صعوبات الدراسة الجامعية في بريطانيا: التكاليف، والمنافسة على المقاعد، وفرص العمل
تُعَد الدراسة في بريطانيا طموحًا وحلمًا يرغب بتحقيقه أناس كثيرون؛ بسبب مؤسساتها التعليمية ذات السمعة الطيبة وثقافتها النابضة بالحياة. ولكن يجب على الطلاب الراغبين بالدراسة في بريطانيا أن يضعوا في حسبانهم أنهم سيواجهون مجموعة من الصعوبات، التي تتفاوت بين الأعباء المالية والتنافسية في القبول وعدم اليقين بشأن فرص العمل بعد التخرج. ويَسبر هذا المقال غَور هذه الصعوبات، مستندًا إلى أحدث البيانات والرؤى لتقديم نظرة شاملة.
ما الصعوبات المالية للدراسة في بريطانيا؟
رغم تعدد ميزات الدراسة في بريطانيا، فإن التكلفة المالية للدراسة في بريطانيا تُشكِّل قلقًا كبيرًا لكثيرين وفقًا لبيانات من حكومة بريطانيا والمؤسسات التعليمية. وبالنسبة إلى دراسة الطلاب الأجانب في بريطانيا، يمكن أن تتفاوت الرسوم الدراسية كثيرًا؛ ففي الغالب تكلف الدورات مثل الطب والأعمال أكثر من 30 ألف باوند سنويًّا. وقد بيّن تقرير مكتب الهجرة البريطاني أن نفقات المعيشة، وبخاصة في المدن الكبرى مثل لندن، يمكن أن تتجاوز 1,400 باوند شهريًّا لسداد التكاليف الأساسية.
أضف إلى ذلك أن نظام تأشيرات “الخريجين” يزيد الأمر صعوبة، مع فرض رسوم التقديم والرسوم الصحية على الراغبين بالبقاء في بريطانيا بعد التخرج.
أمثلة على أقل الرسوم الدراسية في جامعات بريطانيا:
- جامعة كوفنتري: من 9 آلاف إلى 12,600 باوند
- جامعة كمبريا: 10,500 باوند
- الجامعة الزراعية الملكية: 10 آلاف باوند
كيف تؤثر الرسوم الدراسية على اختيارات الطلاب؟
لا تؤثر الرسوم الدراسية المرتفعة على التخطيط المالي للطلاب فحسب، بل تؤثر كذلك على اختيارهم للدورات والمؤسسات. ويُبرِز تقرير من جامعة كامبريدج أنه مع تجميد الحكومة البريطانية الرسوم الدراسية، قد يجد مزيد من الطلاب التعليمَ العالي في متناول اليد، مع أن التكاليف لا تزال عائقًا كبيرًا.
رغم ذلك، يُنصح الطلاب بالبحث في قائمة المنح الدراسية في بريطانيا.
ما مدى تنافسية الحصول على مقعد جامعي في بريطانيا؟
مما لا يخفى على كثيرين أن الحصول على مقعد جامعي في بريطانيا يخضع لتنافس كبير، حيث تتطلب مؤسسات مثل أكسفورد وكامبريدج تحقيق سجلات أكاديمية استثنائية وإنجازات خارج النطاق الدراسي. وتشير الهيئة البريطانية إلى أن الطلاب الدوليين يجب عليهم أن يثبتوا كفايتهم في اللغة الإنجليزية والتنقل في متطلبات التأشيرة المعقدة. على سبيل المثال: الجامعات ذات التنافسية العالية مثل أكسفورد وكامبريدج لديها نسب قبول تتراوح بين 15 إلى 20 في المئة.
ما ظروف المعيشة للطلاب في بريطانيا؟
تُعَد تكاليف المعيشة العالية، ويشمل ذلك السكن والغذاء والنقل، مصدرَ قلقٍ كبيرًا. فوفقًا لمدرسة لندن للاقتصاد، يمكن أن تتراوح النفقات الشهرية بين 900 إلى 1,400 باوند، اعتمادًا على الموقع. وهذه النفقات المتزايدة تُجبر الطلاب في الغالب على البحث عن وظائف بدوام جزئي، ما يؤثر على دراستهم ورفاهيتهم العامة.
-المصاريف الشهرية العادية للمعيشة (باستثناء الرسوم الدراسية):
- لندن: نحو 1,265 باوند
- مدن أخرى مثل مانشستر أو ليفربول: نحو 1,000 باوند
– تفصيل المصاريف الشهرية النموذجية لطالب في لندن:
- الإيجار والمرافق: من 800 إلى 1,200 باوند
- الطعام والبقالة: من 100 إلى 200 باوند
- النقل (مع خصم الطالب): حوالي 60 باوند
ما تأثير التأشيرات على الطلاب الأجانب؟
تؤثر قواعد التأشيرات الصارمة كثيرًا على الطلاب الأجانب، حيث يطلب مكتب الهجرة البريطاني من الطلاب الحفاظ على جدول دراسي كامل لكل فصل، وتحقيق معايير أكاديمية عالية؛ للحفاظ على وضع التأشيرة الخاص بهم.
ومن شأن عدم الامتثال لتلك القواعد إلغاء التأشيرة أو الترحيل، ما يزيد الطلاب قلقًا واضطرابًا بشأن تجربتهم التعليمية.
ما فرص العمل بعد التخرج؟
سوق العمل البريطاني تنافسي بشدة، وبخاصة للطلاب الأجانب في بريطانيا الذين يحتاجون إلى تأشيرة عمل. وتُظهِر أبحاث جامعة مانشستر أن قطاعات التكنولوجيا والمالية تقدم فرصًا، ولكن إمكانية الوصول إلى هذه الوظائف تتفاوت، تحت تأثير الظروف الاقتصادية وسياسات الهجرة.
كيف ينتقل الخريجون إلى سوق العمل؟
يمكن أن يكون الانتقال من التعليم إلى العمل في بريطانيا مربكًا؛ بسبب الأسواق الوظيفية التنافسية وتأشيرات العمل المقيدة. وتفيد تقارير من جامعة إدنبرة أنه على الرغم من الخدمات المهنية التي تقدمها الجامعات، لا يتمكن جميع الخريجين من تأمين عمل في مجال دراستهم فور التخرج، متأثرين بسوق العمل التنافسي وتأشيرات العمل المقيدة. إضافة إلى عقبات أخرى تتمثل في توفير الجامعات الدعم المهني الفعال، وهو ما قد يتفاوت كثيرًا من مؤسسة إلى أخرى.
وفي ختام هذا الموضوع، لا بد أن نعرف أن بريطانيا تقدم فرصًا تعليمية ممتازة، ولكن يجب على الطلاب أن يفكروا مليًّا في المصاعب والعقبات التي ستعترض طريقهم، ويشمل ذلك: التكاليف العالية، والتنافس الشديد على المقاعد الجامعية، وقوانين التأشيرة الصارمة، وسوق العمل الصعب. وفهم هذه العوامل أمر بالغ الأهمية للذين يخططون لمتابعة تعليمهم العالي في بريطانيا.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇