السوريون والأتراك في بريطانيا يترقبون بحزن أخبار ذويهم من ضحايا الزلزال
في الساعات الأولى من صباح الإثنين، وقع زلزال بلغت قوته 7.8 ريختر قرب بلدة “غازي عنتاب” التركية أثرت هزاته المدمرة على بعض المناطق في سوريا أيضًا، قبل أن يضرب زلزال آخر بقوة 7. (https://norvado.com/) 5 ريختر في وقت لاحق من اليوم. ويسابق رجال الإنقاذ الزمن الآن لإنقاذ آلاف الأشخاص من ضحايا الزلزال المحاصرين تحت الأنقاض بعد انهيار آلاف المباني في كلا البلدين.
ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا
كيتل إيكلبرغ هي واحدة من آلاف المغتربين الأتراك والسوريين في المملكة المتحدة الذين يعانون من الفاجعة، مع ارتفاع ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا إلى أكثر من 5 آلاف قتيل.
أُبلغت إيكلبرغ، وهي من ريتشموند في لندن، بأن ستة من أقاربها لقوا حتفهم في إحدى قرى جنوب تركيا خلال الزلزال، لكن عمتيها المسنَّتَين وأعمامها ما يزالون على قيد الحياة.
وأوضحت السيدة التي تعيش في المملكة المتحدة منذ 20 عامًا، أن المساعدات الحكومية لم تصل إلى القرية التي تحتاج إلى المأوى والغذاء بشكل عاجل، مشيرة إلى أن الجهود التي تبذلها الأسر لمساعدة المتضررين في القرية عُرقِلت بسبب الطرق المدمرة و منع السلطات لهم.
ووصفت مشاهد المنازل المتضررة التي انهار بعضها في القرية الصغيرة التي تزورها كل صيف بالكابوس، وقالت: “الناس خائفون من الدخول والخروج؛ بسبب الهزات الارتدادية، ويشعرون بالرعب فلا يجرؤون من الاقتراب من المنازل”.
وقال جنكيز أكارسو، من مقاطعة دورهام في شمال شرق إنجلترا: إن صديق طفولته ما يزال مفقودًا بعد الزلزال، وستكون “معجزة” إذا ثبت أنه على قيد الحياة.
وأضاف: إن صديقه كان يعيش في منطقة، ظهرت مبانيها في نشرات الأخبار وهي تنهار بالكامل.
وحاول أكارسو الاطمئنان على صديقه عن طريق إخوته الذين كانوا في الطريق إلى منزله، لكن للأسف تضررت الطرق المؤدية إلى المدينة، وانهار الجسر فلم يتمكنوا من المرور!
وفقد علي توبالوغلو -وهو من الجالية التركية في نوتنغهام- بعض أفراد عائلته في تركيا إثر وقوع الزلزال، وقال معربًا عن الفاجعة التي أصابته: “تعجز الكلمات عن وصف ما حدث!”.
الدعم الدولي
عقب وقوع الزلزال في تركيا وسوريا، تلقى رئيس الجمعية البريطانية التركية أتيلا أوستون سيلًا من المكالمات الهاتفية من الجاليات التركية في بريطانيا؛ لسؤاله عما يمكنهم فعله للمساعدة.
ووصف أوستون ذلك اليوم بأنه كارثي، مشيرًا إلى أن هناك صلات قرابة كبيرة بين الجاليات التركية في شرق لندن وشمالها والناس الذين يعيشون في المنطقة التي حدث فيها الزلزال.
وقال أوستون: إن أشخاصًا من أصول تركية تواصلوا معه بعد أن علموا أن أفراد أسرهم لقوا حتفهم، وكان بينهم رجل في بيدفوردشير فقد ثلاثة من أعمامه في انهيار مبنى واحد.
وبهذا الصدد أعلنت الحكومة البريطانية إرسال فريق متخصص في البحث والإنقاذ يتكون من 76 شخصًا إلى تركيا؛ للمساعدة في البحث عن الناجين.
وقال وزير التنمية أندرو ميتشل: إن فريق الإنقاذ البريطاني كان مقررًا أن يسافر إلى تركيا مساء الإثنين، لكنه تأخر بسبب بعض الإجراءات، وأشار صباح أمس إلى أنهم سيسافرون قريبًا، وأكد أن الساعات الـ72 الأولى تُعد حرجة.
وصرحت الحكومة البريطانية بأنها تبحث عن طرق يمكن من خلالها دعم فِرَق الإنقاذ في شمال غرب سوريا، مشيرة إلى أن نهجها الأول سيكون العمل بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وتمتلك فرق البحث والإنقاذ في المملكة المتحدة مُعَدات حديثة، مثل أجهزة رصد الزلازل ومُعَدات قطع الخرسانة وكسرها، إضافة إلى فريق من مسعفي الطوارئ لتقييم الوضع على الأرض.
دعم المنظمات والجمعيات الخيرية
قالت وزارة الخارجية أيضًا: إن منظمة الدفاع المدني السورية “الخُوَذ البيضاء”، تلقت تمويلًا من المملكة المتحدة، وحشدت مواردها لتفعيل الاستجابة السريعة لما يتطلبه الوضع في شمال غرب سوريا.
وذكر الرئيس التنفيذي لجمعية (UK-Med) الخيرية للمساعدات الطبية صباح أمس الثلاثاء، أنه وفريقه سيتوجهون إلى تركيا؛ لتقييم الأماكن التي تكون فيها الحاجة ماسة إلى المساعدة.
وأطلقت الجمعيات الخيرية نداءات التبرع والمساهمة في إنقاذ آلاف الأرواح، ويشمل ذلك الصليب الأحمر البريطاني.
وقال الرئيس التنفيذي للصليب الأحمر البريطاني مايك أدامسون: “صُدِمنا بعد رؤية حجم الدمار الناجم عن هذا الزلزال، فقد كان معظم المنازل والمستشفيات والطرق في مختلف أنحاء المنطقة مدمَّرًا!”.
وتابع: “الأولوية الآن هي إنقاذ الناس من تحت ركام المباني، وفرق الصليب الأحمر موجودة الآن في المناطق المتضرر من الزلزال في سوريا وتركيا؛ لتقديم المساعدة العاجلة في هذه اللحظات الحرجة”.
المصدر: BBC
اقرأ أيضًا:
مؤسسات خيرية في بريطانيا تطلق نداء لإغاثة ضحايا الزلزال
ترند بريطانيا: تعاطف عالمي مع المتضررين من زلزال تركيا وسوريا
الرابط المختصر هنا ⬇