علمتني غزة
دروس وحكم مستفادة مما ألمّ بأهلنا في غزة، كما يقال قد تتعلم من ساعات البلاء ما لا تحصيه في سنين العافية..
من أهم الدروس المستفادة من الواقع في غزة هو ما أشار إليه شيخ الاسلام ابن تيمية لما سُئل عن مسألة. إذ ساح في قلمه بعبارات يسيرة إلّا أنها مليئة عبرةً وتوفيقًا.
“يا إمام ما قولكم في رجلين من عامة المسلمين أمورهم وعبادتهم متطابقة، لكن المفارقة أن أحدهم يفيض الله سبحانه عليه من الخيرات والبركات من كل حدب وصوب، ما جال بخاطره شيء إلا وجده كفلقة الصبح، تتعاقب عليه المسرات والأفراح وهو في نعيم دائم.
أما الآخر فحياته جحيم في جحيم، يكاد ما يفلت من مشكلة إلا ولج في أخرى، ما انحلت عليه عقدة إلا وأطلت عليه أختها تنهشه بأنيابها، طال ليله وأنينه، ولا يكاد يجد للنفق المظلم مخرجًا”.
السؤال: فهل هذا يدل على صلاح الأول وفساد الثاني؟
أجاب رحمه الله: لا، لعل الله نظر الى قلبه – أي الذي منعه – فوجد فيه الصدق فأوكله إلى صدقه حتى يُعظّم له الأجر!!
وأيمُ الله إجابة تفيض علمًا ورحمةً لكل من أشاحت عنهم الحياة بوجهها، سلوان للقلوب المنفطرة من قهر الأيام، فلعل الله وجد فيها الصدق.
من حكم ابن عطا الله السكندري: ربما منعك فأعطاك، وكفى بحسن الظن عبادة.
من الدروس أيضًا النظر للدنيا وإنزالها منزلة خالقها، فالدنيا لا تساوي جناح بعوضة والميزان عند الله أُخري بحت، فبتكبير عدسة الصورة والترفع عن مقايضات التجار وأهل الحسابات الدنيوية تدرك أن الفوز والنصر عند الله ليس بعد أن تضع الحرب أوزارها وتُحصي وكالات الأنباء أعداد القتلى والناجين، إنما في خطوة مركزية قبلها، خطوة الثبات والصدق والإخلاص، النصر أو الشهادة ما هو إلا تحصيل حاصل.
لما تبجح أحد رؤوس الكفر بعد معركة أحد التي استشهد فيها كثير من الصحابة قائلًا: يومًا بيوم بدر _ يحسب الأمور بميزانه الدنيوي _ انبرى له الفاروق يؤصل ويقعد المسألة: بل قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
في ذات السياق فإذا أصبحت تردد مثل كل ناعق تحسب الأمور بالورقة والقلم فإن ما حدث لأصحاب الأخدود لهو لعمري الإبادة الجماعية حقًا، لم تُبق أحدًا ولم تذر، الجميع انكب في النار، وعاش بعدهم الملك وأعوانه في سلام وأمان،السؤال: ما الإبادة إن لم تكن هذه؟!
هنا يذكرنا الله سبحانه بالفيصل والميزان الذي تحكم به الأمور، فبعد ذكره القصة في سورة البروج قال في نهاية الآية: {وذلك الفوز الكبير}. فاز أصاحب الأخدود بثباتهم على الدين وإخلاصهم حتى وإن كان في ذلك حرق لأجسادهم وفنائهم في الدنيا.
من أراد أن يكون حرًا عليه أن يسدد الضربة بنفسه، في دنيا الأرض قانون الغاب هو سيد الموقف، لا أحد سيعطف عليك فقط لأنك طيب أو مسكين، يُذكر أن أحد أهم شعارات ثورة الطلاب في باريس أيار عام 1968 ميلادي: الحق يؤخذ ولا يُشحذ.
دروس من غزة
ذكرت الناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي منى حوا في تغريدة لها أنه في عام 1943 م، وقعت انتفاضة في حي وارسوا اليهودي وانتهت بمقتل 13 ألفًا منهم، عندما سُئل أحد الناجين و اسمه ماريك إيدمان بعد سنوات عن دافع الانتفاضة ضد النازية _ رغم فارق القوى وحتمية الخسارة _؟ أجاب: لم نكن لنسمح للألمان بمفردهم اختيار وقت موتنا ومكانه.
الإجابة اختصار لمن يُلقي باللائمة على الفلسطيني المحب للحياة في مقاومة خصم أقوى منه بكثير، في هذه الحياة أشياء يصعب على من يشغله تفقد ممتلكاته عن إتمام الصلاة مثلًا استيعابها، ورحم الله أمل دنقل: أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟ هي أشياء لا تًشترى!!.
وقد عقب الدكتور نايف بن نهار عن سؤال لماذا تهاجم المقاومة إسرائيل وهي ليست بقوتها؟ قال: هذه سذاجة سياسية وجهل بالدين، أما سياسيًا فلأن المقاومة هي التي تؤدي إلى إضعاف العدو، فالشعوب تستمر في المقاومة حتى يضُعف المحتل وتطرده، ولا وجود لمقاومة في التاريخ انتظرت حتى تكون بقوة المحتل، أصلًا هو لا يسمح لها بذلك.
أما دينيًا فالقرآن يخبرنا أن التعذر بغياب توازن القوى حجة للمتخاذلين، فمثلًا حين أراد طالوت أن يحارب جالوت قال قومه: {لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده} فاعتقدوا أن اختلال توازن القوى سيعطيهم مشروعية القعود عن القتال، فجاء الرد {كم من فئة قليلة غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله…}.
فمن حصار بني هاشم في الشعب الى تجويع سكان لينينغراد أيام السوڤيت، كان المجد لمن يتحمل الضربات أكثر لا لمن يُلقيها.
حتى في الجدال والحوار غزة تعطينا دروسًا، فمن المهم قبل أي حوار أن تفهم الطرف الآخر، أن ترى الأمور بمنظاره هو حتى يتم الانطلاق من أرضية مشتركة، وإلّا كيف يتناقش اثنان مسلم وآخر لا يؤمن بالخالق من الأساس على معضلة وجود الشر مثلاً؟!
في بودكاست بريطاني شهير يسأل المذيع المتصل _مساند لإسرائيل _ ما إذا كانت إسرائيل ستلقي بالقنابل إذا كانت عناصر المقاومة موجودة في تل أبيب؟ فأجاب: لا، أردف المذيع لماذا إذاً تفعل في غزة ما لا تفعله في تل أبيب؟ رد بكل بساطة وتجرد: لأنها لا تأبه لحياة الفلسطينيين!!
ما في المستقبل
فعند قراءة الأحداث على السياق العالمي تدرك أن الذات الإسرائيلية هي انعكاس للذات الغربية التي ترى في نفسها العلو والسمو عن الآخر، مما يُتيح لها حق العنف والاستغلال لتلك الشعوب الأقل منها في السلم الهرمي، مما يدعو للتأمل أن آخر محارق الهولوكوست كانت عام 1945 وفي السنة نفسها ألقى العم سام القنبلة النووية على هيروشيما، والإعلام اليوم يصور أن الأولى كانت مأساة يجب عليك التعاطف معها، والثانية كانت ضرورية لإيقاف الحرب العالمية وحقن الدماء!!
فإسرائيل كما حكى غير واحد من المختصين لا تتعامل مع الفلسطيني كخصم سياسي على الطاولة له حقوق، بل كأمن يهدد وجودها، لذلك لم تجدِ المفاوضات من أوسلو حتى يوم الناس هذا شيئًا.
(والله لا أنساها لطلحة) لا يريد منك المصاب أن تضع رجلًا على أخرى وتبدي رأيك لو فعلت كذا لكان كذا، ناهيك عن أنك قد لا تحيط بالموضوع من كل جهاته، فعندما يجن الإنسان بسبب الألم لا يرى الآخرون ألمه، لا يرون إلّا جنونه.
فمن أجلّ الدروس أن تربت كتفًا وقت المصيبة أهدى من كل خطابات الدنيا مجتمعة، والوقوف بجانب المبتلى خير من ملء الأرض ذهبًا، وشتان بين اليد الممتدة ساعة تعثرك وتلك التي صفقت لك عند الوصول وما _ حلل يا دويري _ عنّا ببعيد!!.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
❤️❤️❤️❤️❤️❤️
اللهم انصرهم نصرا عزيزا مؤيدا من عندك يارب العالمين وشفى مرضاهم فإنهم لا يعجزونك
لن ينسانا الله وسيقهر الظالمون ضد اخواننا الفلسطينيين وأبناء غزة الأقوياء والنصر لهم قريب انشاء الله
اللهم إن اهل غزة والمقاومة الفلسطينية تكالب عليهم الغريب وخذلهم القريب ولم يبق لهم الا انت السميع المجيب فايدهم بنصرك وصوب ضربتهم وحقق غايتهم وارفع رايتهم اللهم اهزم الصهاينة الطغاة وجيوشهم ودباباتهم وعتادهم وكامراتهم ووسائل الإعلام والصحافة والاتصال والتواصل واجعل كيدهم في نحورهم وشتت شملهم وسلط عليهم جندك يشلون حركاتهم وايديهم ويزرعون في قلوبهم الرعب و الخوف اللهم امين يارب العالمين
سياسة قتل القتيل والمشي بجنازتة…كيف يشتركون في التدميربجوارامريكاواليوم ينادون بيوم التضامن مع غ زة أنة لامرقداتفقت علية كل قوي الشر علي الغربية ضد بلاد المسلمين في كل مكان
لا لحياه كحياة الارانب
نموت او ننتصر
ألا لعنة الله علي الظالمين المتجبرين في كل بقاع الأرض
يارب النصر لفلسطين الحرة مهد الانبياء٠
يمكرون ويمكر الله..والله خير الماكرين
صدق الله العظيم
اللهم نصرك الذي وعدت للمجاهدين في سبيلك
(والذين جاهدوافينا لنهدينهم سبلنا)
يا أخي لقد أكد جمهرة من علماء التاريخ الحديث أن أسطورة المحرقة أكذوبة تم تصديقها وبثها في أرجاء المعمورة ، مع اضطهاد من ينكرها ويكذبها ، فبالله عليك لا ترددها ثانية . انتبهوا يا سادة .
حسبنا الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منهم اشد انتقام انشاء الله
إنما النصر من عند الله
هذا وعد الله ،اما اهل الغدر منذ الأزل فإلي زوال بإذنه تعالي
هذا وعد الله.ولن يخلف الله وعده
ياااااااااااالله عليك باليهود ونصرك لفلسطين🙏
ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع قبلتهم الى اخر الايات العظيمة ولن يكون البريطانيين الذين اوجدوا هذه الشوك فى ظهورنا بمساندة للمقاومين ولا الى اى عربى ذليل لهم ولا مساند لليهود
ليس لها كن دون الله كاشفة مع المقاومة والاخذ بالاسباب حتى اخراعمارنا والله غالب على امره ولو كره الكافرون
الكفر ملة واحده قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ولن ترضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم وحسبنا الله ونعم الوكيل على اليهود ومن عاونهم
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم أن تهب النصر والتمكين والتحرير للأقصى والمجاهدين وفلسطين وجميع المسلمين في كل مكان اللهم امين بسر بسم الله الرحمن الرحيم اللهم امين