ستارمر يدين مظاهرات اليمين المتطرف والتخويف العنصري للأقليات

أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المظاهرات التي قادها اليمين المتطرف في لندن، مؤكدًا أن حكومته “لن تستسلم أبدًا” لمثيري الشغب الذين يوظفون علم إنجلترا لنشر الخوف والعنف، وأنه لن يقبل بترهيب الأقليات على خلفية أصولهم أو لون بشرتهم.
وجاءت تصريحاته بعد أكبر مسيرة قومية منذ عقود، نظّمها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون (ستيفن ياكسلي-لينون) وشهدت حضورًا ضخمًا قُدّر بين 110 آلاف و150 ألف شخص، بينهم الملياردير الأميركي إيلون ماسك الذي أثار جدلًا واسع النطاق بخطاب دعا فيه إلى “العنف” و”تغيير الحكومة فورًا”.
ستارمر: علم إنجلترا رمز للتنوع لا للكراهية
ستارمر نبّه في بيان لصحيفة الغارديان إلى أن “حق التظاهر السلمي قيمة أساسية”، لكنه أكد أن “العنف والمضايقات أمر غير مقبول”، مضيفًا: “بريطانيا بُنيت بفخر على التسامح والتنوع والاحترام. علمنا يمثل وطننا المتنوع، ولن نسمح بأن يتحول إلى رمز للكراهية والانقسام”.
تصريحات ستارمر جاءت بعد دعوات من نواب وجماعات مناهضة للفاشية تحثه على مواجهة خطاب اليمين المتطرف المتصاعد. وأصدر “التجمع البرلماني الأسود” بقيادة النائبة العمالية داون بتلر بيانًا أدان فيه “العنصرية وخطاب الكراهية ضد المهاجرين”، مطالبًا الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة؛ لمواجهة الخطر الذي وصفته الشرطة بأنه “أسرع أشكال التهديد نموًّا في بريطانيا”.
عدد من النواب العماليين عبّروا عن قلقهم من تردد الحكومة، في حين استنكر آخرون عبر وسائل التواصل خطاب ماسك الذي وصفوه بأنه “دعوة صريحة للعنف” ضد الدولة البريطانية. أما زعيم الديمقراطيين الأحرار إد ديفي فقد دعا جميع الأحزاب إلى التنديد بالخطاب الخطير، مؤكدًا أن “بريطانيا يجب أن تقف موحدة في وجه هذه المحاولة لتقويض الديمقراطية”.
مواجهات واعتقالات في لندن
التظاهرات لم تخلُ من العنف؛ إذ أعلنت شرطة العاصمة إصابة 26 ضابطًا واعتقال 24 شخصًا بجرائم شملت الاعتداء والعنف. كما يجري التحقيق مع شخص دعا علنًا إلى “اغتيال كير ستارمر” في مقطع مصوّر انتشر على الإنترنت.
منصة التظاهرة شهدت حضور عدد من وجوه اليمين المتطرف، بينهم تومي روبنسون والسياسي بن حبيب الذي يستعد لتأسيس حزب جديد يُدعى “أدفانس يو كيه”، فيما غاب عن المشهد كل من المستشار الأميركي السابق ستيف بانون والأكاديمي الكندي جوردان بيترسون رغم الإعلان عن مشاركتهما.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن المظاهرات الأخيرة تمثل مؤشرًا خطيرًا على تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في بريطانيا، بما يحمله من خطاب عنصري يهدد السلم المجتمعي ويستهدف الأقليات والمهاجرين.
وتؤكد المنصة أن استخدام رموز وطنية مثل علم إنجلترا لتغطية الكراهية والعنف يشكل خطرًا على هُوية المجتمع البريطاني المتنوع، ما يستوجب موقفًا سياسيًّا وإعلاميًّا حازمًا. وتنبّه المنصة إلى أن حماية قيم التعددية والعدالة والاحترام المتبادل هي السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة المجتمع البريطاني في مواجهة محاولات بث الفرقة والخوف.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇