طالب لجوء سوداني: 6 محاولات لعبور القنال ولن توقفنا رواندا!
قال طالب لجوء سوداني: إنه حاول عبور القنال الإنجليزي ست مرات، مؤكدًا أن خطة رواندا لن تثني طالبي اللجوء عن محاولة الوصول إلى بريطانيا.
وما زال الشاب السوداني جمال البالغ من العمر 30 عامًا ينتظر المحاولة التالية لعبور القنال الإنجليزي ضمن مخيم مؤقت لطالبي اللجوء في ميناء كالييه الفرنسي.
ويطمح كمال إلى بلوغ بريطانيا وتحقيق أحلامه بدراسة الطب هناك.
استمرار محاولات العبور رغم سياسة الترحيل
وقال جمال لصحيفة آي البريطانية التي زارت مخيم طالبي اللجوء في كالييه: “تحاول الحكومة البريطانية ترهيب المهاجرين القادمين إلى بريطانيا بالعمل على ترحيلهم إلى رواندا، وتظن أن المهاجرين لن يدخلوا بريطانيا خوفًا من الترحيل”.
“لكني سأذهب إلى بريطانيا مهما كلف الأمر، وما زلت غير متأكد من مدى جدية سياسات الترحيل، إلا أني أظن أن الحكومة البريطانية تحاول خداعنا”.
ويعتقد جمال أنه حتى لو طبقت الحكومة خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا فقد تتوقف عمليات الترحيل، مؤكدًا عدم وجود ما يردعه من محاولة الوصول إلى بريطانيا.
وقال جمال: “سيشهد عام 2024 انتخابات في بريطانيا، وستتشكل حكومة جديدة بقيادة حزب العمال إذا فاز في الانتخابات القادمة”.
وأضاف جمال: “يبدو أنهم يعملون على منع اللاجئين من الوصول إلى بريطانيا بتطبيق خطة رواندا، ويدفعون النقود للفرنسيين لعرقلة وصول المهاجرين إلى بريطانيا”.
“لكن الحكومة البريطانية لن تستطيع وقف عمليات العبور، ربما ينجحون في منع بعضها، لكن لا يمكن وقفها كلها”.
وقال جمال: إنه لا يملك خيارًا سوى أن يحاول الوصول إلى بريطانيا على متن قارب صغير، بعد أن فقد جواز سفره خلال الرحلة التي استغرقت سنوات من السودان. وذكر أنه لا يستطيع دخول بريطانيا بجواز السفر؛ نظرًا إلى عدم وجود نظام تأشيرة خاص باللاجئين السودانيين.
مهاجرون سودانيون يتحدون خطط الحكومة البريطانية
ورغم الخطط التي وضعتها الحكومة البريطانية لإعادة توطين اللاجئين السودانيين بإشراف الأمم المتحدة، لا يمكن للاجئين تقديم طلب للانضمام إلى برنامج إعادة التوطين.
وبهذا الصدد أكد جمال أنه ليس خائفًا من عبور القنال الإنجليزي، رغم وفاة خمسة مهاجرين حاولوا العبور على متن قارب صغير.
وقال: “أعلم أن الأمر في غاية الخطورة، ويحزن المهاجرون كثيرًا لفقدان أصدقائهم وأسرهم، لكن ليس أمامهم حل آخر، فقد جاءوا من أوطانهم وقطعوا مسافات طويلة على أمل أن يجد حياة أفضل”.
“إنهم يتصفون بالعزيمة، ويتحدون الشعور بالخوف ويحاولون تحقيق هدفهم بالحصول على حياة أفضل”.
وإلى جانب جمال ينتظر الشاب السوداني سمير البالغ من العمر 25 الفرصة المناسبة لعبور القنال الإنجليزي.
ويقيم سمير في مخيمات طالبي الجوء في ظل أجواء شديدة البرودة، وقد حاول العبور إلى بريطانيا عبر إحدى الشاحنات وعبر القوارب الصغيرة أيضًا لكن الشرطة الفرنسية أوقفته.
وقال سمير: إنه فر من السودان العام الماضي بعد اندلاع الحرب هناك، مؤكدًا أن خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا لن تثنيه عن إكمال رحلته.
وتحدث سمير عن شعوره بالخوف عند ركوب أحد القوارب، لكنه أكد أنه لن يعود أدراجه وسيحاول مرة أخرى.
وقال سمير: “أبحث عن ملاذ آمن من الحرب الدائرة في بلدي، لكن فرنسا لم تقدم للمهاجرين أي دعم أو سكن، وهذا سبب رغبتي في المغادرة إلى بريطانيا”.
انقسام النواب المحافظين حول خطة رواندا
ويأتي ذلك بعد أن واجهت خطة ترحيل المهاجرين التي وضعتها حكومة ريشي سوناك طعونًا قانونية، حيث عملت الحكومة على تعديل الخطة لكنها رفضت بعض التعديلات المقترحة من النواب المحافظين، ما أدى إلى تمرد العديد منهم على رئيس الوزراء.
وبلغ عدد النواب المتمردين 60 نائبًا، وزعم هؤلاء أن التعديلات القانونية المقترحة من شأنها سد الثغرات في خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا.
لكن يبدو أن الحكومة البريطانية واثقة بأن مشروع القانون الخاص بترحيل طالبي اللجوء سيحظى بموافقة غالبية النواب المحافظين.
وبهذا الخصوص قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “بدأنا جني ثمار سياستنا الخاصة بمنع عبور طالبي اللجوء للقنال الإنجليزي، وقد انخفض عدد حالات العبور بنسبة 36 في المئة مقارنةً بما كانت عليه العام الماضي”.
“وقد أعربت الحكومة عن ثقتها بالاتفاق الذي وقّعت عليه مع رواندا لمكافحة أنشطة المهربين، عبر منع المهاجرين غير الشرعيين من القدوم إلى بريطانيا وتعريض حياتهم للخطر”.
المصدر: آي (i)
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇