عدادات الدفع المسبق تستهلك ثلث دخل العائلات البريطانية خلال شتاء 2024
حذرت مؤسسة “ريزوليوشن” البحثية من أن الأسر البريطانية ذات الدخل المنخفض التي تعتمد على عدادات الدفع المسبق قد تواجه شتاءً قاسيًا، إذ يُتوقع أن تستهلك فواتير الطاقة نحو ثلث دخلها خلال الأشهر الباردة المقبلة.
وأوضحت المؤسسة أن 4 ملايين أسرة ستنفق أكثر من 30 في المئة من دخلها بعد تكاليف السكن على الطاقة في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير. وذكرت أن هذه العدادات تُستخدم غالبًا في المنازل ذات الدخل المنخفض، ما يضع أعباءً مالية “غير مستدامة” على العائلات، مع خطر تعرضها للعيش في منازل باردة ومظلمة.
ارتفاع أسعار الطاقة وتداعياتها
وجاء هذا التحذير في وقت تواجه فيه الأسر البريطانية ضغوطًا متزايدة بسبب ارتفاع فواتير الطاقة، نتيجة التقلبات في أسعار الغاز والكهرباء بالأسواق العالمية، التي تأثرت بالتوترات في روسيا والشرق الأوسط.
وكشفت هيئة تنظيم الطاقة “أوفجيم” أن سقف أسعار الطاقة سيرتفع بنسبة 1.2 في المئة ابتداء من يناير المقبل في إنجلترا واسكتلندا وويلز، ليصل متوسط الفاتورة للأسر التي تدفع عبر الاقتطاع المباشر إلى 1,738 باوند سنويًّا. وفيما يخص الأسر التي تعتمد على عدادات الدفع المسبق، سيرتفع السقف بنسبة 1 في المئة أو ما يعادل 21 باوند، ليصل إلى 1,690 باوند.
ورغم انخفاض سقف الأسعار هذا العام مقارنة بالارتفاع الكبير الذي أعقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، فإنه لا يزال أعلى بكثير من مستويات أواخر عام 2021، عندما بلغت الفواتير النموذجية أقل من 1,300 باوند.
واتُّهمت الحكومة بالتقصير بعد قرارها الذي يقضي بخفض دفعات وقود الشتاء لجميع المتقاعدين باستثناء الفقراء، ما أثار انتقادات واسعة النطاق.
الفقراء يتحملون العبء الأكبر
وأشارت مؤسسة “ريزوليوشن” إلى أن عدادات الدفع المسبق تتركز بين العائلات الفقيرة، حيث يستخدمها ربع الأسر الأقل دخلًا مقارنة بـ1.5 في المئة فقط من الأسر الأغنى. وأضافت: إن هذه العائلات تعيش غالبًا في منازل مستأجرة تفتقر إلى كفاءة الطاقة، ما يزيد من تكاليف التدفئة خلال الشتاء.
ونبّهت المؤسسة إلى أن الأسر التي تعتمد على هذه العدادات لا تستطيع توزيع تكاليف الطاقة على مدار العام، ما يجعلها عرضة لزيادة موسمية كبيرة في الإنفاق خلال الأشهر الباردة. وأكدت أن تكاليف الطاقة ستصل إلى أكثر من 30 في المئة من دخل هذه الأسر في أشهر الشتاء، مقارنة بـ12 في المئة فقط في الصيف.
وتعرضت شركات الطاقة لانتقادات خلال أزمة الطاقة الأخيرة؛ بسبب إجبار الأسر على تركيب عدادات الدفع المسبق، ما دفع إلى تعليق هذه الممارسة مؤقتًا لعام تقريبًا.
وفي هذا السياق، صرّح جوني مارشال، كبير الاقتصاديين في مؤسسة “ريزوليوشن”، قائلًا: “بالنسبة للعديد من الأسر، تبدو أزمة الطاقة وكأنها لم تنتهِ قطّ. التكاليف المرتفعة والاستهلاك الكبير خلال الشتاء يهددان ميزانيات الأسر الضعيفة، ما قد يؤدي إلى تقنين استخدام الطاقة بطرق تُلحق الضرر بالصحة”.
جهود الحكومة لدعم الأسر الفقيرة
من جانبها أكدت وزارة أمن الطاقة والصفر الصافي أن الحكومة تبذل أقصى جهدها لدعم الأسر الضعيفة هذا الشتاء، مشيرة إلى توفير تخفيض بقيمة 150 باوند ضمن برنامج “المنزل الدافئ”، الذي سيستفيد منه نحو 3 ملايين أسرة مؤهلة. وأضافت: إن نحو 1.3 مليون أسرة ستتلقى مدفوعات وقود شتوية تصل إلى 300 باوند.
وأعلنت الوزارة، بالتعاون مع مؤسسة “إنرجي يو كيه”، التزامًا شتويًّا لعام 2024 يشمل دعمًا بقيمة 500 مليون باوند لدافعي الفواتير، ويشمل ذلك أرصدة على عدادات الدفع المسبق وشطب الديون المتراكمة.
هذا وأشادت الحكومة بالخطوات التي اتخذتها “أوفجيم” لحماية أصحاب عدادات الدفع المسبق، مؤكدة استمرارها في العمل لضمان عدم تركيب العدادات إلا في الحالات الاضطرارية، مع ضمان قدرة المستهلكين على دفع تكاليف فواتيرهم.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇