ستارمر يرفض التحقيق مع راشيل ريفز بعد خرقها لقواعد الإيجار البرلمانية
 
                    رفض رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر الدعوات المطالبة بفتح تحقيق بشأن المستشارة راشيل ريفز، بعد أن اعترفت بمخالفتها لقواعد الإيجار عندما أجّرت منزلها العائلي في لندن دون الحصول على الترخيص المطلوب.
وفي رسالة وجهتها إلى رئيس الوزراء، أقرت ريفز بأنها لم تحصل على الترخيص الانتقائي اللازم لتأجير منزلها في منطقة ساوثوورك، وقدمت “اعتذارًا صادقًا” عن “خطأ غير مقصود”. وردّ ستارمر قائلًا إنه سعيد بأن “القضية يمكن اعتبارها منتهية”، مشيرًا إلى أنه استشار مستشاره المستقل للأخلاقيات الذي قرر عدم فتح تحقيق.
اعتذار رسمي وتأكيد على “الخطأ غير المقصود”

(Anadolu Agency)
جاء اعتذار ريفز بعدما تواصلت معها صحيفة ديلي ميل، التي كشفت القصة أولًا، لطلب تعليق حول الواقعة. وكشفت المراسلات المتبادلة بين ريفز ورئيس الوزراء أنهما التقيا مساء اليوم نفسه لمناقشة الموضوع.
وقالت المستشارة في رسالتها: “كان هذا خطأ غير مقصود. وبمجرد علمي به، اتخذنا إجراءات فورية وقدّمنا طلب الترخيص اللازم. أعتذر بصدق عن هذا الخطأ، وأنا مستعدة للإجابة على أي أسئلة بشأنه.”
وأضافت أنها لم تكن على علم بضرورة الحصول على ترخيص لتأجير منزلها بعد انتقالها إلى داونينغ ستريت العام الماضي، مشيرة إلى أن وكيل التأجير أخبرها بأنه سينبهها إذا كانت هناك حاجة لترخيص، لكنه لم يفعل.
موقف رئيس الوزراء والمستشار الأخلاقي
في رده، أكد السير كير ستارمر أن “الجمهور يتوقع أعلى المعايير من المسؤولين”، موضحًا أنه استشار المستشار الأخلاقي المستقل السير لوري ماغنوس، الذي سبق أن أدت توصياته إلى إقالة وزيرين.
وقال ستارمر إن السير لوري رأى أن “التحقيق الإضافي غير ضروري نظرًا للإجراء السريع والاعتذار الواضح الذي قدمته ريفز”.
ورفض متحدث باسم داونينغ ستريت الإفصاح عما إذا كانت ريفز قد انتهكت مدونة السلوك الوزاري، أو ما إذا كانت ستستقيل في حال فرض مجلس البلدية عليها غرامة.
وأوضح المتحدث أن “المدونة تنص على أن الاعتذار قد يكون كافيًا في بعض الحالات، بعد التشاور مع المستشار المستقل”.
تفاصيل الترخيص والغرامات المحتملة

عقب فوز حزب العمال بالانتخابات العامة في يوليو 2024، تم عرض منزل ريفز العائلي في لندن للإيجار مقابل 3,200 باوند شهريًا. ويقع العقار في منطقة تشترط على الملاك الحصول على ترخيص إيجار انتقائي من مجلس ساوثوورك بتكلفة 945 باوند.
ويهدف هذا الترخيص إلى ضمان جودة السكن، ومحاربة الجريمة، وتعزيز الطلب على المساكن. ويحذر موقع المجلس من أن الملاك الذين لا يحصلون على الترخيص اللازم قد يتعرضون للمقاضاة أو الغرامة.
ورغم أن ريفز معروفة بدعمها لهذه الأنظمة، بل ورحبت قبل أسبوعين فقط بقرار مجلس مدينة ليدز توسيع استخدام الترخيص الانتقائي، فإنها الآن تواجه احتمال غرامة غير محدودة في حال قرر المجلس مقاضاتها.
وأوضح مجلس ساوثوورك أنه عند اكتشاف عقار غير مرخص، يُصدر تحذيرًا يمنح المالك 21 يومًا لتقديم الطلب، مضيفًا أن إجراءات التنفيذ والغرامات تُطبق فقط في حال تجاهل التحذير أو في حال وجود مخاطر تتعلق بسلامة العقار. ورفض المجلس التعليق على القضايا الفردية، بينما لم يصدر وكيل التأجير أي رد حتى الآن.
الجدل السياسي وردود الفعل
تأتي القضية في وقت حساس بالنسبة للمستشارة، التي تستعد لتقديم الميزانية الشهر المقبل وسط تكهنات بأن الحكومة قد تنتهك تعهدها الانتخابي بعدم رفع ضريبة الدخل.
وقالت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادنوش: “إنها المستشارة، ويجب أن تكون على دراية بالقوانين. أعتقد أنه يجب فتح تحقيق، وإذا كانت قد خرقت القانون فعلى ستارمر تطبيق مبدئه القائل ’من يخالف القانون لا يشرّع القوانين‘.”
لكن وزيرة الشرطة سارة جونز رفضت المطالبة باستقالة ريفز، قائلة: “لقد ارتكبت خطأ غير مقصود. وبمجرد علمها، أصلحت الموقف، وأبلغت رئيس الوزراء والسلطات البرلمانية، وتصرفت كما ينبغي.”
في المقابل، قال رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني إن ما حدث يعكس “إهمالًا استثنائيًا”، مضيفًا أن حكومة العمال “وعدت بالحفاظ على أعلى معايير السلوك العام، لكننا نشهد العكس”.
أما نائبة زعيمة حزب الديمقراطيين الأحرار ديزي كوبر، فحذرت من أن هذه الواقعة “تهدد بتقويض الثقة في الحكومة وقدرتها على التركيز على المهام العاجلة قبل أسابيع فقط من الميزانية”.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن ما حدث مع المستشارة راشيل ريفز يعكس معضلة متكررة في السياسة البريطانية، حيث تتعهد الحكومات بالشفافية والمساءلة، ثم تقع في أخطاء تمسّ تلك المبادئ ذاتها.
ورغم أن اعتذار ريفز السريع وخطوتها لتصحيح الوضع يعكسان درجة من المسؤولية، فإن تجاهل التحقيق الرسمي قد يُفسَّر لدى الرأي العام كازدواجية في تطبيق المعايير، خاصة وأن الحكومة الحالية بنت جزءًا كبيرًا من مصداقيتها على وعود النزاهة والالتزام بالقانون.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
 

 
									 
                         
                                             
                                             
                                             
                         
                        