صدمة في حزب العمال: استقالة مفاجئة لأحد أبرز مساعدي ستارمر!

صُدمت الأوساط السياسية البريطانية وخاصة المقربة من حزب العمال باستقالة مفاجئة لماثيو دويل، مدير الاتصالات في مكتب رئيس الوزراء، في خطوة غير متوقعة هزت أركان داونينغ ستريت وأثارت تساؤلات حول استقرار الفريق الإداري لكير ستارمر.
ويمثل رحيل دويل التغيير الأبرز في الدائرة المقربة من السير كير ستارمر منذ إبعاد سو غراي من منصب رئيس الأركان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويأتي في مرحلة حساسة تواجه فيها حكومة حزب العمال تحديات متعددة على صعيد السياسة الداخلية للبلاد.
إعادة هيكلة سريعة لفريق الاتصالات
وفقًا لمصادر مطلعة، لن تسعى رئاسة الوزراء لتعيين بديل مباشر لدويل، بل ستعتمد خطة لتوزيع مسؤولياته بين مسؤولين موجودين في المنظومة الحكومية. سيتولى جيمس ليونز، الذي يشغل حاليًا منصب مدير الاتصالات الاستراتيجية، المسؤولية عن وضع استراتيجيات الاتصالات، في حين ستتولى ستيف درايفر، نائبة مدير الاتصالات، مهام تنفيذ الخطط الإعلامية وإدارة العلاقات مع وسائل الإعلام.
في رسالة وداع إلى فريقه، أعرب دويل عن فخره بدوره في عودة حزب العمال إلى سدة الحكم، قائلًا: “أنا فخور للغاية بالدور الذي لعبته من أجل إعادة حزبنا إلى الحكومة والتغيير الذي نُحدثه بالفعل في البلاد. والآن حان وقت تسليم الراية.”
وتشير تقارير إلى أن توقيت الاستقالة يأتي بعدما استطاعت الحكومة تحقيق استقرار نسبي في عملياتها اليومية، عقب أشهر من الاضطرابات.
بداية حزب العمال المتعثرة
منذ وصولها إلى السلطة، مرت حكومة ستارمر بمرحلة عصيبة حافلة بالتحديات، حيث واجهت سلسلة متتالية من الأزمات والاضطرابات التي أثرت سلبًا على استقرارها. وكان دويل، بحكم منصبه كمدير للاتصالات، المسؤول الرئيسي عن صورة الحكومة أمام الرأي العام ووسائل الإعلام.
يرى محللون في وايتهول أن أحد أبرز إخفاقات الفريق الإعلامي كان عدم نجاحه في بلورة رؤية واضحة حول خطط العمال بعد توليهم الحكم. فقد تسببت موجة أعمال الشغب التي عمت أنحاء البلاد في إرباك المشهد خلال الأيام الأولى لحكومة ستارمر، أعقبها موجة استياء شعبي واسعة إثر قرار زيادة الضرائب في ميزانية الخريف.
قبل تلك الميزانية بوقت قصير، عُيّن ليونز للإشراف على الاتصالات “الاستراتيجية”، بما في ذلك إدارة “شبكة” رقم 10 – وهي منظومة متخصصة في التخطيط المسبق للإعلانات الحكومية ورصد المستجدات الإخبارية التي يمكن أن تؤثرعلى الصورة الإعلامية للحكومة.
خبير مخضرم ومسيرة حافلة
يعد دويل من الشخصيات المخضرمة في الساحة السياسية البريطانية، فقد عمل كمتحدث صحفي ومستشار للسير توني بلير، وانضم إلى فريق ستارمر في حزيران/يونيو 2021 بصفة مدير مؤقت للاتصالات.
بدأ مسيرته مع حزب العمال منذ عام 1998 وحتى 2005 خلال فترة حكم الحزب. وإلى جانب عمله مع بلير، شغل منصب مستشار للورد بلانكيت، ثم عمل مديرًا سياسيًا لبلير بعد مغادرته رئاسة الوزراء، وعاد للحزب للمساعدة في حملة الانتخابات العامة عام 2010.
اعتبر قرار ستارمر بضم دويل إلى فريقه خطوة حكيمة في ظل استعدادات العمال للعودة إلى السلطة، نظرًا لخبرته الواسعة في أروقة وستمنستر.
تعليق رسمي وتداعيات مستقبلية
أكد متحدث رسمي باسم داونينغ ستريت استقالة دويل، فيما أشاد ستارمر بمساهماته قائلًا: “جلب ماثيو خبرته الكبيرة إلى فريقي في صيف عام 2021، وعمل بجانبي كل يوم منذ ذلك الحين، ولعب دورًا رياديًا في فوز حزب العمال التاريخي بالانتخابات. على المستوى الشخصي، كان امتيازًا حقيقيًا العمل معه، وبالنيابة عن الفريق بأكمله، أتمنى له كل التوفيق في دوره القادم.”
تمثل هذه الاستقالة التغيير البارز الثاني في الدائرة المقربة من ستارمر خلال الأشهر التسعة الماضية، بعد استبدال سو غراي بمورغان ماكسويني في منصب رئيس الأركان في أكتوبر الماضي إثر صراع على النفوذ في قلب الحكومة.
نُقلت غراي آنذاك إلى منصب بدوام جزئي كمبعوث لرئيس الوزراء للمناطق والأمم، لكنها رفضت تولي المنصب، وحصلت لاحقًا على لقب نبيلة، لتصبح البارونة غراي أوف توتنهام في مجلس اللوردات.
ويتابع المحللون تأثير هذا التغيير على استراتيجية الاتصالات الحكومية في ظل التحديات المتعددة التي تواجهها إدارة ستارمر والإخفاقات المتكررة في تقديم رؤية متماسكة للرأي العام البريطاني.
المصدر: التليجراف
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇