سجن شاب مسلم 20 شهرًا لدفاعه عن نفسه أمام مثيري الشغب!
أصدرت محكمة بريطانية حكمًا بالسجن لمدة 20 شهرًا على الشاب المسلم أمير وليد، البالغ من العمر 24 عامًا، بعد أن دافع عن نفسه عندما اعتدى عليه مثيرو الشغب اليمينيون المتطرفون في مدينة بليموث جنوب غرب إنجلترا يوم الإثنين 5 أغسطس.
وبدأت أعمال الشغب والاحتجاجات العنصرية في 30 يوليو بعد انتشار معلومات خاطئة على الإنترنت عن هوية مرتكب جريمة الطعن المأساوية التي أودت بحياة ثلاثة أطفال في مدينة ساوثبورت شمال إنجلترا في 29 يوليو. إذ ذكرت الشائعات أن المجرم كان مسلمًا ومهاجرًا غير قانوني، ما أشعل فتيل التوترات وأدى إلى اندلاع موجة من الشغب ضد المسلمين والمهاجرين.
ماذا حدث في جلسة المحكمة ؟
وأوضح وليد للمحكمة أنه لم يكن يسعى لإثارة المشاكل، وهو فقط ردّ على استفزازات تعرض لها من مثيري الشغب الذين كانوا يرددون هتافات عنصرية ويلقون عليه زجاجات الكحول.
أمام المحكمة، اعترف القاضي روبرت لينفورد بأن وليد لم يكن “يبحث عن المشاكل”، مشيرًا إلى أن مثيري الشغب هم من بدؤوا برمي المقذوفات وإطلاق هتافات عنصرية مسيئة. ورغم ذلك، حكم على وليد بالسجن لمدة 20 شهرًا، مبررًا الحكم بأنه كان على وليد “أن يتسامح مع عنصريتهم البغيضة”، مضيفًا: “كنت قادرًا على فعل ذلك، ولكنك لم تفعل، بل قمت برمي المقذوفات عليهم”.
إلى جانب وليد، حُكم على ثلاثة آخرين من مثيري الشغب اليمينيين المتطرفين بالسجن.
حملة قمع واسعة واعتقالات بالجُملة
في ذات السياق، تشهد المحاكم البريطانية حاليًا محاكمات واسعة النطاق للأشخاص المتورطين في أعمال الشغب. وقد اعتُقل أكثر من ألف شخص، ووجهت التهم إلى حوالي نصفهم، بما في ذلك أطفال تورطوا في أعمال عنف وتخريب. على سبيل المثال، أُدين صبي يبلغ من العمر 15 عامًا بسرقة محل لبيع السجائر الإلكترونية ورمي زجاجات الكحول عبر النوافذ في مدينة سندرلاند، بينما اعترف صبيان يبلغان من العمر 12 عامًا بالذنب في تهمة الاضطرابات العنيفة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ولم تقتصر الاعتقالات على مثيري الشغب فقط، بل شملت أيضًا مسلمين دافعوا عن أنفسهم وممتلكاتهم. من بينهم نُعمان أحمد، خريج هندسة يبلغ من العمر 24 عامًا، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 14 شهرًا بعد انضمامه إلى مجموعة كانت تحمي مسجدًا في مدينة ميدلسبره. قام أحمد بمطاردة رجلين يُزعم أنهما أطلقا تهديدات عنصرية قرب المسجد، وصُوّر وهو يحاول ضرب أحدهما.
ما علاقة منصات التواصل الإجتماعي بما يحدث؟
كما شهدت الفترة الأخيرة محاكمات تتعلق بمنشورات على الإنترنت، حيث هدد مفوض شرطة العاصمة لندن، مارك رولي، بترحيل وسجن أفراد من خارج البلاد بسبب منشوراتهم التي تحرض على الكراهية.
وكانت منصات التواصل الاجتماعي مصدرًا رئيسًا للمعلومات المضللة التي ساهمت في تفاقم الشغب. ومن بين هذه المعلومات، ما نشره إيلون ماسك خلال هذه الفترة، حيث أثار الجدل بمنشوراته التي تضمنت مِزاحًا عن غزو الولايات المتحدة للمملكة المتحدة ووصفه الوزير الأول الاسكتلندي السابق حمزة يوسف بـ”العنصري” و”النذل”.
شاركونا أراءكم بالتعليقات!
المصدر:ميدل إيست آي
إقرأ ايضًا:
- ما دور إيلون ماسك في تأجيج اليمين المتطرف في بريطانيا؟
- تزايد جرائم الكراهية ذات الدوافع العنصرية والدينية في بريطانيا في عام 2023
- أكثر من ثلاثة أرباع البريطانيين يرفضون اليمين المتطرف “استطلاع “
الرابط المختصر هنا ⬇