شرطة لندن تراقب أطفالا دون الثالثة عشرة بطرق سرية عبر الإنترنت
قالت صحيفة الغارديان البريطانية: إن شرطة لندن تراقب أطفالًا دون سن الثالثة عشرة بطرق سرية عبر الإنترنت، حيث تجمع الشرطة بيانات عن الأطفال دون أن تكشف عن أعمارهم.
وفي هذا السياق قالت شرطة العاصمة: إن برنامج المراقبة السرية المعروف باسم (Project Alpha) يستهدف مكافحة العنف عبر جمع المعلومات الاستخبارية؛ لتحديد الجناة والمتورطين في أعمال العنف، إضافة إلى إزالة مقاطع الفيديو التي تشيد بعمليات الطعن وإطلاق النار عبر المنصات الإلكترونية مثل اليوتيوب.
مخاوف من انتهاك شرطة لندن لخصوصية المستخدمين
وبحسَب بعض الوثائق فإن الشرطة تجمع البيانات الشخصية للأطفال من مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار مخاوف جدية بين منظمات حقوق الإنسان بشأن انتهاك الشرطة لقوانين خصوصية البيانات والاطلاع على بيانات الأطفال، الذين ينتمون للأقليات العرقية أكثر من غيرهم.
وقالت مجموعة (Liberty) الحقوقية لصحيفة الغارديان: إن برنامج المراقبة السرية الذي تنفذه شرطة العاصمة قد يرقى لانتهاك حقوق الإنسان وقوانين المساواة وقوانين حماية الإنترنت.
هذا وأنشأت الشرطة 7000 سجل خاصة بمستخدمي الإنترنت وموزعة على قاعدتي بيانات، من بينها سجلات تعود لأطفال بعمر الـ13.
وأكدت الشرطة أن السجلات التي حصلت عليها عبر برنامج (Project Alpha) تشمل المحتوى الذي يشاركه المستخدمون عبر الإنترنت وتفاصيل حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تفاصيل أخرى مثل العمر والعرق.
ما أهداف برنامج (Alpha Project) ؟
يُذكَر أن الشرطة البريطانية أطلقت برنامج (Alpha Project) في حَزيران/يونيو عام 2019، وقالت الشرطة: إن البرنامج يستهدف بعض العصابات عبر جمع مزيد من المعلومات الاستخبارية من حساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستهدف البرنامج كذلك حذف مقاطع الفيديو التي تشيد بعمليات الطعن من بعض وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام.
وحصلت شرطة العاصمة على أكثر من 4.8 مليون دولار من وزارة الداخلية؛ لمراقبة بعض المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي بأساليب سرية، حيث تمارس الشرطة الرقابة على بعض أنواع المحتوى مثل المقاطع الموسيقية الخاصة بأصحاب البشرة السوداء، وغيرها من المحتويات الأخرى.
وبهذا الصدد قال إيمانويل أندروز من جماعة (Liberty) الحقوقية: “إن الطريقة التي تنفذ بها الشرطة برنامج مراقبة البيانات السرية -إضافة إلى مراقبة بعض الأنشطة الفنية التي تعتقد الشرطة أنها خاصة بالعصابات- لا يدع مجالًا للشك بأن هذا البرنامج يستهدف الشبان من الأقليات العرقية أكثر من غيرهم”.
وأضاف: “إن مثل هذه المشاريع التي تنفذها الشرطة تعني أن الحكومة تُحمّل الشباب السود اليافعين مسؤولية أعمال العنف، لكن العنف في الواقع هو نتيجة إهمال الحكومة لبعض المناطق، حيث تعاني بعض الأقليات من الظلم والتهميش”.
وقالت شرطة العاصمة: إنها أطلقت قاعدة البيانات المتعلقة بالنسخة الثانية من برنامج (Alpha Project) في الأول من نيسان/إبريل عام 2022، لجمع مزيد من البيانات الدقيقة عن المتورطين ببعض القضايا. وأشارت الشرطة إلى أن تسجيل تواريخ الميلاد هو عامل مساعد لمعرفة المزيد عن الأشخاص المستهدفين عبر البرنامج، وليس عاملًا أساسًا في آلية عمل برنامج (Alpha Project).
سياسات عنصرية
وقال الناشط المجتمعي ستفورد سكون: “إن مؤسسة شرطة العاصمة التي وصفت بالعنصرية، تجمع أسماء الأطفال السود عبر مراقبة حساباتهم على الإنترنت، دون وجود أي دليل على تورطهم في ارتكاب الجرائم، لذلك علينا جميعًا أن نأخذ حذرنا”.
وأضاف سكوت: “لا يمكننا الوثوق بشرطة العاصمة التي تفتقر إلى الإنصاف والعدل في تعامها مع مجتمع السود”.
وقالت شرطة العاصمة: “إن برنامج (Alpha project) الذي يجمع بيانات الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سيُوسَّع نطاق عمله لجمع مزيد من البيانات والمعلومات خلال عام 2023″، لكن الشرطة أكدت أن هذه المعلومات لن تُستخدَم لغايات شخصية.
هذا وأشارت شرطة لندن إلى أنها لا تستغل هذا البرنامج لتتبع البيانات الشخصية للمستخدمين، وأكدت أن تصميم هذا البرنامج جاء نتيجة ازدياد الجرائم، في ظل تزايد المخاوف الأمنية.
اقرأ أيضاً :
شرطة لندن تواجه اتهامها بالعنصرية والتحيز بإفطار رمضاني
شرطة لندن تحقق مع 800 ضابط بشأن استغلال السلطة لارتكاب جرائم
إحدى أبرز قادة شرطة لندن تطلب من السائقين عدم الاحتكاك بمعتصمي البيئة
الرابط المختصر هنا ⬇