صادق خان يرفض إقامة معرض أسلحة في لندن احتجاجا على حرب غزة

أفاد مكتب عمدة لندن أن صادق خان “مندهش” من إقامة معرض للأسلحة في لندن الأسبوع المقبل، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
ويستضيف معرض المعدات الدفاعية والأمنية الدولي (DSEI) في مركز إكسل بلندن، ويجتذب المشترين العسكريين ومقاولي الدفاع من مختلف أنحاء العالم.
وأكد مكتب العمدة أن استخدام العاصمة كسوق لتجارة الأسلحة يتناقض مع القيم التي تمثلها لندن، خاصة وأن المدينة تستضيف آلاف الأشخاص الذين تعرضوا للتهجير القسري من النزاعات المسلحة. وأشار المكتب إلى أن إقامة المعرض غير مناسبة في الوقت الحالي، مع استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي في غزة، حيث استشهد أكثر من 60,000 شخص.
تصريحات مكتب العمدة

وقال متحدث باسم صادق خان: “العمدة يعارض تمامًا إقامة هذا الحدث في لندن، وهو مندهش من أن يتم استخدام العاصمة كسوق لأولئك الذين يرغبون في التجارة بالأسلحة. لندن موطن لآلاف الأشخاص الذين نزحوا من النزاعات وعانوا نتيجة للأسلحة مثل تلك المعروضة في هذا الحدث، ويواصل العمدة حث المنظمين على إعادة النظر في استضافة هذا المعرض في المستقبل.”
موقف العمدة منذ سنوات
وقد عبر العمدة سابقًا عن موقفه ضد استضافة معرض DSEI الدوري، حيث قال للجمعية العامة للندن في عام 2021: “لندن مدينة عالمية، وهي موطن للعديد من الأشخاص الذين فرّوا من النزاعات وعانوا نتيجة استخدام الأسلحة مثل تلك المعروضة في DSEI. أن يتم استخدامها كسوق لتجارة الأسلحة لدول تسهم في انتهاكات حقوق الإنسان يتعارض تمامًا مع قيمنا.”
كما أشار إلى أن المعارض تسبّب اضطرابات محلية، وقد كتب إلى كل من مركز إكسل ومنظمي الحدث مطالبًا بعدم استضافة المعرض مستقبلًا.
تفاصيل المعرض والمشاركة الدولية
يمتد المعرض لأربعة أيام، ويُفتتح في 9 سبتمبر، ويشارك فيه كل من الشركات الخاصة والوفود الوطنية.
في الأسبوع الماضي، حظرت الحكومة البريطانية حضور المسؤولين الإسرائيليين، مشيرة إلى أن تصعيد إسرائيل للعدوان الإسرائيلي في غزة كان قرارًا خاطئًا. ومع ذلك، سيتمكن شركات الدفاع الإسرائيلية مثل إلبيت سيستمز، رافائيل، IAI، وUvision من حضور المعرض.
احتجاجات في لندن
شهدت الأيام الأخيرة احتجاجات أمام مركز إكسل، بمشاركة أعضاء الجمعية العامة للندن من حزب الخضر، كارولين راسل وزوي غاربِت، حيث بدأوا أسبوعين من الاحتجاجات ضد المعرض.
وقال عضو مجلس حي هاكني داونز، أليستير بيني-لوبوك: “هذا المعرض للأسلحة يتعارض تمامًا مع قيم سكان لندن اليومية. أولئك الذين يسعون للربح من البؤس والدمار والموت غير مرحب بهم هنا.”
وأضاف أن الحكومة البريطانية تفرش السجاد الأحمر لمسؤولي إسرائيل وشركاتها، وكذلك لدول مثل السعودية والإمارات وقطر والبحرين، التي لها سجلات سيئة في حقوق الإنسان، وهو ما يثير غضب المجتمعات المحلية.
وتابع المحتجون احتجاجاتهم بالتخييم بالقرب من موقع المعرض في دوكلاندز، حيث سيتم تسليم الأسلحة والمركبات المدرعة والطائرات بدون طيار، حتى موعد افتتاح المعرض.
مواقف مختلفة حول إقامة المعرض
وعلى الجانب الآخر، قال عضو الجمعية العامة للندن عن حزب العمال، أنميش ديساي، الذي يمثل المنطقة المستضيفة للمعرض: “ليس لدي مشكلة في إقامة المعرض محليًا – سيذهبون فقط إلى مكان آخر. المشكلة ليست في الأسلحة نفسها، بل في السياسة الخارجية. لا أحد يريد الحرب، لكن من المهم معالجة هذه القضايا عبر الأنظمة الديمقراطية. كما أن المعرض يوفر فرص عمل من صناعة الدفاع، وإذا لم يُقام هنا، فستنقل هذه الوظائف إلى مكان آخر.”
ووفقًا لمنصة العرب في بريطانيا AUK، فإن إقامة معرض للأسلحة في لندن في ظل إبادة جماعية مستمرة في غزة يشكل تناقضًا أخلاقيًا واضحًا. بينما تفهم المنصة أهمية صناعة الدفاع والوظائف المرتبطة بها، إلا أنها تؤكد على ضرورة مراعاة البُعد الإنساني والمجتمعي عند اتخاذ قرارات استضافة مثل هذه المعارض.
المصدر: hackneycitizen
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇