العرب في بريطانيا | سلمى راضي تواجه صعوبات في رعاية رضيعها الذي ولد...

1446 ربيع الأول 4 | 08 سبتمبر 2024

سلمى راضي تواجه صعوبات في رعاية رضيعها الذي ولد قُبيل العدوان الإسرائيلي

سلمى راضي تواجه صعوبات في رعاية رضيعها الذي ولد قُبيل العدوان الإسرائيلي
فريق التحرير November 8, 2023

بعد ستة أيام فقط من ولادة طفلها الأول، اضطرت سلمى راضي* إلى إخلاء منزلها في شمال غزة للهروب من القصف الإسرائيلي المتواصل والبحث عن ملجأ في وسط قطاع غزة، حيث تقيم هي وزوجها الآن في شقة صغيرة مع 43 شخصًا آخرين.

كانت سلمى تعاني من نزيف شديد عندما تلقت رسالة من قوات الاحتلال الإسرائيلي تأمرها بإخلاء منزلها خلال ساعة والنزوح إلى جنوب القطاع.

بالرغم من خوفها وشعورها بالتعب الشديد، إلى أن سلمى أخذت حقيبتها وابنها وركضت مع زوجها في الظلام ولمدة ساعة حتى وجدا سيارة أجرة.

 

سلمى راضي … وجه من وجوه الألم والصبر في غزة

 

مهندس بريطاني يتهم الحكومة بتجاهل مسألة إجلاء مواطنيها من غزة (سلمى راضي)
غزة (Unsplash)

 

سلمى، البالغة من العمر 28 عامًا، أنجبت طفلها عُمر بعد محاولتين للحقن المجهري، وهي الآن تحاول كل ما بوسعها لإنقاذه في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم.

روت سلمى قصتها لموقع Middle East Eye، وقالت: “تركنا كل شيء وراءنا – وثائقنا الرسمية وأموالنا والطعام المعلب والملابس وغرفة النوم والأشياء التي اشتريناها لعمر على مدار العام الماضي”.

ولم تأخذ سلمى حليبًا معها لابنها لأنها كانت لا تزال ترضعه. ولكن بعد بضعة أيام من نزوحهم، توقف ابنها عن الرضاعة.

وقالت سلمى: “يبدأ عُمر بالبكاء الشديد كلما حاولت إرضاعه. ويبقى يومً كاملًا دون طعام.”.

 

المستشفيات في غزة- مهندس بريطاني (سلمى راضي)
استهداف المستشفيات في غزة (Unsplash)

 

وبعد محاولات عديدة للاتصال بطبيها عبر الهاتف في ظل حجب قوات الاحتلال شبكات الاتصال، تمكنت سلمى أخيرًا من التحدث إليه. وقال لها الطبيب إن القلق والخوف يغيّران طعم حليب الثدي وقوامه، ولهذا السبب يرفض طفلها تناوله.

وأضافت سلمى: “أنا أيضًا لا آكل جيدًا، وبالتالي لا أستطيع إنتاج حليب كافٍ. بصراحة، في السنوات الماضية، كنت أتوق إلى أن أكون أمًا. بكيت وصليت ليلًا ونهارًا حتى يمنحني الله طفلًا. لكني الآن أندم على كل شيء”.

“أنا أندم على إنجاب طفل، وأشعر بالذنب لجلبه إلى هذا العالم الظالم، وسيستمر طفلي بالمعاناة طوال حياته فقط لكونه فلسطينيًا”.

“لم أقل أيًّا من ذلك لزوجي، لكني أندم حقًّا على كل الأيام التي صليت فيها لأن أكون أمًّا.”

هذا وقد هرع زوج سلمى إلى محلات التموين الغذائية لشراء الطعام والماء والدواء فور بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن لم يستطع الزواجان أخذ أي من هذه الأطعمة عندما اضطرا للفرار من منزلهما.

 

سكان غزة يواجهون الموت عطشًا بسبب إطباق الاحتلال الحصار عليهم!
سكان غزة يواجهون الموت عطشًا بسبب إطباق الاحتلال الحصار عليهم!

 

كما أن العودة إلى المنزل للبحث عما تبقى من الطعام خيار غير آمن في ظل القصف المستمر على القطاع. فضلًا عن تدمير القوات الإسرائيلية جميع الطرق التي تربط شمال القطاع بوسطه ووسطه بجنوبه.

وقالت سلمى في هذا الشأن: “الطريق الوحيد المتبقي لنا للعودة إلى المنزل الآن هو شارع الرشيد، على الطريق الساحل، ولكن قد تقصف الزوارق والدبابات الإسرائيلية كل من يمرّ من هناك”.

علمًا أن يوم الجمعة، 3 نوفمبر، استهدفت القوات الإسرائيلية مجموعة من النازحين يقودون سيارة في طريقهم إلى جنوب القطاع على شارع الرشيد، بالرغم من أن القوات هي من أمرتهم بالذهاب إلى الجنوب.

استشهد حينها ما لا يقل عن 8 أشخاص، من بينهم أطفال.

وتعرضت سيارات الإسعاف التي كانت تنقل جرحى إلى رفح جنوبًا للقصف من قبل القوات الإسرائيلية بعد ساعات قليلة من ذلك الهجوم، رغم أن وزارة الصحة الفلسطينية نسقت عملية النقل مع الصليب الأحمر وعلى علم قوات الاحتلال الإسرائيلية.

 

يعيشون كابوسًا

سلمى راضي تواجه صعوبات في رعاية رضيعها الذي ولد قُبيل العدوان الإسرائيلي
العدوان الإسرائيلي على غزة (Pixabay)

 

مع حجب “إسرائيل” إمدادات المياه والغذاء عن غزة، يقول أصحاب أسواق البقالة إنهم لن يتمكنوا من إعادة تعبئة الرفوف الفارغة حتى ترفع “إسرائيل” حصارها عن القطاع – المحاصر بالفعل.

إضافة لذلك، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية عددًا من المخابز التي كانت لا تزال تعمل لتمنع كل سبل الحياة عن الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت سلمى: “ 44 شخصًا، نصفهم أطفال، يقيمون معًا في منزل واحد، نحتاج إلى الطعام والماء الجاري طوال الوقت. فينتهي الأطفال من فطورهم وبعد 30 دقيقة يبدؤون في طلب الغداء أو وجبة خفيفة لأنهم لم يحصلوا على طعام كافٍ”.

وأضافت، يحصل الأطفال الذين كانوا يتناولون رغيفًا من الخبز على ربعه فقط الآن مع بعض قطعٍ من الخيار.

وقالت: “للحصول على كيس من الخبز ، علينا أن نستيقظ عند الفجر ونمشي لمدة 60 دقيقة للوصول إلى المخبز الوحيد الذي لم يُقصف في منطقتنا”.

 

 

نظرًا لنقص الدقيق والماء والوقود اللازمين لتشغيل آلات الخبز، يبيع أصحاب المخابز الآن كل شخص كيسًا واحدًا من الخبز فقط لتغطية احتياجات أكبر عدد ممكن من الأسر.

الأسر التي تحتاج إلى أكثر من كيس واحد عليها أن ترسل عددًا من الأفراد للوقوف في الطابور خارج المخبز.

وبحسب آخر الإحصاءات، فقد استشهد ما لا يقل عن 10,569 شخصًا، بينهم 4324 طفلًا 2823 امرأة، كما أصيب 26,475 فلسيطينًا، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر.

* تم تغيير الأسماء في المقال بناء على طلب والدة عُمر

 

المصدر: Middle East Eye

 


 

اقرأ أيضًا

الحكومة البريطانية لا تحمي رعاياها من الأطفال في غزة

رئيس الوزراء الاسكتلندي وزوجته يخشيان على بقية أفراد الأسرة العالقين في غزة

التلغراف: العدوى تصيب مستشفيات غزة بسبب نقص الأدوية والمياه النظيفة

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

خريجو AUK

loader-image
london
London, GB
12:19 am, Sep 8, 2024
temperature icon 17°C
overcast clouds
Humidity 88 %
Pressure 1005 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 6:24 am
Sunset Sunset: 7:31 pm