العرب في بريطانيا | ‎طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية ف...

1446 شعبان 24 | 23 فبراير 2025

‎طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في مواجهة العواصف المدمرة ؟

طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في التحضير للعواصف المدمرة ؟
فريق التحرير March 1, 2022

اجتاحت المملكة المتحدة ست عواصف منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2021، وهي: أروين، وبراء، ومالك، وكوري، ودادلي، ويونيس، وفرانكلين. وألحقت هذه العواصف كثيرًا من الأضرار والدمار في مختلف مناطق بريطانيا.

 

 

وبحسب مكتب الأرصاد الجوية فإن من المتوقع أن تواجه المملكة المتحدة عواصف: غلاديز، وهيرمان، وإيماني، وجاك قبل نهاية العام الجاري.
وقد عُدَّ العام الماضي مميزًا لكثرة عدد العواصف فيه. أما في شتاء عام 2019 – 2020 فقد كبّدت عواصف: سيارا، ودينيس، وجورج التأمين خسائر كبيرة بلغت حوالي 800 ميلون باوند؛ وذلك بسبب الفيضانات التي سبّبتها العاصفة.

 

 

ويبدو أن العواصف والفيضانات إلى جانب الحرارة والجفاف أصبحت أمرًا مألوفاً خلال العقد الأخير؛ فعلى سبيل المثال: شهدت البلاد في عام 2012 جفافًا شتويًّا، ولكن شهر حزيران/ يونيو من ذلك العام كان أكثر رطوبةً وغزارة في الأمطار منذ 150 سنة خلت، وأما في خريف ذلك العام فقد اجتاحت الفيضانات البلاد، وسبّبت الرياح العاتية كثيرًا من الأضرار.

 

 

 

كيف سيكون طقس المملكة المتحدة خلال العقود القادمة؟

 

 

 

طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في التحضير للعواصف المدمرة ؟
طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في التحضير للعواصف المدمرة ؟ (أنسبلاش)

 

 

 

وتبقى الأسئلة الأكثر أهمية: هل ستكون هذه الظروف المناخية مجرّد عارض مناخي مؤقت، أم أنها ستستمر لوقت طويل؟ وبالتأكيد فإن الإجابة نعم!
وهل اتُّخِذت الإجراءات الكافية لمواجهة الظروف القاسية؟ والجواب: لا، ليس بعد!

 

 

 

قد يبالغ بعض العلماء قليلًا عندما ينسبون الظروف المناخية إلى الاحتباس الحراري فقط، ولكن – على كل الأحوال – من المعروف أن الظروف المناخية القاسية تتشكل بسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء.

 

 

 

 

لأن الهواء الأكثر دفئًا يصبح أكثر رطوبة كما أنه يحمل طاقة كبيرة، وهما سببان أساسيان لتشكُّل العواصف شديدة التأثير.

 

 

 

ولكن الظروف المناخية في المملكة المتحدة لا تقتصر على العواصف والفيضانات فحسب؛ بل تشمل موجات الحر والجفاف أيضًا.

 

 

 

وقد اجتاحت مقاطعة “British Colombia” الكندية موجة حر وصلت فيها الحرارة إلى معدل قياسي بلغ نحو 49.6 درجة، وتَبِع ذلك فيضانات كارثية خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أدت إلى انقطاع الطرق باتجاه Vancouver شرقي البلاد.

 

 

 

ومن المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة ظروفًا مناخية مشابهة في المستقبل، وكان هانتر لوفينز عالم البيئة الأمريكي قد أطلق مصطلح “الغرابة المناخية العالمية” للتعبير عن كون التغييرات المناخية لا ترتبط فقط بارتفاع درجة الحرارة؛ بل ترتبط بالمظاهر المناخية الشديدة أيضًا.

 

 

 

وقد أعدت لجنة التكيُّف مع الظروف المناخية (وهي هيئة استشارية قانونية في المملكة المتحدة، تعمل بشكل موازٍ مع لجنة تغيُّر المناخ، وتُقدِّم المشورة للبرلمان حول كيفية بناء قدرات الدولة وتهيئتها لمواجهة الآثار المحتملة لتغيُّر المناخ في المستقبل)، تقريرًا يحتوي أكثر من 1500 صفحة من الأدلة والتحليلات حول الظروف المناخية القادمة، وشارك في إعداده أكثر من 450 خبيرًا، وكانت نتائج التقرير صادمة.

 

 

 

وخلص التقرير إلى عدم نجاح إجراءات التكيُّف في مواكبة آثار تدهور المناخ، لذا زادت الفجوة بين المخاطر والاستعداد لمواجهتها.

 

 

 

كما أشار أيضًا إلى امتلاك المملكة المتحدة القدرة والموارد للتكيُّف مع الظروف المناخية الشديدة، ولكن الحكومة لا تفعل ما يكفي. وأكد التقرير أن تحرُّك الحكومة واستعدادها لمواجهة الظروف المناخية اليوم سيكون أقل تكلفةً من الويلات التي ستسبّبها هذه الظروف مستقبلاً.

 

 

 

ما الإجراءات التي يمكن أن تنفّذها الحكومة لمواجهة الظروف المناخية القاسية؟

 

 

 

 

طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في التحضير للعواصف المدمرة ؟
طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في التحضير للعواصف المدمرة ؟ (أنسبلاش)

 

 

 

تشير لجنة التكيُّف مع الظروف المناخية إلى المخاطر الأساسية المتعلقة بالظروف المناخية التي يجب على الحكومة أخذها بعين الاعتبار خلال العامَين المقبلين وتشمل هذه الإجراءات:
• المخاطر التي تواجهها الشبكة الكهربائية
• المخاطر التي تواجهها التربة
• المخاطر التي قد تواجهها عملية إنتاج الطعام
• المخاطر التي تواجهها الأشجار
• المخاطر التي تواجهها البلاد في الحصول على الإمدادات والبضائع
• مخاطر ارتفاع درجة حرارة المنازل
ويجب على الحكومة البريطانية تقديم رؤية واضحة لكيفية مواجهة هذه المخاطر بمرونة، ووضع خطة مستقبلية؛ لمواجهة أضرار الظروف المناخية.

 

 

 

ولا بد من أن يصبح التكيُّف مع الظروف المناخية أمرًا أساسيًّا في كل السياسات المتبعة. على سبيل المثال: يستمر بناء مئات آلاف البيوت في المملكة المتحدة، وهذه الأبنية لن تكون صالحة للسكن خلال العقود القليلة القادمة بسبب الظروف المناخية؛ لكونها قريبة من أماكن حدوث الفيضانات، أو لأنها غير مصممة لتتعامل مع موجات الحرّ التي ستصبح أمرًا اعتياديًّا عام 2150.

 

 

يجب أن يكون التكيُّف مع الظروف المناخية جزءًا لا يتجزأ من عملية التطوير الشاملة؛ لأن التغيُّر المناخي سيُكرِّس عدم المساواة؛ بمعنى أن الأُسَر الأكثر فقرًا ستتأثر بشكل أكبر بالعواقب الصحية والمالية للفيضانات وغيرها من الظروف المناخية القاسية.

 

 

 

التكيف مع الظروف المناخية يساهم في خفض الإنفاق العام على المدى الطويل 

 

 

 

‎طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في مواجهة العواصف المدمرة ؟
‎طقس بريطانيا : لماذا تفشل السلطات البريطانية في مواجهة العواصف المدمرة ؟ (أنسبلاش)

 

 

 

وقد تلقت الحكومة النتائج والحقائق التي أشار إليها التقرير، ولكن تنفيذها ليس بهذه السهولة؛ فهناك العديد من الدوائر الحكومية المختلفة، ولكل منها أولوياتها الخاصة، مما يقد يسبّب تعارضًا في العمل.

 

 

وبالإضافة إلى ذلك يتطلب التكيُّف مع الظروف المناخية تخصيص مزيد من الاستثمارات الآن، والتي ستؤتي أُكُلها على المدى الطويل.

 

 

على سبيل المثال: الاستثمار في تمديدات المياه والتخطيط لمكافحة موجات الحر سيعود بأرباح تتجاوز 10 باوندات لكل باوند يُنفَق، ولكن الفائدة ستأتي في المستقبل، بينما تدفع التكلفة اليوم، بحسب ما ورد في التقرير المذكور.

 

 

 

 

المصدر : www.theguardian.com


 

 

اقرأ أيضاً :

طقس بريطانيا: تحذيرات من عاصفة قطبية قد تهوي بدرجات الحرارة إلى 10 –

كيف تعد تقلبات الطقس مؤشرًا خطيرًا بعد 6 عواصف شهدتها بريطانيا في أقل من عام ؟

طقس بريطانيا : تحذيرات من العاصفة غلاديس التي ستصل بريطانيا محملة برياح قوية

 

أخبار ذات صلة

loader-image
london
London, GB
5:23 pm, Feb 23, 2025
temperature icon 11°C
light rain
Humidity 86 %
Pressure 1017 mb
Wind 12 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 40%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:58 am
Sunset Sunset: 5:29 pm