سورية تنشئ مدرسة لتعليم اللغة العربية في أيرلندا الشمالية

قصة نجاح أخرى من قصص العرب في بريطانيا تكتبها سورية تنشئ مدرسة لتعليم اللغة العربية في أيرلندا الشمالية.
كانت حياة حسناء رمضان مستقرة في سوريا، ولكن بعد اندلاع الحرب -وبصفتها أمًّا لأربعة أطفال- تعيَّن عليها الفرار من مدينتها “حلب التي كانت تمطر عليها القنابل من كل مكان لتنقذ فلذات كبدها وتوفر لهم حياة آمنة”.
وفي عام 2015 رتبت اليونيسف ممرًّا آمنًا للعائلة نحو حياة جديدة ومختلفة تمامًا في أيرلندا الشمالية.
ومع أن حسناء لم تكن مطلعة على البلد وثقافته، فقد شعرت بالارتياح في أيرلندا الشمالية فقط؛ لأنها وجدت ملاذًا آمنًا يضمن لها ولأطفالها مستقبلًا أكثر إشراقًا.
سورية تنشئ مدرسة لتعليم اللغة العربية في أيرلندا الشمالية

بعد سبع سنوات من كونها العائلة اللاجئة السورية الأولى التي تستقر في أيرلندا الشمالية، أصبحت حسناء عضوة نشطة في مجتمع غرب بلفاست المحلي حيث افتتحت -بدعم من مؤسسة (ArtsEkta) الخيرية- مدرسة لتعليم اللغة العربية للأطفال اللاجئين وإدارة مجموعة نسائية أسبوعيًّا.
تتطلع مدرستها التي تظم 60 طفلًا إلى الانضمام إلى كثير من مؤسسات وهيئات الثقافات الأخرى من خلال المشاركة في مهرجان بلفاست ميلا (Belfast Mela) لهذا العام المقرر أن يكون أكبر مهرجان ثقافي في البلاد بعد الجائحة.
يحتفل مهرجان ميلا بالتنوع الثقافي في المدينة ثمانية أيام كاملة تتخللها رواية القصص وعروض المسرحيات والرقص والأطعمة وغيرها من الأنشطة الثقافية التي تعكس تاريخ كل أقلية.
وستتوج احتفالات المهرجان هذا العام بيوم ميلا السنوي الذي يرمز إلى جمال الحدائق والنباتات يوم الأحد المقبل 28 أغسطس الذي سيكون موسومًا بمشاركة أطفال مدرسة حسناء الجديدة الذين تعود أصولهم إلى سوريا والسودان والمملكة العربية السعودية وفلسطين والعراق.
سيكون المهرجان الذي بدأ يوم الأحد 21 أغسطس فرصة لأطفال المدرسة لترسيخ شعورهم بالانتماء إلى وطنهم الثاني.
وبهذا الصدد تقول حسناء: “إنها فرصة عظيمة لنظهر ثقافتنا للناس، تعنينا كثيرًا مشاركة أطفالنا في هذا المهرجان”.
جاءت فكرة مدرسة اللغة العربية لحسناء من خلال عملها في التعليم في سوريا وتطوعها في جمعية بارناردو الخيرية للأطفال ومساعدتها للَّاجئات من خلال الاجتماع معهن أسبوعيًّا.
سورية تنشئ مدرسة في غرب بلفاست

عاشت حسناء البالغة 38 عامًا وعائلتها ثلاث سنوات في لبنان قبل قدومهم إلى أيرلندا الشمالية التي جاء فيها طفلها الخامس.
وبعد انتقالها إلى غرب بلفاست أصبحت حسناء تعيش حلمها واقعيًّا وهي تشاهد أطفالها يتفوقون في المدرسة والرياضة.
ومن المقرر أن يبدأ ابنها البكر أحمد (17 عامًا) (A-level) في سبتمبر، في حين ستبدأ ابنتها رناد (16 عامًا) شهادة الثانوية العامة (GCSE)، وتستعد لارين البالغة من العمر 11 عامًا لاختبار الانتقال، وتبلغ مايا من العمر 9 سنوات ومحمد 4 سنوات.
هذا ولمع نجم أحمد ورناد في كرة القدم بمساعدة ناديهما باتريك سارسفيلدز في غرب بلفاست في تحقيق عدد من الانتصارات على مر السنين.
تكرس حسناء الآن معظم وقتها في مساعدة اللاجئين، ويسعدها أن تقود الأطفال العرب في مهرجان بلفاست ميلا لهذا العام.
اقرأ المزيد:
السورية نادين قعدان تقرأ القصص لطلبة المدارس في كينت
السورية وجدان غزال تسعى لتحقيق حلمها بتملك مزرعة في موطنها الجديد
من جحيم الحرب إلى تأسيس متاجر في بريطانيا.. قصة نجاح عائلة سورية
الرابط المختصر هنا ⬇