إفلاس آلاف شركات البناء في بريطانيا في عام 2023
أعلنت آلاف شركات البناء في بريطانيا إفلاسها في عام 2023، وهو أكبر سجل لحالات إفلاس الشركات في بريطانيا خلال السنوات الثلاث الماضية.
ووفقًا لشركة (Mazares) فإن حالات إفلاس شركات البناء في بريطانيا زادت بنسبة 7 في المئة ابتداء من عام 2021-2022، وبنسبة 76 في المئة منذ عام 2020-2021؛ نظرًا إلى ارتفاع تكاليف مواد البناء واليد العاملة.
ما سبب إفلاس شركات البناء في بريطانيا؟
ومن الأسباب الأخرى للإفلاس ارتفاع تكاليف الاقتراض وانخفاض هوامش الربح لمشاريع البناء والتطوير المستقبلية، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة على الرهن العقاري إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عامًا.
وقد أسهمت كل هذه العوامل بتراجع ثقة المستهلك بسوق العقارات، ما انعكس بانخفاض أسعارها بشكل ملحوظ.
وبهذا الصدد قال الخبير العقاري مارك بوجي: “إن العشرات من شركات البناء في بريطانيا تعلن إفلاسها كل يوم، وتمر شركات البناء الأخرى بفترة صعبة للغاية”.
وأضاف: “ومن أبرز المشكلات التي تواجه شركات البناء هو أن تقييم الجدوى التجارية لمعظم المشاريع الحالية حصل قبل ثلاث سنوات أو أربع، في حين اختلفت أسعار العقود الثابتة منذ ذلك الوقت، وارتفعت تكاليف البناء وتراجعت ثقة المستهلكين بالسوق”.
وأضاف: “يحقق مقاولو البناء هوامش ربح ضئيلة، ويواجه القطاع ضغوطًا كبيرة في الوقت الحالي، فقد كانت معظم حالات إفلاس شركات البناء في العام الماضي، بسبب تنفيذ الشركات مهمات ووظائف متخصصة مثل الهدم، إلى جانب الإصلاحات الكهربائية، وأعمال السباكة، وتُعَد هذه الوظائف والمهمات سببًا رئيسًا وراء 58 في المئة من حالات الإفلاس”.
ومن شركات البناء التي أعلنت إفلاسها مؤخرًا شركة (Kenham Building) التي تكبدت خسائر مالية بسبب مشروع تجديد عقار يواجه مشكلات إنشائية، وقد سرحت الشركة جميع موظفيها بعد إعلان إفلاسها.
وفي التاسع من كانون الثاني/يناير الجاري عُيِّنت شركة الاستشارات (Resolve) مديرًا مشتركًا لشركة (kenham Building) التي تركز على إنشاء المباني السكنية بمعايير عالية.
وقد علق كريس فارينجنون المدير في شركة (Resolve) على ذلك بالقول: “من المؤسف أن نرى شركة ذات سجل تجاري قوي مثل (Kenham Builiding) تواجه كل هذه الصعوبات بعد سجلها الحافل بإنشاء مشاريع بناء رائعة على مدى السنوات الماضية”.
الصعوبات التي تواجه قطاع البناء
وأضاف: “وكان مؤلمًا للشركة أنها اضطرت إلى التخلي عن موظفيها بعد إفلاسها، وهذا مثال واحد فقط على الظروف الصعبة التي تمر بها شركة (Kenham) وغيرها من الشركات الرائدة في قطاع البناء”.
هذا وتوقعت شركة (Mazares) أن تستمر العقبات التي تواجه قطاع البناء حتى عام 2024-2025، وقال الخبير العقاري بوجي: “لقد تقدم كبار المقاولين في بريطانيا بطلبات لإعلان إفلاسهم على امتداد الـ18 شهرًا الماضية، وبدأ ذلك ينعكس على سوق استيراد مواد البناء”.
“ولا يحصل المقاولون على أجورهم في الوقت المحدد أو وفق المبالغ المتفق عليها، وعلى إثر ذلك بدأوا يواجهون مزيدًا من المشكلات المالية”.
“لكن تأثير ذلك لا يتوقف على صغار المقاولين فقط، حيث تتأخر شركات البناء الكبيرة في إكمال مشاريعها، نتيجة انهيار شركات البناء الصغيرة”.
وقال مارك ألين مدير شركة بناء (Landsec) للتطوير العقاري: “في ظل التضخم السريع الذي تشهده تكاليف البناء، تصبح هوامش الربح أضيق بالنسبة إلى مستوردي مواد البناء، وهذا ما انتهى بمغادرة العديد من الشركات لسوق البناء”.
وأكد مارك ألين أهمية التخطيط المسبق لمواجهة الفترات الصعبة قائلًا: “من الطبيعي أن تمر الشركات بمرحلة الإفلاس، وهذا ما يزيد من أهمية وضرورة اكتساب الخبرة لتقدير حجم القدرات المالية لمستوردي مواد البناء الذين نتعاون معهم”.
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇