أشخاص يتعرضون للاحتيال عبر فيزا العمال المهرة!
تعرض مهاجرون لعمليات احتيال في بريطانيا بعد أن تقدموا على فيزا العمال المهرة، ليتفاجأوا بعدم وجود الوظائف التي وُعِدوا بها على أرض الواقع!
وفي هذا السياق قالت امرأة نيجيرية لشبكة سكاي نيوز الأمريكية: إنها دفعت 10 آلاف باوند لمكتب توظيف؛ من أجل الحصول على فيزا العمال المهرة في بريطانيا، لتكتشف لاحقًا أن الوظيفة غير موجودة.
وأشارت المرأة إلى أنها كانت تتمنى القدوم إلى بريطانيا للعمل ومساعدة أسرتها، لكن انتهى بها المطاف إلى الاعتماد على مساعدات الآخرين؛ لأنها لم تجد العمل الذي كانت تتمنى الحصول عليه.
مهاجرون تقطّعت بهم السبل بعد أن جاءوا بغرض العمل في بريطانيا!
وكانت المرأة النيجيرية قد وصلت إلى بريطانيا قبل ثلاثة أشهر على أمل العمل في تقديم الرعاية.
ورفضت المرأة الاتصال بالشركة البريطانية التي قدمت لها طلب الكفالة؛ خوفًا من التداعيات القانونية، لكنها قدمت جميع الإثباتات التي تدعم روايتها.
وقالت: إنها كانت ترغب بأن تبحث عن عمل في بريطانيا دون الاستعانة بمكتب التوظيف، لكنها خشيت من عمليات الاحتيال على الإنترنت؛ نظرًا إلى عدم وجود ضمانات.
ولم يقتصر الأمر على المرأة النيجيرية، التي لم تكن معاناتها إلا جزءًا من مشكلة أكبر تتعلق بممارسة مكاتب التوظيف لعمليات الاحتيال لتحصل على مبالغ كبيرة من الأموال مقابل التقديم على فرص عمل في قطاع الرعاية الاجتماعية في بريطانيا، ليتضح لاحقًا أن هذه الفرص وهمية وغير موجودة على أرض الواقع.
وقد تقطّعت السُّبُل بالعديد من المهاجرين الذين اكتشفوا أن الأمر ليس إلا عملية احتيال، فلجأوا إلى بنوك الطعام وافترش بعضهم الشوارع!
“حالة يرثى لها”
وتعليقًا على ذلك قالت ماري أديكوجبي مديرة مؤسسة مركز المجتمع النيجيري في روتشديل: “إن ما واجهه المهاجرون النيجيريون أمر شائن جدًّا، إذ وصل العديد منهم عن طريق فيزا العمال المهرة، وأصبحوا عبئًا على مركز المجتمع النيجيري؛ لأنهم لم يجدوا العمل الذي وُعِدوا به.
وأشارت ماري إلى أن 15 شخصًا من أصل 40 شخصًا يقصدون بنوك الطعام كل أسبوع هم من القادمين إلى بريطانيا عن طريق فيزا العمال المهرة، وهم في حالة يُرثى لها، وقد زادت الضغوط على المركز.
وأضافت ماري: “رأيت رجالًا بالغين يبكون كالأطفال؛ لأنهم لا يمتلكون ما يكفي من النقود لإعالة أنفسهم، لقد أصبح الوضع مقلقًا جدًّا!”.
وتحدث متطوع في مركز الجالية النيجيرية يُدعى جونز آديكوب عن امرأة نيجيرية أخرى تعاني من ويلات التشرد بعد أن دفعت أموالًا طائلة لمكتب توظيف في نيجيريا؛ للحصول على عمل في قطاع الرعاية الاجتماعية في بريطانيا.
وقال أديكوبي: “لقد عمِلتْ زهاء 12 ساعة في الأسبوع عندما جاءت إلى بريطانيا، لكن لم يَعُد هناك أي عمل تمارسه، مع أنها تلقت وعودًا بالحصول على عمل بدوام كامل في قطاع الرعاية الاجتماعية، وهي اليوم تنام في الحافلة!”.
وأضاف: “إنها في حالة يُرثى لها، لقد باعت كل ما تملك في نيجيريا حتى منزلها!”.
إصدار أكثر من 170 ألف فيزا للعمال المهرة في عام واحد!
هذا وكانت الحكومة البريطانية قد أصدرت 170.993 فيزا للعمال المهرة، وكانت نسبة هذه التأشيرات الصادرة في قطاع الصحة والرعاية الصحية أعلى بمرتين ونصف المرة من بقية القطاعات.
وقد حصل 40416 شخصًا على فيزا العمال المهرة ضمن قطاع الرعاية الاجتماعية والمنزلية، وهي أقل المهن من حيث المتطلبات.
وبهذا الخصوص تحدث أبناء الجالية الباكستانية في برادفورد غرب يوركشاير عن توافد العديد من الناس على بنوك الطعام بعد مجيئهم إلى بريطانيا عن طريق تأشيرة العمال المهرة.
وقال مدير أحد متاجر السوبر ماركت: “بعض الناس يدفعون مبالغ هائلة للحصول على هذه الفيزا من أجل الوصول إلى بريطانيا رغم علم بعضهم بعدم وجود عمل حقيقي. إذن هي مجرد وسيلة للقدوم إلى بريطانيا!”.
وأضاف: “إن بعض القادمين إلى بريطانيا عن طريق تأشيرة العمال المهرة لا يتحدثون اللغة الإنجليزية، مع أنه شرط أساسي للحصول على التأشيرة!”.
تصورات غير واقعية عن الحياة في بريطانيا!
قال موبين حسين الذي أسس أحد المراكز المجتمعية في كوينزبري: “إن بعض الناس يأتون إلى بريطانيا وهم يحملون تصورات غير واقعية عن طبيعة الحياة هنا، فيظن كثير منهم أنهم سيجنون أموالًا طائلة ويصبحون في رغد من العيش، لكن هذه التصورات ليست واقعية”.
وأضاف حسين: إن القواعد الحكومية المتعلقة بمنح فيزا العمال المهرة متهاونة بعض الشيء ويجب تشديدها.
هذا وعلّق متحدث باسم وزارة الداخلية على الأمر بالقول: “لن نتسامح مع المتلاعبين بنظام الهجرة لدينا، وسنتخذ تدابير صارمة لضمان تطبيق نظام الهجرة”.
“سنلغي تراخيص الكفلاء إذا ثبت أن أرباب العمل خالفوا قواعد الفيزا”.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇