ست أكاذيب إعلامية تؤجج الاحتجاجات المعادية للمهاجرين في بريطانيا

بعد عام من أحداث الشغب العرقية في صيف 2024، تعيش بريطانيا من جديد موجة غضب شعبي موجه ضد المهاجرين، تجلّت في احتجاجات أمام الفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء. ورغم أن هذه الاحتجاجات جاءت أقل عنفًا من أعمال الشغب السابقة، فإنها تكشف عن غضب عميق يستند في كثير من الأحيان إلى معلومات مضللة تروجها بعض وسائل الإعلام، والسياسيين، ومنصات التواصل.
فيما يلي أبرز ستة أكاذيب إعلامية ساهمت في إذكاء هذا الغضب:
المهاجرون يحصلون على رحلات قوارب وتدليك بأسعار مخفضة
زعمت صحيفة ذا صن أن طالبي اللجوء يتمتعون بامتيازات تشمل خصومات على استئجار القوارب في روذر فالي وخصومات على جلسات التدليك في كالدرديل.
الحقيقة أن هذه الامتيازات متاحة عبر بطاقات تخفيض موجهة لكل ذوي الدخل المحدود في المنطقة، وليست خاصة بالمهاجرين. كما أن تكاليف هذه الأنشطة تفوق بكثير المبالغ البسيطة (9.95£ أسبوعيًا) التي يحصل عليها طالب اللجوء، ما يجعل من المستحيل عمليًا استفادتهم منها.
شرطة بطبقتين في التعامل مع الاحتجاجات
تداولت مقاطع فيديو من احتجاجات إيبينغ أظهرت شرطيًا يقول لزملائه: “إذا رأيتم أي وميض يمينًا أو يسارًا، تعاملوا معه”. غير أن بعض الناشطين اليمينيين حرّفوا الكلمة إلى “فاشيين”، واتهموا الشرطة بالانحياز.
شرطة إسيكس أوضحت أن المقصود هو “flashpoints” أي نقاط التوتر، وليس “fascists”. لكن التضليل انتشر بسرعة عبر وسائل التواصل، بل دعمه في البداية الذكاء الاصطناعي Grok التابع لإيلون ماسك، قبل أن يتراجع ويعتذر لاحقًا.
المهاجرون يعيشون حياة رفاهية في الفنادق

تدّعي بعض القنوات مثل Talk TV أن طالبي اللجوء يعيشون في رفاهية داخل الفنادق، مع هواتف ووجبات ساخنة.
لكن الواقع أن هذه المساكن المؤقتة تعاني من الاكتظاظ، وسوء المعاملة، وانعدام الخصوصية. كما يظل المهاجرون فيها لفترات طويلة، محرومين من حرية الحركة والاعتماد على أنفسهم، مكتفين بمبلغ زهيد أسبوعيًا لا يكفي لتغطية أبسط الحاجات.
موجة جريمة بين المهاجرين
نشرت الـ Mail on Sunday تقريرًا تحدث عن 312 طالب لجوء و708 قضية جنائية خلال ثلاث سنوات.
لكن هذه الأرقام ضئيلة مقارنة بآلاف طالبي اللجوء، كما أنها شملت قضايا لم يُحكم فيها بعد وأشخاصًا بُرّئت ساحتهم. ورغم هشاشة هذه البيانات، استخدمها البعض لتبرير احتجاجات معادية في شرق لندن.
90% من المهاجرين رجال في سن القتال

كرّر سياسيون من حزب ريفورم والمحافظين مزاعم أن 90% من طالبي اللجوء رجال في “سن القتال”.
الأرقام الرسمية أظهرت أن النسبة عام 2024 لم تتجاوز 76% من البالغين الذكور، بينما شملت نسبة 2022 الأطفال الذكور أيضًا. الحقيقة أن الرجال عادة هم من يقومون بالرحلة الخطرة عبر القناة، بينما تلتحق النساء والأطفال لاحقًا عبر برامج لمّ الشمل، ما يجعل التوازن أكثر وضوحًا مع الوقت.
المناهضون للعنصرية مجرد مخرّبين يساريين
يحاول بعض المعلقين اليمينيين تصوير المحتجين المناهضين للعنصرية كـ”قوة يسارية متطرفة”، حتى لو لم يكن هناك ما يبرر ذلك.
في أحد المشاهد التي أبرزتها GB News، اعتبرت مراسلة القناة أن ملامسة رأسها بعلم أحد المحتجين يمثل “اعتداءً”، ما يكشف مبالغة واضحة في توصيف الأحداث.
تؤكد منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن هذه الأكاذيب الإعلامية تسهم في زيادة الانقسام المجتمعي وتأجيج الكراهية ضد المهاجرين. وترى المنصة أن المهاجرين جزء من النسيج الاجتماعي البريطاني، وأن مسؤولية وسائل الإعلام والسياسيين تكمن في معالجة جذور الأزمة بموضوعية، بدلًا من نشر التضليل الذي يفاقم الأوضاع.
المصدر: novaramedia
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇