زوجان في لندن يسترجعان سيارتهما المسروقة بعد عجز الشرطة عن المساعدة
في واقعة تعكس تزايد شعور السكان بقصور الاستجابة الشرطية في العاصمة البريطانية، تمكن زوجان يقطنان غرب لندن من استرجاع سيارتهما المسروقة ذاتيًّا، بعد أن قالت الشرطة إنها “مشغولة للغاية” عن تقديم الدعم اللازم.
فقد استيقظت ميا فوربس بيري وزوجها مارك سيمبسون صباح الثلاثاء الـ3 من يونيو ليكتشفا اختفاء سيارتهما من طراز “جاغوار E-Pace” من أمام منزلهما في منطقة بروك غرين – هامرسميث. وعلى الفور تواصلا مع الشرطة للإبلاغ عن السرقة، مشيرَين إلى أن السيارة كانت مزودة بجهاز تتبع من نوع “آير تاغ” من شركة آبل.
لكن وفقًا لرواية الزوجين، كانت استجابة الشرطة “غامضة”، حيث اكتفى الضباط بالقول إنهم “قد يرسلون دورية”، وسيُعلمونهما في حال العثور على شيء.
مغامرة صغيرة لاسترجاع سيارة تقدر قيمتها بـ46 ألف باوند
وبعد مرور وقت دون تدخل فعّال من الشرطة قرر الزوجان استخدام جهاز التتبع، حيث قادهما إلى موقع السيارة في منطقة تشيزويك، على بُعد تسع دقائق فقط بالسيارة من منزلهما.
تقول السيدة بيري: “كان الأمر مزيجًا من القلق والإثارة. شعرت أن علينا التحرك بسرعة؛ لأننا خفنا أن يُلقى بجهاز التتبع في الطريق وتضيع السيارة”.
وعند وصولهما إلى الموقع المحدد، وجدا السيارة على أحد الشوارع. لكنهما لم يتمكنا من تشغيلها؛ بسبب تعطل نظام الحماية الإضافي، فتواصلا مع الشركة المصنعة للبرمجية الأمنية بعد تقديم إثبات ملكية، لتفتح السيارة لهما ميدانيًّا.
وأوضحت بيري أن اللصوص بدوا “محترفين”، إذ تمكنوا من تجاوز نظام الحماية الأساسي المدمج مع السيارة، لكنهم أخفقوا في تخطي النظام الإضافي الذي ركّبه الزوجان لاحقًا.
وتعليقًا على أداء الشرطة، أضافت: “توقعت أن يتفاعلوا بسرعة أكبر، ولا سيما أننا بيّنّا لهم موقع السيارة، لكنني أتفهم أنهم يعانون من ضغط كبير”.
الشرطة تتابع… بعد أسبوع
شرطة العاصمة “ميتروبوليتان” أكدت أن الزوجين أبلغا الضباط بنيّتهما استعادة السيارة، وتلقّيا نصيحة بالتواصل مع الشرطة مجددًا إذا احتاجا إلى المساعدة في الموقع.
وفي بيان لاحق، قالت الشرطة إن “التحقيق ما زال جاريًا، وقد التقى الضباط بالضحية بتاريخ الـ10 من يونيو ضمن مجريات المتابعة”.
يُذكر أن أرقام شرطة لندن لعام 2024 تشير إلى وقوع 33,530 جريمة سرقة أو أخذ غير مصرح به للسيارات، بزيادة 1.6 في المئة عن العام السابق. ومع ذلك، لم تسفر إلا 326 حالة فقط عن نتائج إيجابية (مثل توجيه تهمة أو تحذير رسمي)، أي بنسبة نجاح تقل عن 1 في المئة.
رأي “العرب في بريطانيا” (AUK): ماذا بعد جهاز التتبع؟
إن تمكن مواطنين من تعقب سيارتهما المسروقة واستردادها ذاتيًّا، يكشف عن واقع مثير للقلق في منظومة الأمن البريطانية، حيث باتت بعض الجرائم تُقابل بردود متواضعة بحجة نقص الموارد.
نحن في العرب في بريطانيا (AUK)، لا نُنكر الضغوط التي تعانيها أجهزة الشرطة، لكننا نرى أن الاستهانة بالجرائم “غير العنيفة” يفتح الباب لانزلاق أوسع نحو ضعف الثقة بالمنظومة الأمنية.
ومع ارتفاع نسب الجرائم وتراجع معدلات الحل، يُصبح من الضروري إعادة تقييم أولويات الشرطة وزيادة الاستثمار في أدوات التكنولوجيا والاستجابة السريعة، بما يضمن شعور المواطنين بالأمان والثقة بأن حقوقهم لن تُترك معلقة.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
17°C
