجين والعصابات المروجة.
هذا وقال البروفيسور آدم وينستوك، الاختصاصي في طب الإدمان ومؤسس المسح العالمي للأدوية، لبي بي سي: إن تسجيل مخالفات في السجل الإجرامي سيكون أكثر ضررًا من المخاطر التي يتعرض لها معظم المستهلكين لأكسيد النيتروز. وأضاف: إن الحد من مخاطر هذا الدواء يتحقق بشكل أفضل من خلال التعليم الذكي، وليس من خلال القواعد الصارمة التي قد تزيد الطين بلة.
اقرأ أيضًا:
ثبوت عدم فاعلية دواء مضاد لفيروس كورونا بعد إنفاق بريطانيا نحو مليار باوند
دواء جديد قريبا لمساعدة الأطفال الذين يعانون من الأكزيما الشديدة
الرابط المختصر هنا ⬇