شهادات مؤلمة: أبناء غزة في بريطانيا يتحدثون عن الإبادة في شمال القطاع
عقدت اللجنة البريطانية الفلسطينية (BPC) وأبناء غزة في بريطانيا(UKGC) مؤتمراً صحفياً في لندن، بحضور عاملين في المجال الصحي وأصوات فلسطينية بريطانية، لتسليط الضوء على حجم التدمير المنهجي الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة وسط تعتيم إعلامي مفروض.
وقد عُقد المؤتمر على بُعد أمتار قليلة من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، بهدف كسر التعتيم الإعلامي الناتج عن استهداف قوات الاحتلال للصحفيين وحصارها لقطاع غزة أمام مرأى العام ومسمعه.
أبناء غزة في بريطانيا ينددون بالعدوان الإسرائيلي
منذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد 193 صحفيًا فلسطينيا على يد قوات الاحتلال بهدف فرض قيود منهجية على التغطية الإعلامية، خاصة في شمال غزة، ما أدى إلى تراجع تغطية المجازر وعمليات الإعدام الجماعي عن دائرة الاهتمام الإعلامي.
وفي هذا السياق، تحدثت مي عنان قائدة مشروع “إحياء غزة”، عبر رابط فيديو من غزة، ووصفت التكتيكات العسكرية الإسرائيلية بقولها: بدأنا نسمع مكبرات الصوت تطلب من الرجال الخروج عراة، ثم النساء والأطفال. صفّوا الرجال وأطلقوا النار عليهم عشوائيًا. قُتل الكثير منهم، وترك الجرحى ينزفون حتى الموت. ثم جمعوا النساء والأطفال في غرفة واحدة وألقوا قنبلة غاز داخلها !
انهيار المنظومة الصحية في غزة
أوضحت الدكتورة ماهيم قريشي، مختصة في جراحة الأوعية الدموية في لندن، التي تطوعت مؤخرًا في غزة، أن معظم الإصابات التي عاينتها هي الإصابات الناتجة عن الانفجارات، ولكن نقص النظافة والمضادات الحيوية يجعل من الصعب معالجة حتى أبسط الإصابات. ووصفت كيف أن الأطباء اضطروا لإجراء عمليات باستخدام أدوات بدائية بسبب نقص المعدات الجراحية الأساسية.
أضف إلى ذلك، شرحت هالة صبّاح، منسقة مشروع سمير للإغاثة في لندن، كيف تستخدم إسرائيل التجويع كسلاح ضد سكان القطاع. وأوضحت أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة انخفض من 400-500 شاحنة يوميًا إلى 50 شاحنة فقط منذ أكتوبر. وأضافت أن “الصهاينة يتعاونون مع أشخاص لضمان سرقة هذه المساعدات ومنعها من الوصول إلى الضحايا.”
وأفاد الدكتور لؤي نصير بأن 400 ألف شخص ما زالوا محاصرين في شمال غزة، ويعانون من المجاعة. أضف إلى ذلك، فقد ذكر إبراهيم عسالية استخدام إسرائيل لمواد كيميائية غامضة، حيث توفي والده بعد استنشاق مادة أطلقتها إسرائيل.
استهداف العاملين في المجال الصحي
عرض الدكتور محمد أشرف صورًا لزملاء أطباء قُتلوا أو فُقدوا أثناء العدوان. وأوضح أن بعض الأطباء، منهم الدكتور مصعب سما، اختطفوا من المستشفيات، بينما قُتل آخرون، مثل الدكتور ميسرة الريس، وما زالوا تحت الأنقاض.
جدير بالذكر أن استهداف قوات الاحتلال للعاملين في القطاع الصحي برز كموضوع شائك. فوفقًا للأرقام التي عُرضت في المؤتمر، قُتل نحو 1.800 عامل في مجال الصحة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي حاليًا 319 عاملًا آخر. وقد تحدث أشرف عن تدريبه على التعامل مع الأزمات، لكنه لم يواجه قط وضعًا مثل الوضع الحالي في غزة في ظل عدم وصول الإمدادات الطبية.
دعم بريطاني للعدوان الإسرائيلي
كشف تقرير صادر عن اللجنة البريطانية الفلسطينية أن بريطانيا تدعم العدوان الإسرائيلي على غزة بقوة. وأوضح خام روغالي أن برامج بريطانيا لطائرات F-35 وصادراتها من المكونات الحيوية لهذه المقاتلات تسمح لإسرائيل بتنفيذ غاراتها الجوية.
هذا ويتزايد التحذير من أن العدوان الإسرائيلي يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، حيث تُحقق محكمة العدل الدولية (ICJ) في هذه الاتهامات، بينما خلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن الأعمال العسكرية الإسرائيلية تحمل “نية الإبادة”.
وختاما، كشف المؤتمر الصحفي، من خلال أدلة وشهادات مؤلمة، عن حجم التدمير الممنهج الذي يهدف إلى تدمير غزة بالكامل، مؤكدًا على الحاجة الملحة لكسر التعتيم الإعلامي وتسليط الضوء على هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي.
المصدر: Middle East Monitor
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇