طالبو لجوء مضطرون لعبور القنال الإنجليزي رغم مأساة بحر المانش
يواصل طالبو اللجوء في شمال فرنسا عبور القنال الإنجليزي رغم مأساة بحر المانش التي راح ضحيتها أربعة قتلى بسبب عدم توفر طرق قانونية آمنة وبسبب البرد القارص في المعسكرات الفرنسية. وقال عاملون في جمعيات خيرية فرنسية إنّ طالبي اللجوء ما زالوا يخططون لعبور القنال في الأيام المقبلة بالرغم من خطر الغرق.
وفي مأساة بحر المانش، قُتل أربعة على الأقل، من بينهم مراهق، وسُحب العشرات من البحر المتجمد بعد أن بدأ القارب الصغير بالغرق في صباح الأربعاء 14 ديسمبر.
وبالرغم من ذلك، رفضت سويلا برافرمان، وزيرة الداخلية، المحاولات المتواصلة لإتاحة طرق آمنة وقانونية لطالبي اللجوء. وفي العام الماضي، قتل 27 شخصًا وفُقد خمسة خلال محاولتهم لعبور القنال الإنجليزي.
ومن بعد غرق أربعة أشخاص، قال جمعية خيرية تعمل في شمال فرنسا لصحيفة ذا اندبندنت إنّ طالبي اللجوء لن يتراجعوا عن محاولاتهم عبور القنال الإنجليزي.
وقالت أميلي مويارت، المنسقة الميدانية لـ Utopia5: “أخبرنا الكثير من طالبي اللجوء اليوم أنهم سيحاولون عبور القنال نهاية هذا الأسبوع؛ إذ إنّ الطقس سيكون جيدًا”.
وأضافت إميلي: “لا يمكن توقع بقاء طالبي اللجوء في المعسكرات الفرنسية في هذا الطقس البارد؛ لذلك سيحاولون العبور إلى المملكة المتحدة”
يخاطرون بالغرق في القنال الإنجليزي على أمل حياة أفضل
وقال رجل فر من باكستان إنه ينام مع أسرته في المعسكرات الفرنسية في الخارج في البرد القارص. وأضاف إنه سيواصل محاولته عبور القناة رغم محاولاته الفاشلة السابقة والمخاطر المتوقعة.
وأكمل حديثه وقال: “لقد عرفت طوال الأشهر الأربعة التي قضيتها هنا أنني لا أستطيع البقاء في كاليه.” وقال إنّ الظروف التي يعانون منها الآن في فرنسا “مروعة للغاية”. علمًا أنّ زوجته حامل ولديهم طفل وينامون “بالخارج في الوحل” ولذلك قال الأب الباكستانيّ سأستمر في محاولة عبور القنال”
وقالت كلير موسلي، مديرة جمعية Care4Calais الخيرية، إنّ المهاجرين أصيبوا بأمراض مثل الجرب في الأسابيع الأخيرة ؛ إذ إنّه لا يتوفر لهم نظام صرف صحيّ.
وتحاول الشرطة الفرنسية باستمرار بإخلاء المخيمات ومصادرة الخيام وأكياس النوم بالرغم من الطقس البارد وعدم توفر ملاجئ أخرى لطالبي اللجوء الفارين من الظروف المروعة التي يعانون منها في بلادهم.
وقالت كلير إنّ طالبي اللجوء يختارون المخاطرة بحياتهم لأنّ لا يوجد خيار آخر متوفر لهم.
وفي صباح الأربعاء، حدث ما كان يخشاه الجميع وتلقت جمعية Utopia5 الخيرية رسالة صوتية من أحد طالبي اللجوء الذي كان على متن القارب الذي غرق يقول بها “ساعونا رجاءً. برفقتنا أطفالٌ”
بالرغم من محاولات الحكومة لإنهاء الهجرة غير الشرعية، فلقد استطاع أكثر من 40 ألف طالب لجوء عبور القنال هذا العام. ولم تؤثر حادثة العام الماضي التي أودت بحياة 27 شخصًا على محاولة اللاجئين من إيجاد حياة كريمة لهم. وإن كانت المحاولة قد تودي بحياتهم، فهي أفضل لهم من الاستمرار بالعيش في ظروف لا إنسانية.
اقرأ المزيد
منظمات حقوقية تحمل فرنسا مسؤولية مخاطرة اللاجئين بعبور القنال الإنجليزي
150 مهاجرا جديدا يعبرون القنال الإنجليزي رغم تشديد الإجراءات والتهجير لرواندا
جمعيات خيرية بريطانية ترفض مساعدة وزارة الداخلية في حملات الترهيب من عبور القنال
الرابط المختصر هنا ⬇