عمال لوتون قد يتخلون عن ستارمر في الانتخابات القادمة
قالت رئيسة مجلس لوتون المحلي إنها قلقة من أن أعضاء حزب العمال في لوتون قد يتخلون عن دعم زعيم الحزب كير ستارمر في الانتخابات القادمة بسبب موقفه من الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأشارت هازل سيمونز رئيسة المجلس إلى أنها لم تتوقع أن يتراجع المسلمون من أعضاء حزب العمال عن تنظيم الحملات الانتخابية الداعمة لكير ستارمر.
الانقسام في صفوف حزب العمال يصل إلى لوتون
يأتي ذلك في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أدت إلى تعميق الانقسام في صفوف حزب العمال، على خلفية مواقف زعيم الحزب كير ستارمر والذي أظهر في البداية دعمه للحصار الإسرائيلي على القطاع.
لكن أعضاء المجلس المحلي في لوتون صوتوا بالإجماع على الدعوة لوقف إطلاق النار.
وأعقب ذلك استقال نائبين من حزب العمال من مجلس لوتون بعد أن طالبوا بإجراء تعديل على خطاب الملك في البرلمان.
ويدعو التعديل إلى الوقف الفوري للعنف ضد المدنيين الأبرياء، وإطلاق سراح الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقد سجل زعيم حزب العمال موقفًا داعمًا للعدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، حيث قال إنه من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها.
علمًا أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف.
وردًا على ذلك نُظمت مئات المظاهرات في بريطانيا وجميع أنحاء العالم، وكان حي لوتون من بين أحياء لندن التي شهدت مثل هذه المظاهرات المناصرة لفلسطين.
كيف يرى مسلمو لوتون قيادة حزب العمال؟
ويشكل المسلمون حوالي 30 في المئة من سكان حي لوتون، ويعرف عن أهالي الحي انتقادهم لموقف قيادة حزب العمال من الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وتعليقًا على ذلك قالت شبكة العمال المسلمين التي تمثل الأعضاء المسلمين في حزب العمال:” إن العلاقات المستقبلية بين المجتمع المسلم وحزب العمال، أصبحت متأزمة للغاية.
وكان من بين المسلمين الذين تركوا الحزب، فهيم القرشي البالغ من العمر 63 عامًا، حيث غادر صفوف حزب العمال عام 2022.
وقال القرشي إن العديد من سكان لوتون كانوا في حالة صدمة من موقف حزب العمال تجاه الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وأضاف:” إن السكان يشعرون بالغضب من النفاق السياسي الذي يمارسه بعض مسؤولي حزب العمال”.
وتابع:” لم أر في حياتي مثل هذه الحالة من الغضب واليأس بين سكان الحرب”.
ويتوقع القرشي أن حالة السخط التي يعيشها أهالي الحي ستنعكس في صناديق الاقتراع خلال الأشهر والسنوات المقبلة، وخلال الانتخابات العامة التي من المتوقع أن تبدأ بحلول 28 كانون الثاني/ يناير القادم.
وأكد القرشي أن أعضاء حزب العمال من المسلمين الآسيويين لطالما شكلوا عمادًا للحزب، من حيث تنظيمهم الحملات الانتخابية، ودورهم في جمع الأصوات، وزيارة الناخبين، وتنظيم وإدارة مراكز الانتخابات”.
لكنه أكد أن حزب العمال خسر دعم العديد من هؤلاء الذين لن يعودوا إلى صفوف الحزب على خلفية موقف قيادته من الحرب الدائرة في قطاع غزة.
هل يخسر حزب العمال ناخبيه المسلمين في لوتون؟
وردًا على ما قاله القرشي، قالت رئيسة مجلس لوتون هازل سيمونز:” نخشى من خسارة القواعد الشعبية لحزب العمال بين الناخبين المسلمين”.
“لا يبدو الوضع بهذا السوء حتى الآن، لكننا نتفهم موقف من رفضوا تنظيم الحملات الانتخابية لصالح حزب العمال، لكن الحزب سيستمر في نشاطه ويحاول استمالة المزيد من الناخبين”.
وأشارت سيمونز إلى أنها تتفهم حالة الغضب العارم في الشارع البريطاني على خلفية المشاهد المروعة والانتهاكات المرتكبة في قطاع غزة، وقالت إن هذه المشاهد دفعت المجلس المحلي في لوتون للتصويت على وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومن بين سكان حي لوتون الذين شاركوا في المظاهرات المناصرة لفلسطين كان أرسلان البالغ من العمر 17 عامًا.
وأعرب الأخير عن اعتقاده أن الناخبين سيكون أكثر حرصًا هذه المرة على منح أصواتهم لمن يستحقها.
وقال في هذا الصدد:” لقد اعتادت عائلتي التي تنحدر من الطبقة العاملة على التصويت لصالح حزب العمال في الانتخابات لكن الأمر لن يكون كذلك هذه المرة”.
وأضاف:” أعتقد أن الوضع في غزة، زاد من اهتمام الناس بمواقف السياسيين سواء في حزب العمال أو المحافظين، لأن ما يجري في غزة يؤثر كثيرًا على مشاعر الناس ومواقفهم”.
يذكر أن حزب العمال كان قد خسر عضويته في مجلس لوتون عام 2003، بعد أن استحوذ حزب الديمقراطيين الأحرار على المجلس المحلي للحي، على خلفية دعم زعيم حزب العمال السابق توني بلير غزو العراق.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
8°C
