العرب في بريطانيا | سقف أسعار الطاقة يرتفع مجددًا في بريطانيا.. ماذ...

1447 ربيع الثاني 7 | 30 سبتمبر 2025

سقف أسعار الطاقة يرتفع مجددًا في بريطانيا.. ماذا يعني ذلك لفواتيرك؟

سقف أسعار الطاقة يرتفع مجددًا في بريطانيا.. ماذا يعني ذلك لفواتيرك؟
صبا الشريف August 27, 2025

أكّد الارتفاع الطفيف في فواتير الطاقة المنزلية، المعلن عنه اليوم، أن الأسعار قد استقرت بعد الارتفاعات المدمرة التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا، لكنها ما تزال أعلى بنسبة 40% مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب، أي حوالي 20% من حيث القيمة الحقيقية، مع فرص ضئيلة لانخفاضها على المدى المتوسط.

أي زيادة في التكلفة السنوية للغاز والكهرباء تظل غير مرغوبة. ومع ذلك، عند نسبة 2%، تعتبر ضئيلة لدرجة أن غالبية المستهلكين لن يلاحظوها عمليًا إلا عند متابعة دقيقة لاستهلاكهم.

زيادة 34 باوند على فواتير الطاقة… الرقم الرسمي لا يعكس الواقع الكامل

سقف أسعار الطاقة يرتفع مجددًا في بريطانيا.. ماذا يعني ذلك لفواتيرك؟

ويستخدم المنظم Ofgem رقمًا افتراضيًا للاستهلاك السنوي “النموذجي” للغاز والكهرباء لقياس تأثير تغير الأسعار، ويظهر الرقم زيادة قدرها 34 باوند لتصل إلى 1,755 باوند.

وعند أقل من 3 باوند شهريًا، تبدو هذه الزيادة صغيرة، يمكن أن تمحى بأسبوع دافئ في أكتوبر أو تتضاعف بفترة برد مبكرة، وتطبق فقط على الأسر التي تدفع سعرًا متغيرًا مقابل الكهرباء والغاز.

وتتناقص أهمية هذا الرقم مع استفادة 37% من العملاء الآن من صفقات ثابتة أرخص عادت إلى السوق، إضافة إلى خيارات الدفع عبر الخصم المباشر، وهي وسائل غالبًا غير متاحة لمن يواجهون صعوبات مالية.

ورغم أن رقم Ofgem  يمثل مؤشرًا مفيدًا، إلا أن المؤشر الحقيقي يكمن في كمية الطاقة التي يستخدمها المستهلك، والحد الأقصى الذي يطبقه المنظم على الأسعار الأساسية لكل وحدة والرسوم الثابتة.

سقف أسعار الطاقة بين تقلبات السوق ودفع تكاليف التحول للطاقة المتجددة

سقف أسعار الطاقة يرتفع مجددًا في بريطانيا.. ماذا يعني ذلك لفواتيرك؟

وبموجب التحديث الجديد، يرتفع الحد الأقصى للسعر القابل للتحصيل للكهرباء من 25.73 بنس لكل كيلوواط بالساعة إلى 26.35 بنس، بينما ينخفض سعر وحدة الغاز من 6.33 بنس إلى 6.26 بنس لكل كيلوواط ساعة. ومع ذلك، ترتفع الرسوم اليومية الثابتة لكليهما بمجموع 7 بنسات.

ويعكس هذا التغير العوامل التي ستحدد الأسعار اليوم وفي المستقبل.

ولا يزال العامل الأكبر المؤثر هو سعر الغاز في السوق الدولية. فقد دفع الأسعار إلى أكثر من 4,000 باوند سنويًا بعد إيقاف خطوط أنابيب روسيا، قبل أن تعود للانخفاض مع تعويض النرويج والغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة وأستراليا وقطر الفجوة الناتجة.

الحل طويل الأجل يكمن في استبدال الاعتماد على الغاز بمصادر طاقة متجددة و منخفضة الكربون، لكن تغيير هذا التوازن يأتي بتكلفة أولية يتحملها جميع دافعي الفواتير، وكذلك تكلفة فقر الطاقة التي ارتفعت منذ 2022.

ويشمل سقف الأسعار الجديد زيادة لتغطية “تكاليف الموازنة”، وهي رسوم تدفع عادةً لمولّدات الطاقة المتجددة لإيقاف إنتاج الكهرباء عندما لا تتمكن الشبكة الوطنية من نقل الطاقة من أسكتلندا، حيث يتم إنتاج الجزء الأكبر، إلى الجنوب، حيث يستهلك الجزء الأكبر.

كما تشمل الزيادة توسيع خصم “المنازل الدافئة”، وهو دفعة بقيمة 150 باوند تمدها الحكومة إلى 2.7 مليون شخص، ضمن الإجراءات المعقدة لسحب ثم إعادة جزئية لدفع وقود الشتاء للمسنين.

تكاليف الغاز تتزايد رغم انخفاض الاستهلاك ومستقبل الطاقة يثقل الفواتير

سقف أسعار الطاقة يرتفع مجددًا في بريطانيا.. ماذا يعني ذلك لفواتيرك؟

وبينما انخفض سعر وحدة الغاز، ارتفعت الرسوم اليومية الثابتة، التي تغطي تكلفة صيانة شبكة الغاز، بمقدار 4 بنسات، وهو أمر يبدو غير بديهي، إذ إننا نستخدم الغاز أقل.

ومع الطقس الأكثر دفئًا وزيادة كفاءة المنازل، ينخفض الاستهلاك، لكن تكلفة صيانة الشبكة تبقى، ويجب توزيعها على وحدات الغاز الأقل. ومن المتوقع أن يزداد هذا الاتجاه مع انخفاض استخدام الغاز، الذي يظل ضروريًا للحفاظ على إمداد الكهرباء عند الحاجة الفورية على شبكة يهيمن عليها إنتاج الطاقة المتجددة.

ويتوقع أيضًا أن تشهد الفواتير زيادات جديدة العام المقبل، مع بدء احتساب تكلفة بناء محطة الطاقة النووية الجديدة في “سايزويل C”، والتي من المتوقع أن تضيف حوالي 10 باوند لكل فاتورة على مدى الأربعين عامًا القادمة. وكما هو الحال مع طاقة الرياح وتحديثات الشبكة، فإن فوائد المستقبل تُدفع اليوم.

الارتفاع الطفيف في فواتير الطاقة المنزلية، رغم ضآلته على الورق، يكشف هشاشة النظام الطاقي في بريطانيا واعتماده على الغاز والأسواق الدولية المتقلبة. فحتى زيادة 2% السنوية تخفي الواقع المعيشي الصعب لملايين الأسر، خصوصًا مع ارتفاع الرسوم الثابتة رغم انخفاض الاستهلاك.

الحلول طويلة الأمد، مثل الطاقة المتجددة وبناء المحطات النووية، تأتي بتكلفة يتحملها المستهلكون اليوم، بينما تعود الفوائد بعد عقود، ما يزيد العبء على الأسر الأقل قدرة.

منصة العرب في بريطانيا ترى أن الحكومة بحاجة لتقديم سياسات أكثر عدالة وشفافية، تركز على حماية المستهلكين الأكثر ضعفًا، وإلا فإن أي استقرار مؤقت للأسعار سيكون هشًا أمام تقلبات السوق.

نحن نسأل قراءنا: كيف تؤثر فواتير الطاقة المتزايدة على حياتكم اليومية؟
وهل تشعرون أن الحكومة توفر حلولًا عادلة؟
شاركونا تجاربكم وآرائكم في التعليقات.

المصدر : سكاي نيوز


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
4:07 am, Sep 30, 2025
temperature icon 10°C
scattered clouds
83 %
1025 mb
1 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 40%
Visibility 10 km
Sunrise 6:59 am
Sunset 6:41 pm

آخر فيديوهات القناة