كيف حرّض وزير الهجرة السابق على إلغاء تأشيرة طالبة فلسطينية؟
كشفت وثائق قانونية في بريطانيا عن تدخل وزير الهجرة السابق بشكل شخصي لإلغاء تأشيرة دراسة تعود لطالبة فلسطينية بعد إلقائها كلمة تضامن مع فلسطين.
وقد أسهم جينريك في التحريض على الطالبة دانا أبو قمر، بالتعاون مع وزارة الداخلية عبر حرمانها من تجديد التأشيرة الدراسية؛ لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما ورد في الوثيقة القانونية.
وزير بريطاني سابق يتدخل بشكل شخصي لإلغاء تاشيرة طالبة فلسطينية
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد صرّحت بأن وجود الطالبة الفلسطينية دانا أبو قمر في بريطانيا لا يخدم المصلحة العامة، وهو ما وصفه مراقبون بالاستهداف المتعمّد للطالبة، التي قادت جمعية أصدقاء فلسطين أثناء دراستها القانون في جامعة مانشستر.
وأشارت أبو قمر إلى أن قرار وزير الداخلية بإلغاء تأشيرتها يأتي على خلفية الخطاب الذي ألقته في أعقاب أحداث الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، وسلطت خلاله الضوء على المقاومة التاريخية الفلسطينية لنظام القمع الإسرائيلي.
وقالت أبو قمر: إن بعض الناس أساء تفسير تصريحاتها، مؤكدةً أنه ينبغي عدم التغاضي عن مقتل المدنيين.
واستأنفت أبو قمر ضد قرار وزير الهجرة بإلغاء التأشيرة الدراسية، وستنظر المحكمة في قضيتها خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
هذا وكشفت الوثائق القانونية عن رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها وزير الهجرة السابق روبرت جينريك إلى سكرتيره، طالبًا منه مراسلة وزارة الداخلية بشأن إلغاء تأشيرة دانا أبو قمر.
وقال سكرتير جينريك: إن الأخير كان مهتمًّا بالتعرف إلى دانا أبو قمر، وأشار إلى أن جينريك استفسر عن إمكانية إلغاء تأشيرة الدراسة الخاصة بها.
وانتقد محامو الطالبة دانا أبو قمر قرار جينريك، قائلين: إنه تدخل في عملية إحالتها إلى وزارة الداخلية، عبر طلب إلغاء تأشيرتها الدراسية.
وكانت أبو قمر قد فقدت نحو 22 فردًا من أسرتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وقالت: إن ما فعله الوزير السابق روبرت جينريك بحقها ليس عادلًا على الإطلاق.
“قرار الوزير جينريك جاء لتحقيق مكاسب سياسية”
وقالت أبو قمر: “إن تدخل أحد الوزراء في أمر يقع خارج صلاحياته، بغرض إلغاء تأشيرتي الدراسية لمجرد التحدث عن الفظائع المرتكبة بحق الفلسطينيين، يُعَد محاولة لإسكاتي وحرماني من حقوقي لتحقيق مكاسب سياسية للوزير نفسه”.
هذا وعبر مركز الدعم القانوني الأوروبي عن قلقه من تدخل جينريك بشكل شخصي لإلغاء تأشيرة الطالبة، وهو تصرف غير مسبوق من مسؤول بريطاني بحق الطلاب الأجانب المناصرين لفلسطين.
وبهذا الشأن قالت تسنيما الدين، من مركز الدعم القانوني الأوروبي: “من غير المعقول أن يتدخل وزير بريطاني بشكل شخصي لإخراج طالبة فلسطينية من بريطانيا، عبر اتخاذ قرار تعسفي بإلغاء تأشيرتها الدراسية وإسكات صوتها بينما تُسفَك دماء عائلتها في قطاع غزة”.
وأضافت: “يبدو أن الوزير السابق جينريك، الذي تحدث عن أهمية حماية حرية التعبير، كان راضيًا تمامًا عن تقييد هذه الحرية؛ لإسكات أي صوت متضامن مع فلسطين، ويتضح أنه فعل ذلك لأغراض ومكاسب سياسية”.
هذا وتعيد وزيرة الداخلية البريطانية الحالية إيفيت كوبر النظر في القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية بإلغاء تأشيرة الطالبة دانا أبو قمر.
ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على ما جرى، واكتفت بالقول: “ليس مناسبًا الإدلاء بأي تعليق بينما تأخذ الإجراءات القانونية مجراها”.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇