ضحكوا ولكن بحزن.. موقف صادم كشف صورة غير متوقعة عنا!

حضرتُ ذات يوم إفطارًا جماعيًا أقيم لتكريم نشطاء غربيين متضامنين مع قضايانا، وكان من الطبيعي أنهم حضروا في الموعد المحدد تمامًا، بينما كانت القاعة – للأسف – شبه فارغة! ازداد الأمر سوءًا عندما حاول عريف الحفل التخفيف من الموقف بمزحة قائلاً: “التمسوا لنا العذر، فأنتم تعرفون عنا عدم التزامنا بالمواعيد!” فضحك الجميع، لكنها كانت ضحكة ممزوجة بالحزن بالنسبة لي. لماذا تُلصق بنا هذه الصورة؟ وكيف نقبل أن تصبح سمةً لنا ونحن أتباع دينٍ كل شيء فيه قائمٌ على الدقة والنظام؟
رمضان.. مدرسة في الانضباط
لو تأملنا شهر رمضان، لوجدنا أنه يقدم درسًا عمليًا في النظام والالتزام. المسلم يمسك عن الطعام والشراب في توقيتٍ دقيق، ويفطر في لحظةٍ محددة لا تتقدم ولا تتأخر. صلاة الجماعة تفرض علينا الاصطفاف المنتظم، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين عربي وأعجمي. بل إن حتى حركات الصلاة وسكناتها تخضع لنظامٍ محكمٍ بديع. فكيف لنا أن نكون أتباع دينٍ كهذا ثم نصبح في أعين الآخرين رمزًا للفوضى وعدم الالتزام؟
الإسلام والالتزام.. الصورة التي يجب أن نظهرها
الإسلام ليس مجرد عبادات، بل هو منهج حياة متكامل. المسلم الحقيقي يُعرَف بدقته في مواعيده، وبحسن تنظيمه، وبتعامله الراقي مع الآخرين. رمضان فرصة عظيمة لنا لتقديم هذه الصورة المشرقة عن الإسلام، سواء من خلال تعاملاتنا الشخصية، أو في الأنشطة الجماعية التي ننظمها. تخيل لو أن ذلك الإفطار الجماعي الذي حضرته كان مثالًا للالتزام بالمواعيد، كيف كان سيؤثر ذلك في الحضور الغربيين؟ وكيف كانوا سينقلون هذه التجربة إلى محيطهم؟
رسالتنا في رمضان.. دعوة بالقدوة
لدينا فرصة ذهبية في رمضان لنغيّر هذه الصورة النمطية، ليس بالكلام، ولكن بالأفعال. ليكن التزامنا بالمواعيد، وحسن تنظيم فعالياتنا، وحُسن تعاملنا مع الآخرين، هو الرسالة التي نقدمها للعالم عن الإسلام. فلا يعقل أن يكون ديننا نموذجًا للدقة، بينما نصبح نحن عنوانًا للعشوائية.
رمضان مدرسة، فلنتخرج منها بسلوك يعكس حقيقة ديننا، ولنكن قدوةً تُلهم الآخرين، لا مثالًا يُتداول في النكات.
اقرأ أيضًَا:
الرابط المختصر هنا ⬇
لو طبقنا ماجاء به دين الرحمة والحق في معاملاتنا كماء جاء به وكما حث عليه لكنا خير سفراء لأعظم ديانة .