“صيد المهاجرين” في بريطانيا.. تحذيرات من تصاعد العنف ضد اللاجئين
تزايدت مؤخرًا ظاهرة ما يعرف بـ “صيد المهاجرين” في المملكة المتحدة، وسط تحذيرات من تصاعد العنف ضد اللاجئين والمهاجرين، في وقت تشهد فيه البلاد احتجاجات مستمرة أمام الفنادق التي تستضيفهم. مع قرب الذكرى السنوية لهجوم السكين في ساوثبورت وأعمال الشغب التي تلتها، حذرت منظمات حقوقية ونشطاء من تفشي هذه الظاهرة، محذرين من انفجار الوضع مرة أخرى.
انتشار “صيد المهاجرين” وتزايد الاحتجاجات
على مدار الأشهر الأخيرة، أصبحت المظاهرات ضد طالبي اللجوء أكثر انتشارًا، حيث يتم استهداف الفنادق والمنازل متعددة الإشغال (HMOs) التي تستضيفهم. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “The i Paper”، تزايدت جهود نشر مواقع هذه الفنادق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. في الأسبوع الماضي، نشر النائب في حزب “إصلاح” لي أندرسون فيديو من فندق في منطقة “كاناري وارف” يدعي أنه في “حالة إغلاق استعدادًا لتدفق المهاجرين غير الشرعيين”، وهو ما أضاف مزيدًا من الوقود إلى الاحتجاجات في أماكن أخرى مثل ليدز، بورتسموث، وساوثهامبتون.
التهديدات الرقمية وتحفيز العنف عبر الإنترنت
تم تداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على فيسبوك، تحتوي على قوائم تضم أكثر من 200 فندق يُحتجز فيها المهاجرون. هذه المنشورات تدعو إلى تنظيم احتجاجات أسبوعية أمام الفنادق، ما يزيد من توتر الأوضاع. كما أُدرج رابط لموقع إلكتروني يدعي أنه يعرض مواقع إقامة المهاجرين في المملكة المتحدة، ويشجع السكان على التحقق بأنفسهم من تلك المواقع. وبينما ينفي الموقع دعمه لأية أنشطة إجرامية، إلا أن العديد من النشطاء يعتبرون أن مثل هذه المعلومات يمكن أن تُستخدم لتحفيز العنف ضد اللاجئين.
التأثيرات النفسية على المجتمعات المحلية
أعرب فاراي ناهكانيسو، المدير التنفيذي لمؤسسة “كل الحقوق الإنسانية”، عن قلقه إزاء التأثير النفسي لهذه التحركات على المهاجرين والمجتمعات المحلية. وأكد أن ما يحدث من نشر للمعلومات عبر مجموعات الواتساب أدى إلى حالة من الخوف والقلق لدى طالبي اللجوء. وأوضح أن هذا النوع من التحريض يزيد من الشعور بالترقب والخوف بين المهاجرين، مما يؤدي إلى شعورهم بأنهم مراقبون ومهددون في شوارع المملكة المتحدة.
الاحتجاجات العنيفة وتداعياتها على الأمن الاجتماعي
شهدت المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة موجات من الاحتجاجات العنيفة ضد اللاجئين، بما في ذلك تلك التي تلت حادثة الهجوم بالسكين في ساوثبورت الصيف الماضي، والتي أودت بحياة ثلاثة أطفال. وسرعان ما انتشرت شائعات بأن القاتل كان مهاجرًا دخل البلاد بشكل غير قانوني، مما أدى إلى أعمال شغب في مناطق عدة. هذه الاحتجاجات العنيفة طالت فنادق إقامة اللاجئين، بما في ذلك في مدن مثل روثيرهام وساوث يوركشاير.
مواقف السياسيين ودور الحكومة في إدارة الأزمة
في اجتماعات مجلس الوزراء الأخيرة، طرحت نائبة رئيس الوزراء، أنجيلا رينر، قضية التلاحم الاجتماعي وضرورة تحسين الثقة بين المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية. كما أكدت على أن قضايا مثل الأمن الاقتصادي والهجرة، بالإضافة إلى التغيرات التكنولوجية والانخفاض في الثقة بالمؤسسات، تساهم في تعميق الانقسامات المجتمعية. وبالرغم من ذلك، يعتقد بعض النشطاء، مثل ناهكانيسو، أن هناك حاجة ماسة لتوفير مزيد من الأمن حول مراكز إيواء اللاجئين، بالإضافة إلى إشراك السلطات المحلية بشكل أفضل لشرح الوضع وتخفيف التوترات.
تزايد المخاوف من تصاعد العنف
من جهة أخرى، قالت جورجينا لامينغ، من مجموعة “Hope Not Hate” المناهضة للكراهية، إن ظاهرة “صيد المهاجرين” تزداد بشكل مقلق، محذرة من أن هذه التحركات قد تؤدي إلى صيف آخر من التوترات المجتمعية والعنصرية. وأضافت أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أفراد للتحريض على العنف ضد اللاجئين يعزز الانقسام في المجتمعات البريطانية، ويعرضها لمزيد من التفكك الاجتماعي.
وفي هذا السياق تؤكد منصة العرب في بريطانيا AUK، أن ظاهرة “صيد المهاجرين” تمثل تهديدًا للأمن الاجتماعي في المملكة المتحدة، ويجب أن يتم التعامل معها بحذر ومسؤولية. نحن ندعو إلى ضرورة العمل على زيادة الوعي العام حول قضايا الهجرة واللجوء، وتحقيق التوازن بين حماية حقوق اللاجئين والحفاظ على أمن المجتمعات المحلية. كما تطالب بتعاون أكبر بين السلطات المحلية والحكومية للتخفيف من حدة التوترات المجتمعية، وضمان أن لا تصبح هذه الاحتجاجات وسيلة لتهديد الأمن والاستقرار في البلاد.
المصدر: inews
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
17°C 
