حزب ريفورم يحصد أول مقعد برلماني في إسكتلندا بعد انشقاق نائب محافظ
في خطوة سياسية لافتة قد تعيد خلط الأوراق في المشهد الحزبي الإسكتلندي، أعلن النائب المحافظ غراهام سمبسون انشقاقه عن حزب المحافظين وانضمامه إلى حزب ريفورم بزعامة نايجل فاراج، ليصبح بذلك أول نائب في البرلمان الإسكتلندي يمثل الحزب الشعبوي اليميني. الانشقاق، الذي وُصف بأنه نتيجة “مخاض داخلي طويل”، يعكس تصاعد جاذبية ريفورم في ظل تراجع ثقة الناخبين بالأحزاب التقليدية.
سمبسون: “قرار مؤلم بعد مسيرة طويلة”

سمبسون، الذي انتُخب أول مرة لبرلمان هوليرود عام 2016 وكان من الوجوه البارزة في صفوف المحافظين، صرّح في مؤتمر صحفي إلى جانب فاراج بمدينة ويست لوثيان أنّ الانسحاب من الحزب الذي انضم إليه وهو في سن الخامسة عشرة كان “مؤلمًا للغاية”، لكنه جاء بعد “الكثير من البحث والتفكير”. وأكد أنّه سيواصل مهامه نائبًا عن منطقة وسط إسكتلندا عبر القائمة الإقليمية، دون التخلي عن مقعده. وأضاف: “كثير من المواطنين يشعرون بخيبة أمل وإهمال، كأن النظام يعمل ضدهم، والأحزاب التقليدية لم تعد تعنيهم. هناك فرصة حقيقية لبناء بديل جديد في إسكتلندا”.
فاراج يعدّ العدة لانتخابات هوليرود

من جانبه، أعلن فاراج أنّ حزب ريفورم سيُعيّن زعيمًا له في إسكتلندا قبل انتخابات البرلمان العام المقبل، في تراجع عن تصريحات سابقة لنائبه ريتشارد تايس الذي رأى أن اختيار القيادة يجب أن يتم بعد الانتخابات لتفادي الخلافات الداخلية. وأوضح فاراج أنّ الهدف هو أن يقود الحزب كتلة برلمانية بزعامة واضحة، مع إمكانية أن يكون زعيمها مرشحًا لمنصب الوزير الأول.
سمبسون، الذي دعم العام الماضي المرشح مرودو فريزر في سباق زعامة المحافظين خلفًا لدوجلاس روس، اعتبر أن انضمامه إلى ريفورم يمكن أن يساهم في إنهاء حكم الحزب القومي الإسكتلندي (SNP) المستمر منذ 19 عامًا، مشيرًا إلى نيته المساعدة في صياغة سياسات تتجاوز الملفات التقليدية للحزب مثل الهجرة وقضية الحياد الكربوني.
المشهد السياسي على المحك

انشقاق سمبسون يضع حزب المحافظين في موقع حرج، ويمنح فاراج ورقة قوية لتعزيز حضوره في إسكتلندا، خاصة في ظل التراجع الملحوظ لشعبية الأحزاب الكبرى. وبالرغم من أنّ ريفورم ما زال حزبًا ناشئًا في الساحة الإسكتلندية، إلا أنّ هذه الخطوة قد تفتح أمامه أبوابًا أوسع في الاستحقاقات المقبلة.
يأتي هذا الانشقاق ليؤكد أنّ الساحة السياسية في بريطانيا تشهد إعادة تشكّل على وقع الأزمات الداخلية وتنامي التيارات الشعبوية. بالنسبة إلى “العرب في بريطانيا”، فإنّ التحاق نائب محافظ بحزب ريفورم لا يعبّر فقط عن أزمة المحافظين، بل يعكس أيضًا قلقًا أعمق من تآكل الثقة بالمؤسسات الحزبية التقليدية. هذا التحوّل يستدعي قراءة نقدية متأنية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسكتلندية التي قد تحمل مفاجآت تتجاوز حدود حزب واحد إلى صورة جديدة للسياسة في المملكة المتحدة.
المصدر: إكسبريس اند ستار
إقرأ أيّضا
أبرز عناوين الصحف البريطانية ليوم الخميس 28 أغسطس 2025
أسطول عمر المختار يستعد لكسر الحصار عن غزة في سبتمبر
أكثر من 100 مجموعة تستعد لإغلاق أكبر معرض أسلحة في بريطانيا.. بعضها استُخدم لقصف غزة
الرابط المختصر هنا ⬇
