“ساعدني بابا”.. عراقي يفقد طفلته، 7 سنوات، في محاولة عبور القنال إلى بريطانيا
كشف رجل عراقي من المهاجرين عبر القنال الإنجليزي تفاصيل مأساوية عن وفاة طفلته البالغة من العمر 7 سنوات، أثناء محاولته عبور القنال الإنجليزي برفقة أسرته على متن أحد القوارب المتجهة من كالييه الفرنسية إلى إنجلترا.
وقال أحمد الهاشمي البالغ من العمر 41 عامًا: إن ابنته فُقِدت على متن قارب مطاطي، وقد دعستها مجموعة من المهاجرين ممن صعدوا إلى القارب على عجل؛ خوفًا من الشرطة الفرنسية التي داهمت شواطئ ويميرو في مدينة كالييه الفرنسية الساحلية!
كيف توفيت الفتاة سارة أثناء محاولة عبور القنال إلى بريطانيا؟
وأكد الهاشمي، الذي عبر القنال الإنجليزي مع زوجته نور السعيد وابنتيه رهف (12 عامًا) وسارة (7 أعوام) وابنه حسام (8 أعوام)، وفاة خمسة أشخاص على متن القارب؛ نتيجة تدافع المهاجرين أثناء صعودهم إلى القارب.
وأوضح الهاشمي أنه غادر مدينة البصرة العراقية برفقة أبنائه قبل 14 عامًا من اليوم بعد تهديده من إحدى الميليشيات، وقد وُلِدت ابنته سارة في بلجيكا وعاشت في السويد، لكن دول الاتحاد الأوروبي رفضت منح اللجوء للأسرة.
وبهذا الصدد قال الهاشمي: “لو كان هناك أي أمل بحصول أطفالي على حق اللجوء في بلجيكا أو فرنسا أو السويد أو فنلندا لبقينا في إحدى هذه الدول. كل ما أردته هو أن يحصل أطفالي على حقهم في الذهاب إلى المدرسة، ولم أطالب بأي مساعدة مالية؛ لأنني كنت أعمل برفقة زوجتي، لكن الأمر متعلق بحماية الأطفال وتأمين العيش الكريم لهم”.
وتوفيت سارة ابنة أحمد الهاشمي البالغة سبع سنوات خلال المحاولة الرابعة للأسرة لعبور القنال الإنجليزي.
وقال الهاشمي: إنه سبق أن ألقت الشرطة القبض على أسرته، لكنه عاود المحاولة مرة أخرى، وقد دفع 1500 يورو، أي ما يعادل 1280 باوند (وهي تكلفة صعود القارب المطاطي وفقًا لما أخبره المهربون)، كما دفع نصف هذه التكلفة عن كل طفل من أطفاله، وصعد 40 مهاجرًا آخر القارب المكتظ، معظمهم من العراقيين.
مأساة جديدة في القنال الإنجليزي
وفي التفاصيل أشار أحمد الهاشمي إلى أن ابنته كانت هادئة في البداية، وقد أمسكت يده أثناء سيرهما في محطة القطارات في ويميرو بمدينة كالييه الفرنسية، قبل أن يختبئوا في أحد الأماكن بين الكثبان الرملية طوال الليل.
وقال أحمد الهاشمي: إن مجموعة المهاجرين بدأت بنفخ القارب المطاطي بتوجيه من المهربين، الذين أمروا المهاجرين بحمل القارب إلى الشاطئ وإدخاله إلى البحر من أجل الصعود عليه.
وتحدث الهاشمي عن حالة الذعر التي أصابت المهاجرين؛ بسبب استهداف الشرطة لهم بقنبلة مسيلة للدموع، وبدأت حينها طفلته سارة بالصراخ.
وأبقى الهاشمي طفلته البالغة 7 سنوات على كتفيه بعد صعودهما القارب، لكنه اضطر إلى إنزالها؛ من أجل مساعدة ابنته الأخرى رهف على الصعود إلى متن القارب.
وتوسّل والد الطفلة إلى المهاجرين لإفساح المجال لابنته الصغيرة على متن القارب التي حاول الإمساك بها، في ظل تدافع المهاجرين أثناء صعودهم على متن القارب، وأشار إلى أنه اضطر إلى ضرب أحد الرجال لكي يفسح له المجال، لكن المهاجرين كانوا في حالة ذعر وتجاهلوا طلبه.
وقد وصف الهاشمي ما جرى بالقول: “لقد رأينا الموت في تلك اللحظة، مات عدة أشخاص، وكان بعض المهاجرين من الرجال يصعدون إلى القارب ويدوسون على الركاب، لم يكترثوا بذلك، ما أدى إلى دوس واختناق بعض الأشخاص على القارب، وكان من بينهم طفلتي سارة، لن أسامح نفسي على وفاتها، لكن لم يكن أمامنا سوى ركوب البحر”.
وتمكّن الهاشمي لاحقًا من الوصول إلى جثة ابنته، بمساعدة رجال الإنقاذ الفرنسيين الذين أنزلوا بعض المهاجرين من القارب، الذي اعتلاه 112 مهاجرًا، وقال بهذا الشأن: “رأيت رأسها محشورًا في زاوية القارب، وكانت زرقاء اللون، وقد توقفت عن التنفس!”.
بلجيكا رفضت طلب لجوء العائلة العراقية المهاجرة !
ويأتي ذلك بعد أن أكد الهاشمي أن السلطات البلجيكية رفضت طلب لجوئه بحجة أن البصرة مدينة آمنة، وقد عاشت الأسرة لسبع سنوات مع أحد أصدقائه في السويد.
وقال الهاشمي: “حدث كل شيء رغمًا عني، لقد نفدت الخيارات، يلقي بعض الناس اللوم عليَّ بعد أن اضطررت إلى المخاطرة بالأطفال، لكن لم يكن أمامنا أي حل، فقد قضيت 14 عامًا في أوروبا ولم تقبل أي دولة طلبات لجوئنا”.
وكانت الشرطة الفرنسية قد كشفت مؤخرًا عن إنقاذ 66 مهاجرًا، بينهم نساء وأطفال كانوا على متن قارب مزدحم مقابل ساحل (Dieppe)، وهم يحاولون عبور القنال الإنجليزي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً:
الرابط المختصر هنا ⬇