كل ما تحتاج معرفته عن سلالة الإنفلونزا H3N2 في بريطانيا
مع دخول موسم الشتاء وارتفاع حالات السعال ونزلات البرد، حذّر خبراء صحيون من أن هذا الشتاء قد يكون من بين الأسوأ في السنوات الأخيرة، وسط مؤشرات على تفشٍّ شديد للإنفلونزا يضغط بالفعل على هيئة الصحة الوطنية (NHS).
ووفق تقديرات وتحذيرات رسمية، قد تواجه بريطانيا ما وُصف بـ“موجة عارمة” من المرض قبل عيد الميلاد، في ظل انتشار سلالة جديدة من الإنفلونزا من نوع H3N2 وُصفت بأنها “غير مريحة” وبأنها قد تؤدي إلى حالات أشد لدى بعض الفئات.
ما هي سلالة H3N2 ولماذا تُثير القلق؟

H3N2 هي إحدى سلالتين رئيسيتين متداولتين من فيروس الإنفلونزا. وتُعرف أيضًا باسم “السلالة الفرعية K” (Subclade K)، وهي السلالة الأكثر انتشارًا في إنجلترا حاليًا، بحسب وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA).
ويشرح الدكتور جوزيبي أراغونا، الطبيب العام والمستشار الطبي لدى Prescription Doctor، أن تسمية H3N2 ترتبط ببروتينات سطح الفيروس: الهيماغلوتينين (H) والنيورامينيداز (N). ويضيف أن هذا التركيب قد يرتبط أحيانًا بمرض أشد، خصوصًا لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو حالات صحية كامنة.
الأعراض: كيف تميّز الإنفلونزا عن الزكام؟
وفق UKHSA، تظهر أعراض الإنفلونزا بسرعة وبشكل مفاجئ، ويُعد الإرهاق الشديد من أبرز العلامات الفارقة مقارنةً بالزكام الذي تتطور أعراضه تدريجيًا.
وتتضمن الأعراض الشائعة لسلالة H3N2 ما يشبه الإنفلونزا الموسمية: الحمى، السعال، سيلان الأنف، وقد تظهر أعراض إضافية مثل آلام الجسم، القيء أو الإسهال.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات

تُعد الفئات التالية أكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا:
- الأطفال دون الخامسة، وخصوصًا دون الثانية
- من تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر
- الحوامل
- المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو والسكري وأمراض القلب
- من يعانون ضعفًا في المناعة
- المصابون بحالات عصبية
ما حجم التفشي الآن داخل بريطانيا؟
تشير بيانات NHS England إلى أن متوسط حالات دخول المستشفيات في إنجلترا بسبب الإنفلونزا بلغ 1,717 مريضًا يوميًا خلال الأسبوع الماضي، بزيادة قدرها 56% مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي.
وتُظهر الأرقام أن المعدلات الحالية تعادل سبعة أضعاف مستويات عام 2023، حين كان متوسط دخول مرضى الإنفلونزا نحو 243 مريضًا يوميًا.
لماذا يُتوقع أن يكون موسم الإنفلونزا قاسيًا هذا الشتاء؟
يرى الدكتور أراغونا أن قسوة الموسم ترتبط بمجموعة عوامل متداخلة، أبرزها:
- بداية مبكرة للموسم تمنح الفيروس وقتًا أطول للانتشار.
- تغير السلالة مقارنة بالعام الماضي بما قد يقلل من فاعلية المناعة السابقة أو حتى اللقاح لدى بعض الفئات.
- تراجع التعرض للإنفلونزا في السنوات الأخيرة، خصوصًا بين الأطفال، ما يترك شريحة أكبر من السكان أكثر قابلية للإصابة.
- عوامل الشتاء والسلوك الاجتماعي مثل الطقس البارد، والاختلاط في الأماكن المغلقة، والعادات اليومية التي ترفع فرص انتقال العدوى.
وفيات الإنفلونزا: أرقام تُظهر تفاوتًا بين المواسم

تستعد بريطانيا لاحتمال زيادة في وفيات الإنفلونزا هذا الشتاء، مع دعوات متصاعدة لتلقي اللقاح.
وبحسب UKHSA، ارتبطت الإنفلونزا خلال الشتاء الماضي بنحو 8,000 وفاة. ويُعد هذا الرقم أعلى من نحو 3,500 وفاة في العام الذي سبقه، لكنه أقل من موسم 2022-2023 الذي شهد نحو 16,000 وفاة مرتبطة بالإنفلونزا.
الوقاية: اللقاح أولًا ثم إجراءات يومية بسيطة
يؤكد الدكتور أراغونا أن اللقاح هو الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية من H3N2، خصوصًا للفئات عالية الخطورة مثل من هم فوق 65 عامًا، والحوامل، وصغار السن جدًا، ومن لديهم أمراض مزمنة. ويشدّد على أن اللقاح قد لا يمنع الإصابة بالكامل، لكنه يقلل بدرجة كبيرة خطر المرض الشديد والدخول إلى المستشفى.
إلى جانب ذلك، تُوصى مجموعة إجراءات عملية لتعزيز الحماية:
- غسل اليدين بانتظام
- تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس
- تجنب المخالطة القريبة للمرضى
- تحسين تهوية المنازل والأماكن المغلقة
- ارتداء الكمامة خارج المنزل عند الشعور بالتوعّك (وفق توصيات صحية وردت في التقرير)
كما يقول الدكتور أراغونا إن الإنفلونزا قد تكون “غير مريحة” لمعظم البالغين والأطفال الأصحاء، لكنها غالبًا “قابلة للإدارة” ولا تستدعي الذعر.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK، أن التعامل مع H3N2 يجب أن يكون متوازنًا: لا مكان للذعر، لكن لا مجال للاستهانة. وتؤكد المنصة أن حماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مسؤولية فردية ومجتمعية، تبدأ من الالتزام بالتطعيم لمن تنطبق عليهم شروط الأهلية، وتمرّ بإجراءات الوقاية اليومية مثل النظافة والتهوية وتقليل مخالطة المرضى، وصولًا إلى طلب الرعاية الطبية عند ظهور علامات خطورة. كما ترى AUK أن ضغط الشتاء على NHS يبرز أهمية الاستعداد المبكر واتخاذ قرارات صحية واعية، بما يحد من انتقال العدوى ويقلل الحاجة إلى دخول المستشفيات، خصوصًا في فترة ما قبل الأعياد.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
