تحذيرات صارمة للسائقين الجدد في أشهرهم الأولى من القيادة ببريطانيا

أعادت أرقام حديثة النقاش حول ضرورة فرض قيود جديدة على السائقين الجدد في بريطانيا، خاصة في الأشهر الستة الأولى بعد الحصول على رخصة القيادة. الأرقام الصادمة أظهرت أن السائقين قليلي الخبرة يشكّلون خطرًا متزايدًا على الطرق، وسط دعوات لتشديد القوانين لحماية الأرواح وتقليل الحوادث المميتة.
أرقام مقلقة لحوادث السائقين الجدد
أشارت إحصاءات استراتيجية السلامة المرورية في أيرلندا الشمالية إلى أن السائقين في أول عامين بعد اجتياز الاختبار كانوا طرفًا في حوادث أسفرت عن 144 وفاة أو إصابة خطيرة سنويًا بين 2022 و2024.
عام 2024 وحده شهد 69 حالة وفاة على الطرق، بزيادة 2% عن المعدل السابق، بينما ارتفع عدد الإصابات الخطيرة إلى 939، أي بزيادة 25% مقارنة بعام 2022. الفئة العمرية الأكثر تضررًا كانت ما بين 16 و24 عامًا، حيث سُجل 207 قتلى أو مصابين بجروح خطيرة، فيما بلغت حصيلة الأطفال دون الخامسة عشرة 93 حالة، بزيادة لافتة بلغت 31%.
وأوضحت البيانات أن السائقين الجدد خلال أول ستة أشهر من القيادة مثّلوا 35% من إجمالي إصابات حوادث المبتدئين، ما يعكس حجم المخاطر التي يواجهونها ويشكلونها على الآخرين.
دعوات لتطبيق رخصة القيادة التدريجية
أثارت هذه الأرقام أصواتًا متزايدة تطالب بتطبيق نظام “الرخصة التدريجية” (Graduated Driving Licences) الذي يفرض قيودًا مرحلية على السائقين الجدد. كريستال أوين، والدة شاب يبلغ 17 عامًا فقد حياته مع ثلاثة من أصدقائه في حادث عام 2023، قالت إنها لم تكن تعلم أن ابنها كان برفقة سائق مبتدئ يقوده إلى ويلز. قصتها المؤلمة أعادت الجدل حول مسؤولية الدولة في حماية الشباب.
وزارة النقل البريطانية أوضحت أنها لا تفكر حاليًا في اعتماد هذا النظام، لكنها أقرت بأن الشباب هم الأكثر عرضة للحوادث المأساوية، وأكدت أنها تدرس إجراءات بديلة لتعزيز سلامة الطرق. ومع ذلك، يبقى الباب مفتوحًا أمام أيرلندا الشمالية لاعتماد قوانين مختلفة نظرًا لاستقلالها في إدارة شؤون النقل.
الأرقام تضع الحكومة والمجتمع أمام مسؤولية مشتركة: فالتهاون في حماية السائقين الجدد يعني استمرار نزيف الأرواح على الطرق. موقف العرب في بريطانيا واضح: السلامة المرورية يجب أن تتقدّم على أي حسابات سياسية أو إدارية، وفرض قيود مدروسة في الأشهر الأولى من القيادة قد يشكّل فارقًا حاسمًا في إنقاذ مئات الأرواح سنويًا.
المصدر: برمينغهام مايل
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇