وثائق تكشف خطة سرية لبريطانيا وأمريكا لعرقلة حماس

كشفت وثائق حكومية بريطانية عن تعاون وثيق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسلطة الفلسطينية، قبل عام ونصف من تنفيذ إسرائيل خطتها للانسحاب من قطاع غزة عام 2005، بهدف عرقلة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنعها من تحقيق أي تقدم على الأرض.
غرفة عمليات مشتركة لحرمان حركة حماس من أي مكاسب
و تشير الملفات إلى أنه في أوائل عام 2004، أنشئت “غرفة عمليات” في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لتنسيق المعلومات الاستخباراتية حول “التهديدات المحتملة” التي تشكّلها المقاومة الفلسطينية، وركّزت غرفة العمليات على قطع كل قنوات الدعم عن المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة، وإحباط أي مقاومة ضد الاحتلال.
وتكوّنت الغرفة من ستين ضابطًا من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وُزّعوا على خمس فرق لمواجهة ما وصفته الوثائق بـ”الهجمات الفدائية، و تهريب الأسلحة، و التمويل غير القانوني، وحيازة السلاح غير المشروع، والتحريض”.
كما أنشأت الأجهزة الأمنية في غزة “غرفة عمليات مركزية” منفصلة، كانت تعمل تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، مع وجود دور مصري محتمل.
و قدَّمت الحكومة البريطانية “بعثة استشارية للشرطة الفلسطينية” بتمويل من وزارة التنمية الدولية (DfID) بتاريخ في 12 نيسان/ أبريل 2004، و تضمنت البعثة 54 سيارة شرطة.
وكان الهدف من البعثة تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية على الأرض، وتضييق الخناق على حماس وقوى المقاومة الأخرى.
و تبيّن الوثائق التي اتطّلع عليها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، توني بلير، قبل لقائه الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض في 16 نيسان/ أبريل 2004، أن الهدف الرئيس من تلك الإجراءات هو تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة بعد انسحاب إسرائيل، بما يضمن “منع انتصار حركة حماس”.
ونَصَحَ مستشاروا الحكومة البريطانية رئيس الوزراء توني بلير بحثّ الرئيس الأمريكي جورج بوش على مواصلة التعاون الثلاثي مع مصر ودعم السلطة أمنيًا.
خطة أمنية لتعزيز سيطرة السلطات الفلسطينية على غزة
و بحلول 31 آذار/ مارس 2004، بدأت بريطانيا برصد ما وصفته بـ”النجاحات المبكرة”، مشيرةً إلى العثور على مخبأين للمتفجرات والأسلحة في بيت لحم يحتويان على مواد لصنع أحزمة ناسفة.
و انطلقت الخطة الأمنية بعد إعلان الولايات المتحدة استعدادها لإشراك “الرباعية الدولية” في دعم غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي.
وتضم الرباعية كلاً من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، وقد شُكّلت عام 2002 لدعم مفاوضات السلام وتعزيز التنمية الفلسطينية تمهيدًا لإقامة دولة مستقلة.
وتوزعت الجهود البريطانية على أربعة مسارات رئيسية: الدعم الاقتصادي، الإصلاحات، التحرك السياسي، و التعاون الأمني مع مصر والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لصالح السلطة الفلسطينية.
كما اقترحت لندن إنشاء صندوق ائتماني بإدارة البنك الدولي لتوجيه المساعدات، مشترطةً ربط هذه المساعدات بشروط إصلاحية.
و التقى الرئيس الأمريكي برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون في 16 نيسان/ أبريل 2004، الذي كشف عن خطته للانسحاب الأحادي من قطاع غزة وعدد من مستوطنات الضفة.
تنازلات أمريكية للجانب الإسرائيلي

مقابل ذلك، منح بوش لشارون ضمانات تعترف بالكتل الاستيطانية الكبرى وترفض عودة إسرائيل لحدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وتنكر حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.
و أظهرت الاتصالات بريطانية-أمريكية انزعاجًا داخل الإدارة الأمريكية حيال التنازلات المقدمة لإسرائيل.
وذكر السفير البريطاني لدى واشنطن أن بعض المسؤولين الأمريكيين شعروا بأن شارون “خدعهم”، معربين عن دهشتهم من المدى الذي بلغه الدعم الأمريكي للموقف الإسرائيلي.
هذا وأتمَّت إسرائيل انسحابها من غزة في آب/ أغسطس 2005، كما جرت الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت بها حماس في كانون الثاني/ يناير عام 2006، لتعلن الرباعية الدولية بعد ذلك عن مقاطعة حركة حماس بحجة أنها “منظمة إرهابية”، و من ثمًّ توقف المساعدات الغربية للشعب الفلسطيني.
ومع اشتداد الخلافات بين حركتي فتح وحماس، فرض حصار شامل على غزة بعد سيطرة حماس الكاملة على القطاع في حزيران/ يونيو 2007، في ظل دعم أمريكي وإسرائيلي وإقليمي لإحباط أي دور للحركة على الساحة السياسية.
المصدر: ميدل إيست مونيتور
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇
هذا النشر واضح العيان إذا أسقطناه على الإبادة الجماعية لأهل غزة واستحالة الحياة بها بدعم شرس من أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمنتظم الدولي مع تعاون مع جل الدول العربية بما في ذلك السلطة الفلسطينية وخير دليل ما تقوم به جنين فهي عوضت المحتل في ارتكاب الجرائم في جنين وذلك بإعطاء الضوء الأخضر للمحتل بمسح غزة من الخريطة وإبادة شعبها