علماء يتحدثون عن فوائد نظام كيتو الغذائيّ للمصابين بالورم الدماغي
كشفت دراسة جديدة أنّ الأشخاص الذين يعانون من نموّ ورم في الدماغ قد يستفيدون من نظام كيتو الغذائيّ. ويشمل هذا النظام الأطعمة عالية الدهون ومنخفضة الكربوهيدرات وكميات معتدلة من البروتين.
ووصف الأطبّاء في البداية هذا النوع من النظام الغذائي لمرضى الصرع في عشرينيّات القرن الماضي. وحاليًّا يتبع العديد من الأشخاص نظام كيتو الغذائيّ؛ لفقدان الوزن، والحصول على المزيد من الطاقة والحصول على فوائد أخرى.
لا مزيد من السُكّر في نظام كيتو الغذائيّ
وفي حين أنّ نظام كيتو الغذائيّ قد انتشر بشكل كبير مؤخرًا إلا أن القيود الغذائيّة تجعل من الصعب اتباعه على المدى الطويل. ومع ذلك فقد وجد الباحثون أن نسخة معدّلة من هذا النظام الغذائيّ قد تفيد الأشخاص المصابين بنموّ أورام الدماغ. وظهرت الدراسة في 7 تموز / يوليو عام 2021 على الموقع الإلكترونيّ لمجلّة الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأعصاب (Neurology®️).
واكتشفت الدراسة الصغيرة أن الأشخاص المصابين بأورام في الدماغ أو “الورم النّجمي” يُمكنهم تناول نظام كيتو الغذائيّ بأمان. وقد خضع جميع المشاركين في الدراسة للعلاج الإشعاعيّ والعلاج الكيميائيّ. كما وجد العلماء أن النظام الغذائيّ قد تسبّب في حدوث تغييرات في عمليّات الأيض في أجسامهم وأدمغتهم. ومع ذلك فإن من المهم ملاحظة أن الدراسة لم تحدّد ما إذا كان نظام كيتو الغذائيّ يُمكن أن يُبطئ نموّ الورم أو يزيد من طول العمر. (الأيض: هي مجموعة من العمليات البيوكيميائية التي تحدث داخل الكائنات الحيّة).
وقال مؤلّف الدراسة روي إي سترود الحاصل على دكتوراه في الطبّ من كليّة “ويك فورست للطب” في نورث كارولاينا والعضو في الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأعصاب: “لا يوجد الكثير من العلاجات الفعّالة لهذه الأنواع من أورام الدماغ، ومعدلات البقاء على قيد الحياة منخفضة، لذا نُرحّب بأي تطوّرات جديدة”.
وأضاف قائلًا: “تعتمد هذه الخلايا السرطانيّة على الجلوكوز أو السُكّر لتنقسم وتنمو. ونظرًا لأن نظام الكيتو الغذائيّ يحتوي على نسبة منخفضة من السُكّر فإنّ الجسم يستخدم الكيتونات بدل السُكّر لانتاج الطاقة. ويُمكن لخلايا الدماغ الطبيعيّة أن تعيش على الكيتونات، إلا أن الخلايا السرطانيّة لا يمكنها استخدام الكيتونات للحصول على الطاقة”.
فوائد نظام الكيتو الغذائيّ للمصابين بالورم الدماغيّ
وقام الباحثون بتجنيد 25 شخصًا يعانون من الورم الدماغيّ للدراسة. واتّبع المشاركون نظام الكيتو الغذائيّ مع الصيام المتقطّع لمدة ثمانية أسابيع. وكانوا يأكلون السمك، ولحم الخنزير المقدّد، والبيض، والزبدة، والقشدة، والخضروات الورقية الخضراء. وتُعرف هذه الأطعمة باحتوائها على كميات عالية من الدهون وكمّيات منخفضة من الكربوهيدرات نسبيًّا.
والتقى المتطوّعون بخبير تغذية في بداية الدراسة، وكل أسبوعين بعد ذلك. واتّبع المشاركون نظام (Adkins) الغذائي المعدّل لمدّة خمسة أيام في الأسبوع. وتضمّن النظام الحدّ من تناول الكربوهيدرات وتناول كميات كبيرة من الدهون. كما دعا البرنامج المشاركين إلى الصيام لمدة يومين في الأسبوع، وتناول 20% فقط أو أقل من السعرات الحراريّة اليوميّة الموصى بها.
وأراد العلماء معرفة ما إذا كان يمكن للمشاركين الالتزام بالنظام الغذائيّ دون التعرّض لأيّة آثار جانبيّة كبيرة. وأكمل 21 شخصًا من المجموعة الدراسة، وكشفت اختبارات البول أن 80% من المتطوّعين لديهم نسبة مرتفعة من الكيتونات. وهذا يعني أن أجسامهم تعتمد بشكل أساسيّ على الدهون والبروتينات بدلًا من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة.
وكان أداء معظم المشاركين الذين يعانون من نموّ ورم في الدماغ جيّدًا في نظام الكيتو الغذائيّ. وعانى شخصان فقط من آثار جانبيّة كبيرة خلال فترة الدراسة. ووجد العلماء أن الآثار الجانبيّة مرتبطة بالنظام الغذائيّ عند شخص واحد فقط.
ولاحظ العلماء تغيّرات كبيرة في عمليّات الأيض في جسم وأدمغة المشاركين قُرب نهاية الدراسة، وعلى وجه التحديد انخفضت مستويات الهيموغلوبين (A1c )، ومستويات الأنسولين وكتلة الجسم الدهنيّة.
كما أجرى العلماء مسحًا متخصّصًا لأدمغة المشاركين؛ لقياس مستقلبات الدماغ أيضًا. واكتشفوا زيادة تركيزات الكيتون والتغيّرات في عمليات الأيض في خلايا الورم الدماغيّ.
النتائج مشجّعة، ولكن الدراسات المستقبلية ضرورية
بالطبع هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات؛ لتحديد ما إذا كان نظام الكيتو الغذائي يُمكن أن يمنع نموّ أورام الدماغ ويساعد الناس على العيش لفترة أطول، ولكن هذه النتائج تظهر أن نظام كيتو الغذائيّ يمكن أن يكون آمنًا للأشخاص المصابين بأورام الدماغ وينجح في إحداث تغييرات في عمليّة التمثيل الغذائي في الجسم.
وبشكل عام يُظهر نظام كيتو الغذائي نتائج واعدة لمن يعانون من ورم في الدماغ. بينما لا يستطيع العلماء القول بشكل قاطع أنه يبطئ نمو الورم أو يزيد من البقاء على قيد الحياة؛ فنه يفيد الصحة على المدى القصير. ويأمل العلماء أن يتم إجراء دراسات جديدة في المستقبل لتحديد الفوائد طويلة المدى للنظام الغذائيّ على نمو ورم الدماغ.
فوائد أخرى لنظام الكيتو الغذائيّ
وصف الأطباء نظام كيتو الغذائي لعقود من الزمان من أجل علاج الصرع وحالات الصحّة النفسيّة. وحاليًّا يتبع الناس النظام الغذائيّ لأسباب أخرى، مثل ما يلي:
♦️ فقدان الوزن
كثير من الناس يتبعون نظام الكيتو الغذائيّ؛ لحرق المزيد من الدهون والحثّ على فقدان الوزن. ووجدت إحدى الدراسات الطويلة أن المرضى الذين يعانون من السُّمنة المفرطة، والذين اتبعوا نظام الكيتو الغذائيّ لمدّة ستة أشهر قد فقدوا مقدارًا كبيرًا من الوزن. كما تحسّنت المؤشّرات الصحيّة الأخرى، مثل: مستويات الكوليسترول، والدهون الثلاثيّة، والسُكّر في الدم. وانخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
♦️ تقوية الدّماغ وتحسين الإدراك
أفاد بعض الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو الغذائيّ أنهم يتمتّعون بمزيد من الوضوح الذهنيّ بعد تناول كميات أقلّ من السُكّر والكربوهيدرات. ووجدت إحدى الدراسات أن هذا النظام الغذائيّ يؤدي إلى تحسين الإدراك، والتأثيرات البيوكيميائيّة في قشرة الدماغ الأماميّة. ويعتقد العلماء أن هذا قد يكون له آثار مهمة في علاج أمراض تَلَف الخلايا العصبيّة في الدماغ: مثل مرض الزهايمر، وباركنسون.
الأفكار النهائيّة حول دراسة تُظهر آثار نظام كيتو الغذائيّ على نمو أورام الدماغ
كشفت دراسة صغيرة أن نظام كيتو الغذائيّ يُمكن أن يساعد مرضى أورام الدماغ. كما وجدت الدراسة أن المرضى لديهم المزيد من الكيتونات، وتحسّن في التمثيل الغذائيّ بعد ثمانية أسابيع من اتّباع هذا النظام الغذائي. كما أن لديهم كتلة جسم نحيل أكثر، ومستويات أنسولين أقلّ. ومع ذلك فلا يزالون غير متأكدين من كيفيّة تأثير النظام الغذائيّ على أورام الدماغ على المدى الطويل. هذا وهناك احتياج إلى مزيد من الدراسات لتحديد هذه الآثار، إلا أن نتائج هذه الدراسة واعدة بالفعل.
اقرأ المزيد:
تسع طرق علمية لخسارة الوزن الزائد دون حمية غذائية!
الانتظام بشرب الشاي والقهوة يقلل خطر السكتة الدماغية (دراسة)
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
17°C
