غابات بريطانيا تواجه خطرًا حقيقيًّا خلال الخمسين عامًا القادمة
حذر علماء البيئة من أن غابات بريطانيا تواجه خطرًا حقيقيًّا خلال الخمسين سنة القادمة، يتمثل بانهيار النظام البيئي؛ بسبب عدة تهديدات، منها الأمراض والطقس وحرائق الغابات.
وورد ذلك في دراسة أعدها 42 باحثًا وباستشارة 1200 خبير، وقالت العالمة المشاركة في إعداد الدراسة إليانور تيو: إن نتائج الدراسة كانت مثيرة للقلق.
ومن الأخطار التي تهدد الغابات والأراضي الحراجية في بريطانيا مرض الرماد الفطري، الذي قد يقضي على ثماني أشجار من كل عشر أشجار في بريطانيا.
العواصف تقضي على 30 ألف فدان من غابات بريطانيا
وقضت العواصف على 30 ألف فدان، أي ما يعادل 12 ألف هكتار من الغابات في بريطانيا.
وتشير التوقعات المناخية إلى أن العواصف وموجات الحر والجفاف والفيضانات ستصبح أكثر تأثيرًا وشدة في السنوات القادمة.
وبهذا الصدد قالت العالمة تيو: “تكمن المشكلة في حدوث معظم التهديدات والكوارث البيئية في وقت متزامن، ما سيؤدي إلى القضاء على الغابات وموت الأشجار، وانهيار النظام البيئي للغابات، وسيؤثر في المناظر الطبيعية والمجتمعات المحلية أيضًا”.
وبالمقابل أشارت نتائج الدراسة إلى أن الانهيار الكارثي للنظام البيئي ليس أمرًا حتميًّا، وقالت العالمة البيئية تيو: ما زال أمامنا كثير من الوقت لإحداث الفارق وحماية الغابات من الخطر القادم.
ومن الحلول المقترحة لحماية الأشجار في بريطانيا زراعة أنواع مختلفة من النباتات والأشجار، ومساعدة البيئة على تجديد غطائها النباتي تلقائيًّا وخفض عدد الغزلان في البرية.
ما العوامل التي تساهم في انهيار النظام البيئي؟
وقالت العالمة تيو: يجب على زوار الغابات التأكد من نظافة أحذيتهم لتجنب نشر الأمراض عند المشي في الغابات المزروعة حديثًا.
ومن الآثار المترتبة على انهيار النظام البيئي: تداعي بنية الأشجار وعزل الكربون وتلوث الهواء واحتباس الماء.
هذا وكانت بعض الغابات في أوروبا قد شهدت بالفعل انهيارًا في النظام البيئي للغابات، حيث أدت العواصف والجفاف وانتشار الخنافس إلى القضاء على مساحة من الغابات تعادل 250 ألف ملعب كرة قدم.
وتزداد الأخطار التي تهدد الغابات في ظل سياسات التشجير التي تقوم على زراعة نفس أنواع الأشجار في نفس المكان.
وعلقت العالمة تيو على ذلك قائلة: لا بد من وضع خطط مسبقة لعمليات التشجير، حيث يمكن أن تستغرق أشجار الصنوبر ما يصل إلى 60 عامًا قبل أن تصل إلى مرحلة النضج، وقد تستغرق أشجار الصنوبر ذات الأوراق الكبيرة نحو 150 عامًا لتصل إلى النضج.
تشجير المزيد من الأراضي
وتعمل الحكومة البريطانية على تشجير 30 ألف هكتار من الغابات بحلول عام 2025، وهو ضعف معدلات التشجير الحالية، وتُعَد بريطانيا من أقل الدول الأوروبية من حيث انتشار الغابات، وتغطي الغابات 13 في المئة فقط من مساحة بريطانيا.
ووفقًا لإحدى الدراسات الصادرة عام 2021، فإن 7 فقط من الغابات الأصلية في بريطانيا ما زالت بحالة جيدة.
ومن العقبات الأخرى التي تواجه الغابات: استخدام المياه لسقاية الأشجار في ظل ازدياد حاجة البشرية لاستهلاك المياه، وبالتزامن مع ازدياد حالات الجفاف وحدوث مزيد من الفيضانات.
وقد تصبح عمليات التشجير أكثر صعوبة بسبب الظروف المناخية الماطرة شتاءً والشديدة الحر صيفًا.
وبحسَب الدراسة فإنه لا بد من الاهتمام بالتربة وحمايتها كأولوية للحفاظ على الغابات في بريطانيا، عبر دراسة تأثير فيروسات الأشجار على الغابات.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة إيلينا كنتاريلو من جامعة بورنموث: إنها أجرت دراسة منفصلة على غابات جنوب غرب إنجلترا توصلت فيها إلى النتائج نفسها.
وأشارت الدكتورة إيلينا إلى أن الانهيار الكارثي للنظام البيئي للغابات قد ورد أيضًا في معظم الأبحاث المتعلقة بالنظام البيئي والتنوع البيولوجي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇