تقرير يكشف زيادة مفزعة بقمع التضامن مع فلسطين في مدارس بريطانيا وشركاتها
كشف تقرير جديد أجرته مؤسسة “CAGE International” عن زيادة مقلقة في عدد الحالات التي تنطوي على قمع التعبير عن الدعم والتضامن مع فلسطين في جميع أنحاء بريطانيا.
ولاحظ التقرير زيادة بنسبة 455٪ في عدد حالات قمع التضامن مع فلسطين منذ آخر زيادة سجلت في عام 2021، حيث تعاملت “CAGE” بين شهري أكتوبر وديسمبر 2023 مع 214 حالة قمع ضد المتضامنين مع القضية الفلسطينية، شملت 118 حالة في المدارس، و 35 حالة في مكان العمل، و 35 حالة احتجاج ورفض، و 13 حالة في الجامعات و 13 حالة في المساجد.
ارتفاع حالات قمع التضامن مع فلسطين في بريطانيا
وفقًا لـ “CAGE”، فإن ارتفاع قمع حرية التعبير الداعمة لفلسطين تدل على هجوم منسق وكامل مدفوع من الجهات اليمينية المتطرفة ووسائل الإعلام الرئيسة وبعض السياسيين ومجموعات الضغط. كما أن هذا القمع يمثل اعتداء صريحًا على حرية التعبير بموجب المادة 10 والحق في الخصوصية بموجب المادة 8 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
ويوجز التقرير مختلف التكتيكات العدوانية المستخدمة في قمع التضامن مع فلسطين، بما في ذلك:
– فرض إزالة الرموز أو الملابس الفلسطينية في المدارس وأماكن العمل.
– احتجاز الطلاب في غرف العزل وفرض إيقاف الدراسة والاستبعاد.
– الإجراءات التأديبية ضد الآباء والطلاب.
– التحقيقات الجنائية والإيقاف وإنهاء المهام الفوري في أماكن العمل.
– أخطاء جسيمة في اقتباسات الأئمة في وسائل الإعلام ما أدى إلى تحقيقات لجنة المؤسسات الخيرية.
– إساءة استخدام سلطات مكافحة الإرهاب في الاحتجاجات.
وتشمل النتائج الرئيسة للتقرير ما يلي:
– رد عدواني ومستبد من الحكومة على النشاط المشروع لدعم فلسطين.
– ازدواجية المعايير الصارخة في استجابة الحكومة للصراع الروسي الأوكراني، ما يكشف النفاق في الأماكن العامة والمدارس وأماكن العمل.
– طبيعة الرقابة المعادية للإسلام.
– التأهب لإحالات منع الدعم لفلسطين وقمعها.
– نمط ثابت في التعامل مع القضية الفلسطينية في جميع أنحاء البلاد عبر البلدات والمدن، من نيوكاسل إلى بورتسموث.
وعلى ضوء ذلك، قال العامل الشاب يسار محمد الذي دعم طالبًا فلسطينيًا أُبعِدَ من الفصل لارتدائه قميصًا فلسطينيًا في يوم لا يُفرض فيه الزي المدرسي: كان المجتمع الطلابي بأكمله غاضبًا، ولا ننسى الدعم والنصائح التي تلقيناها من “CAGE”، ما جعل المدرسة تعتذر عن قرارها في النهاية. لقد كان انتصارًا هائلًا لنا.
وأضاف: يجب أن تكون المدارس وأماكن العمل أكثر تسامحًا. ودائمًا ما تُنتهك حقوقنا كمسلمين، لهذا فإننا ببساطة نريد أن نُعامل بإنصاف مثل أي شخص آخر في بريطانيا.
من جهة أخرى، قال ويليام، وهو مدرس خسر وظيفته بسبب تعبيره عن آرائه المؤيدة لفلسطين: يجب أن تتوقف المدارس عن الادعاء بأنها محايدة بينما هي في الواقع متحيزة لإسرائيل. ويجب السماح للموظفين بالتفكير فيما يريدون طالما أن ذلك لا يتجاوز القانون. كما يجب أن نتوقف عن فرض الرقابة على المسلمين.
بينما قالت رشا، وهي أم فلسطينية لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات في مدرسة ابتدائية في شرق لندن، استبعد من الفصل ووضع في الحجز لارتدائه شارة فلسطين على سترته: لقد أصيب طفلنا بصدمة نفسية كبيرة أثرت على نومه وثقته بنفسه، فقد شعر بالكراهية والاستقواء ولم يعد يثق بمعلميه الذين كان ينبغي عليهم أن يكونوا متفهمين ورحيمين. لقد فقدنا بعض أقاربنا في غزة، ولم نتوقع أن نحزن أيضًا لما حدث مع طفلنا بسبب معلميه.
وأضافت: من المؤسف حقًّا أن ندرك في النهاية أن المدارس لم تعد مساحة آمنة لأطفالنا أو أي شخص يدعم فلسطين رغم مزاعم التنوع والديموقراطية في بريطانيا. لهذا يجب على مدير المدرسة أن يستقيل، كما على المدرسة العمل على إعادة بناء الثقة وسط طلابها.
وأشار أنس مصطفى، رئيس المناصرة العامة في “CAGE International” إلى أن القمع الذي يواجهه المتضامنون مع فلسطين في بريطانيا ما هو إلا انعكاس لكراهية الإسلام والعنصرية والتمييز ضد الفلسطينيين بين السلطة والمجتمع. وقال إنه يشهد مستويات عالية من قمع التضامن مع ما يحدث في فلسطين، حيث يتصرف أصحاب العمل والمعلمون والشرطة بتحيز وتعصب غير عقلاني.
وأوضح ذلك قائلًا: لقد أدت البيئة المعادية التي خلقتها الحكومة إلى تحفيز العقوبات القاسية التي تفرضها الشرطة والمدارس والجامعات والحكومة المركزية والمحلية، وكذلك أصحاب العمل. ومن خلال دعمنا، تمكنا من حل معظم القضايا التي طرحت علينا ونجحنا في إلغاء العقوبات المفروضة وحتى الحصول على اعتذارات.
المصدر: 5Pillars
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇