عائلة سامي الحامدي: لندن خذلته ولم تحمِ حقوقه
طالبت عائلة الصحفي البريطاني المسلم، سامي الحامدي، المحتجز لدى السلطات الأمريكية منذ عطلة نهاية الأسبوع، الحكومة البريطانية بتقديم دعم فوري لإطلاق سراحه، ووجهت انتقادًا شديدًا لعدم تحركها حتى الآن.
وتم احتجاز الحامدي من قبل وكالة الهجرة والجمارك التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية (ICE) في مطار سان فرانسيسكو الدولي، أثناء جولة لإلقاء محاضرات في الولايات المتحدة.
ووصف مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (CAIR) الاحتجاز بأنه رد فعل على انتقاد الحامدي لإسرائيل، واصفًا الحادث بـ”الاختطاف”.
زوجة سامي الحامدي : احتجازه جاء بسبب دفاعه عن حقوق الفلسطينيين
وقالت زوجته يوم الأربعاء : “لقد تم اختطافه بسبب دفاعه عن حقوق الفلسطينيين. وهو الآن محتجز على بعد آلاف الأميال عن أطفالنا الذين يفتقدون والدهم بشدة، وكانوا ينتظرون قضاء عطلة المدرسة معه. سامي قبل كل شيء رجل عائلة، ويحمل حسًا عميقًا بالعدالة.”
وأردفت: “أحث حكومة بريطانيا على تقديم الدعم القنصلي الكامل لسامي، إذ لم تقدّم ذلك حتى الآن. كما أطالبها بالدفاع عنه وتوفير الحماية والدعم الذي يستحقه كل مواطن بريطاني. عدم التحرك وعدم التواصل من جانبهم يزيد قلقنا، ونأمل أن يتغير ذلك قريبًا.”
وتواصل موقع ميدل إيست آي مع وزارة الخارجية البريطانية للتعليق.
احتجاز الحامدي يثير جدلًا حول حرية التعبير بعد انتقاد سياسات إسرائيل
كان الحامدي قد تحدث في حفل CAIR يوم السبت في ساكرامنتو، حيث أدان “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وكان مقررًا أن يشارك في فعالية أخرى للمنظمة في فلوريدا يوم الأحد.
وذكر المجلس في واشنطن: “احتجاز صحفي بريطاني مسلم بارز ومحلل سياسي خلال جولته في الولايات المتحدة لمجرد جرأته على انتقاد أعمال الحكومة الإسرائيلية هو هجوم صارخ على حرية التعبير”.
ويشغل الحامدي منصب رئيس تحرير The International Interest، وهي منشورة متخصصة في جغرافيا السياسة في الشرق الأوسط، ويشتهر بانتقاداته الصريحة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.
وقالت زوجته: “نحن مقتنعون بحدوث خطأ، ونعتقد أنه بمجرد أن يفهم المسؤولون خلفية زوجي ومواقفه، سيتم تصحيح هذا الوضع. كان سامي في جولة لإلقاء محاضرات عبر أمريكا الشمالية عندما استهدفته مجموعة سياسية من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب دعمه لحقوق الفلسطينيين. لقد شوهوا صورة زوجي وآرائه في محاولة لتشويهه وإسكاته”.
دعوات إسرائيلية ويمينية متطرفة سبقت اعتقال الحامدي وتبريرات مثيرة للجدل من مسؤولين أمريكيين
واتهمت الناشطة الإسرائيلية إيمي ميكيلبورغ، التي نسبت لنفسها الفضل في اعتقال الحامدي، الصحفي البريطاني بـ”إضفاء الشرعية على شبكات جهادية”.
وكتبت عبر منصات التواصل: “هذا انتصار كبير لأمريكا وضربة قوية للشبكة الجهادية في أمريكا! لقد كنت أقاتل بلا كلل – وهذا الصباح، تحرك النظام.”
كما شاركت تريشيا ماكلولين، مساعدة سكرتير وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، رسالة ميكيلبورغ، شاكرة السلطات على اعتقال الحامدي، وقالت: “تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، لن يُسمح لمن يدعم الإرهاب ويقوض الأمن القومي الأمريكي بالعمل أو زيارة هذا البلد.”
تقارير حقوقية توثق تصعيدًا ضد منتقدي إسرائيل في الولايات المتحدة
ويأتي اعتقال الحامدي في ظل تصاعد الاتهامات بوجود جهود ممنهجة لإسكات الأصوات المنتقدة للأعمال الإسرائيلية في غزة والدعم الغربي لها. وفي أبريل، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW) أن أكثر من 3,000 طالب اعتُقلوا في الولايات المتحدة عام 2024 تحت إدارة بايدن بسبب احتجاجاتهم على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ووصفت المنظمة إجراءات إدارة ترامب للتعامل مع الاحتجاجات، وتبريرات الاعتقالات وعمليات الترحيل المخطط لها، بأنها “غير شرعية وزائفة”.
تعكس قضية سامي الحامدي هشاشة الحماية القنصلية التي يحصل عليها المواطنون البريطانيون عند تعرضهم لممارسات تعسفية خارج البلاد، خصوصًا عندما يرتبط الأمر بحرية التعبير والمواقف السياسية. وتبرز الحادثة الحاجة إلى تحرك رسمي أسرع وأكثر وضوحًا لضمان عدم ترك المواطنين دون دعم، خاصة حين يكونون عرضة لضغوط أو استهداف بسبب مواقفهم تجاه العدالة والقضية الفلسطينية.
كما تذكّر هذه الواقعة بأهمية صون حق الصحفيين والمعلقين السياسيين في التعبير دون خوف من العقاب أو التهديد، وتعزيز القنوات الدبلوماسية التي تحمي الحريات الأساسية وتحول دون تسييس حقوق المواطنين البريطانيين في الخارج.
المصدر : ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
