إضرابات وانتخابات ومشاكل عصية تنتظر ريشي سوناك في 2023
بعد أفول شمس أكثر السنوات اضطرابًا في بريطانيا من الناحية السياسية على مدى عقود، كان رئيس الوزراء واثقًا بنجاحه في تهدئة نواب الحزب الحاكم، وبحسَب وصف أحد كبار مساعديه فقد نجح في “إعادة الحكومة المُمِلة!”، ولكن ماذا ينتظر ريشي سوناك في 2023؟!
سعى سوناك إلى طرح بعض التشريعات المثيرة للجدل، وكان وراء تحولات سريعة، وتمكن من إشباع رغبات حزب متعطش لتنحيته دون شك. ولكن من غير المرجح أن تستمر هذه العلاقات السلسلة مع النواب، في ظل وجود تحديات كبيرة تنتظر رئيس الوزراء هذا العام.
شبح الإضرابات يطارد ريشي سوناك في 2023
وعد سوناك بوضع تشريع “صارم”؛ لتضييق الخناق على الإضرابات المتصاعدة في البلاد، وذلك بتحديد الحد الأدنى من مستويات الخدمة، وهي خطة تستهدف بصفة خاصة تغطية خدمات السكك الحديدية، وستشمل الآن هيئة الخدمات الصحية (NHS).
ومن المرجح أن يدعم معظم نواب حزب المحافظين هذه الخطوة، ولكنها ستؤدي حتمًا إلى الفوضى في البرلمان، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية الساحقة من الجمهور تدعم إضراب موظفي الصحة، وتحمِّل الحكومة مسؤولية الإضرابات الأخيرة بسبب الأجور وشروط العمل.
وعلى ضوء ذلك بدأت تظهر الانقسامات داخل الحزب الحاكم أيضًا، حيث يحث العديد من الوزراء السابقين الوزراء الحاليين على التفاوض بشأن تسويات الأجور لإنهاء إضراب (NHS). وقد يُمهِّد رفض التفاوض مع النقابات العمالية الطريق لمزيد من الإضرابات، ما يرجِّح كفة المعارضة بقيادة كير ستارمر في انتقاد “بريطانيا المنهارة” بين الناخبين. وفي الوقت نفسه، فإن رفض نقابة (GMB) المشاركة في تقييم هيئة مراجعة الأجور المستقلة لرفع الأجور الموصى به العام المقبل قد يدفع النظام برمته إلى الفوضى.
ريشي سوناك في 2023: الانتخابات المحلية
يواجه سوناك تحديًا حقيقيًّا في المستقبل القريب، وهو الانتخابات المحلية المقبلة في الربيع. ويتوقع كبار نواب المحافظين في الحكومة المحلية هزيمة ستمثل علامة فارقة في تاريخ الحزب الحاكم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن آخر مرة فاز فيها الحزب بأكبر عدد من المقاعد كانت في مايو 2019. بعد ذلك، كانت تيريزا ماي تعيش أشهرها الأخيرة في منصب رئاسة الوزراء، وخسر حزب المحافظين آنذاك نحو 1300 مقعد.
وعلى الرغم من تراجع مستوى حزب المحافظين على الساحة السياسية، فلا يزال يحظى بنسبة تصويت تبلغ 20 في المئة تقريبًا. ولم ينجح حزب العمال في الحصول على أكثر من 50 في المئة من الأصوات لشهر، ولكن من المرجح أن يزداد شعور الحزب الحاكم بالقلق من “انصراف الناس عنه في منتصف الطريق” وبصفة خاصة هذا العام؛ نظرًا إلى تزايد الضغوط على الخدمات العامة والمجالس المحلية على خلفية الضرائب التي سجلت أعلى مستوياتها منذ عقود.
ريشي سوناك في 2023: تداعيات التحقيق مع دومينيك راب
وفي محاولة لإعادة المصداقية إلى حزب المحافظين، وعد سوناك في خطابه الأول في داونينج ستريت بقيادة حكومة “النزاهة والاحترافية والمساءلة على جميع المستويات”، فأُجبِر على إقالة جافين ويليامسون عقب أسابيع فقط من تعيينه في مكتب مجلس الوزراء؛ بسبب مزاعم التنمر/الاستقواء، ولكنه أعاد تعيين سوالا برافرمان وزيرة للداخلية على الرغم من انتهاكها القانون الوزاري.
وتكمن المشكلة التالية فيما يخص المعايير مع النائب دومينيك راب، حيث بدأت التحقيقات بأمر من محقق مستقل، يبحث في مزاعم الاستقواء، وهو ما ينفيه راب. وتراكمت المزاعم مع نحو ثماني شكاوى رسمية بشأن سلوك وزير العدل في ثلاث وزارات، فإما أن يضطر سوناك إلى إقالة حليف وثيق ويواجه مرة أخرى أسئلة عن قرار تعيين راب، وإما أن يقف إلى جانب نائبه ويخاطر بتسريبات أكثر ضررًا بشأن سلوك راب.
ريشي سوناك في 2023: تغييرات في قطاع التعليم
عاد نيك جيب إلى رئاسة وزارة التعليم مجددًا في أول تعديل وزاري لسوناك. ويخشى عدد من كبار حزب المحافظين القلقين بشأن نظام الامتحانات من أن عودة جيب ستوقف خططهم لدفع التغييرات المقترحة إلى أجندة سوناك. ومن المتوقع أن يطلق المحافظون المعتدلون الذين أيدوا سابقًا إلغاء 6 امتحانات في العام عددًا من الحملات هذا العام، ما يضغط على سوناك ووزيرة الدولة -جيليان كيجان- للنظر في إلغاء الامتحانات، أو جعلها أقل رسمية للقبول في المدرسة الثانوية.
ريشي سوناك في 2023: أزمة الهجرة
حل أزمة عبور القنال مقابل الفوز بالانتخابات، هذا ما أدركه سوناك الذي تلقى تحذيرات وتوصيات بشأن قضية المهاجرين غير الشرعيين منذ تقلده رئاسة الوزراء. ومع سعي ستارمر للظهور بصرامة شديدة في معالجة الأزمة، يواجه رئيس الوزراء ضغوطًا متزايدة؛ ليتمكن من تجاوز خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا أمام النواب اليمينيين، ولا سيما أن سوناك أثناء السباق على خلافة بوريس جونسون لم يكن لديه أدنى فكرة لحل الأزمة.
ضغوط أخرى من بوريس جونسون وبريتي باتيل تُلقى على عاتق سوناك لمغادرة الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان؛ بهدف ضمان استمرار مخطط رواندا، ولكن من المرجح أن لا يُصوَّت على ذلك في مجلس العموم.
ريشي سوناك في 2023: دعم فواتير الطاقة
تعهد سوناك ووزير الخزانة جيريمي هانت بمساعدة الأسر الفقيرة مع ارتفاع التضخم وفواتير الطاقة. وبينما ستتلقى الأسر دعمًا للفواتير حتى إبريل 2024، لم يقرر كلاهما كيفية دعم الشركات الصغيرة، حيث لم يذكر أي دعم لهذه الشركات بعد إبريل 2023. وقال عدد من النواب المحافظين في الدوائر التي دعمت حزب العمال تاريخيًّا (red wall): إن الشركات في دوائرهم الانتخابية ستُفلس أو ستضطر إلى الإغلاق إذا لم تحصل على دعم مضمون. هذا وقد دافع سوناك عن المسؤولية المالية في الميزانية الأخيرة متفاديًا الإفراط في الإنفاق. ولكن حتى لو قدم الدعم، فلا يمكن أن يكون أكثر سخاء مما هو عليه الآن، ما يعني خسارة محتملة لعدد من المقاعد التي سيرغب في الاحتفاظ بها في الانتخابات المقبلة.
اقرأ أيضًا:
أبرز النقاط في خطة ريشي سوناك لوقف الهجرة غير الشرعية
حكومة ريشي سوناك تتعهد بتقديم 16 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني
اسكتلندا تقر تشريعا يسهل إجراءات تغيير الجنس قانونيا.. وحكومة سوناك تهدد بنقضه
الرابط المختصر هنا ⬇