شرطة مكافحة الإرهاب تحقق في منشورات فيسبوك بعد هجوم ليدز

تواصل شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا تحقيقاتها في هجوم وقع بمدينة ليدز، استُخدمت فيه أسلحة فتاكة وأسفر عن إصابة امرأتين بجروح خطيرة، وسط تدقيق خاص في منشورات على فيسبوك يُعتقد أنها تضمنت خططًا لارتكاب “مجزرة”.
توقيف المشتبه به ومصادرة أسلحة
ذكرت الشرطة أن رجلاً يبلغ من العمر 38 عامًا أُوقف بعد إصابته بجروح ذاتية، وعُثر بحوزته على قوس وسلاح ناري في موقع الحادث، الذي وقع على طريق “أوتلي ران” الشهير بجولة الحانات شمال المدينة. وقد صُنّف الرجل باعتباره “المشتبه الرئيسي”، وما زال يرقد في المستشفى في حالة حرجة.
أفادت السلطات أن إحدى الضحيتين، وتبلغ من العمر 19 عامًا، قد غادرت المستشفى، بينما خضعت الأخرى البالغة 31 عامًا لعملية جراحية بعد تعرضها لإصابات بالغة، وتوصف حالتها بالثابتة حاليًا.
أشارت الشرطة إلى تداول مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر رجلًا يرتدي ملابس سوداء ويحمل أداة على كتفه، وقد صُوّر المقطع على ما يبدو من سيارة عابرة.
أوضح المحقق السوبرينتندنت جيمس دانكرلي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شمال شرق إنجلترا، أن التحقيقات تجري بوتيرة متسارعة لكشف ملابسات الهجوم، مؤكدًا أن الشرطة لا تبحث حاليًا عن مشتبهين آخرين، ومرجحًا أن الحادثة وقعت بشكل معزول رغم القلق الواسع الذي أثارته.
قال النائب العمالي عن منطقتي ليدز سنترال وهيدينغلي، أليكس سوبل، إنه تواصل مع وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، ووزير الأمن دان جارفيز لمتابعة تطورات الحادث، مشيدًا باستجابة السكان المحليين وأجهزة الطوارئ.
وأكد سوبل أن وجود أسلحة فتاكة في منطقة مكتظة بالرواد يثير قلقًا بالغًا، مشددًا على أهمية مراجعة سبل حماية التجمعات العامة.
منشورات متطرفة قيد الفحص

تخضع عدة منشورات على فيسبوك للفحص من قبل فرق مكافحة الإرهاب، بينها منشور ظهر قبل الهجوم، تضمن خططًا محتملة لـ”هجوم جماعي”، نُشر عبر حساب يُظهر ميولًا لليمين المتطرف وأيديولوجية “مختلطة”، وهي أنماط أضحت تحظى بتركيز متزايد من جانب أجهزة الأمن البريطانية.
تضمنت المنشورات قوائم استهداف طالت طلابًا ورواد ملاهٍ ليلية وأشخاصًا “طبيعيين عصبيًا”، بالإضافة إلى إشارات إلى “بيان” شهير ارتبط بمجزرة المسجد والمركز الإسلامي في نيوزيلندا عام 2019.
وأعلنت شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، أنها حذفت الحساب المرتبط بالواقعة عقب اتخاذ الإجراءات اللازمة.
تلقت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، تحديثات مستمرة من شرطة مكافحة الإرهاب بشأن مجريات التحقيق، في ظل متابعة حكومية دقيقة للحادث.
أحدث الهجوم صدمة واسعة في منطقة هيدينغلي بمدينة ليدز، التي تعج عادة بالطلاب والمواطنين عشية انطلاق الفصل الصيفي للجامعات.
وظلت حانة “تايلورز سبورتس بار آند غريل” مغلقة طوال عطلة نهاية الأسبوع بسبب التحقيقات، وأعلنت عبر بيان نيتها إعادة فتح أبوابها يوم الإثنين، مشددة على أن “حثالة المجتمع لن تفلح في زعزعة تماسكنا”.
حالة من القلق بين السكان
قال أحد العاملين في حانة مجاورة إنه شاهد العشرات من سيارات الطوارئ تتوافد على المنطقة، موضحًا أن المعلومات الدقيقة عن طبيعة الحادثة لم تتضح إلا في ساعات المساء. وأضاف: “الحادثة تركت أثرًا نفسيًا بالغًا لدى كثيرين من رواد المنطقة”.
كانت صحيفة الغارديان قد كشفت قبل أسبوعين عن تأسيس وحدة عمل مشتركة بين شرطة مكافحة الإرهاب والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، لمواجهة ظاهرة افتتان الشباب الذكور بالعنف عبر الإنترنت، وهي ظاهرة يغذيها في كثير من الأحيان خطاب كراهية ومضامين إلكترونية معادية للنساء.
المصدر الغارديان
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇