زهاء مليوني دولار لفلسطين بأمسية فنية تضامنية في ويمبلي

شهدت قاعة OVO Arena Wembley في العاصمة البريطانية لندن، مساء الأربعاء 17 سبتمبر 2025، أمسية فنية تضامنية كبرى تحت شعار “Together for Palestine”، شارك فيها عدد كبير من الفنانين العالميين والوجوه الثقافية والإعلامية المعروفة، بحضور جماهيري ناهز 12 ألف شخص.
وبحسب المنظمين، فقد نجحت الفعالية في جمع نحو 1.5 مليون باوند من عائدات التذاكر والتبرعات المباشرة ومبيعات المنتجات الرسمية، خُصصت لدعم الإغاثة الإنسانية في غزة.
ضمّت الأمسية برنامجًا موسيقيًّا وغنائيًّا متنوعًا شارك فيه 69 فنانًا ومتحدثًا وناشطًا، من أبرزهم: Damon Albarn، Bastille، PinkPantheress، Hot Chip، James Blake، Jamie XX، إلى جانب نخبة من النجوم العالميين مثل Benedict Cumberbatch، Florence Pugh، Guy Pearce، Ramy Youssef، وEric Cantona، إضافة إلى وجوه إعلامية مثل مقدمة برنامج “Love Island” لورا ويتمر واليوتيوبر أميليا ديمولدنبرغ.
وشهدت المنصة حضورًا فلسطينيًّا لافتًا من خلال مشاركة عازف العود عدنان جبران، وفنان الراب الأردني-الفلسطيني الفرعي، والمغنية نائلة برغوثي، فضلًا عن عرض موسيقي مبهر لعازف البيانو فرج سليمان الذي أدهش الجمهور بمقطوعات حية رافقته فيها فرقة جاز–بروغ قوية، وكذلك فقرات موسيقية لمطربين مثل إليانا ولانا لوباني، وجوقة London Community Gospel Choir وTrans Voices.
وإلى جانب الفقرات الفنية، شهدت الأمسية كلمات مؤثرة ومداخلات من شخصيات عامة بارزة بينها الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة، المقررة الأممية السابقة فرانشيسكا ألبانيزي، والإعلامي مِهدي حسن، فضلًا عن حضور ممثلين عالميين مثل بينديكت كامبرباتش وفلورنس بيو وريز أحمد.
من الكواليس إلى المسرح
رغم محاولة مجموعة صغيرة من المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل رفع أعلامهم خارج القاعة قبل بدء الحفل، فإن الشرطة فرّقتهم بسهولة واستمر دخول الجماهير التي كانت تلوّح بالأعلام الفلسطينية وتقرع الطبول في أجواء احتفالية.
في الداخل، لم يكن الجو ثوريًا بقدر ما كان احتفاليًا. أبرز اللحظات جاءت مع الشاعر والممثل أمير حليحل وبنديكت كامبرباتش اللذين قرآ مختارات من قصائد محمود درويش، فيما خطفت الصحفية الفلسطينية يارة عيد الأضواء بكلمة حماسية عن استشهاد أكثر من 270 صحفيًا في غزة، وسط تصفيق صاخب من الجمهور.
ومن المفارقات أن الممثل الأميركي ريتشارد غير خرج عن نص كلمته المعدّة عن أطباء غزة ليلقي خطابًا مرتجلًا عن “قافلة الحب والرحمة والرقص”، ما أربك القائمين على التلقين الآلي.
حضور جماهيري وتبرعات قياسية
بيعت جميع تذاكر الحفل خلال ساعتين فقط، وجُمعت عبر مبيعات التذاكر والتبرعات المباشرة أكثر من 1.5 مليون جنيه إسترليني (نحو 1.9 مليون دولار أميركي) حتى الساعة العاشرة مساءً، إضافة إلى إيرادات ضخمة من مبيعات القمصان والحقائب التي صممها نجوم عالميون مثل Bella Freud وKatherine Hamnett وPriya Ahluwalia، ما جعل الفعالية واحدة من أكثر حملات جمع التبرعات فاعلية لصالح غزة هذا العام.
أصداء ثقافية وسياسية
وصف مراقبون الحفل بأنه يذكّر بمهرجانات الثمانينيات المناهضة للفصل العنصري مثل Jobs for a Change وFestival for Freedom، حيث يجتمع الفن والموسيقى مع الموقف الأخلاقي والسياسي. لكن الأمسية حملت أيضًا طابعًا معاصرًا يعكس روح التضامن العالمي مع غزة وتراجع “جدار الخوف” الذي كان يحيط بالنقاش حول فلسطين في الأوساط الثقافية الغربية.
وبحسب المعلقين، فإن الحفل أثبت أن القضية الفلسطينية لم تعد محصورة في الخطاب السياسي وحده، بل أصبحت حاضرة بقوة في الفضاء الثقافي والإبداعي العالمي، وأن الفنانين والمبدعين باتوا شركاء في كسر الصمت حول ما يجري في غزة.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇