روانديون في بريطانيا: كيف لسوناك الادعاء بأن رواندا بلد آمن؟!
تعيش جالية الروانديين في بريطانيا حالة من الصدمة والقلق بعد تلقيهم تحذيرات من الشرطة بشأن محاولات اغتيال من قبل عملاء دولة إفريقية. ويثير إصرار ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، على تصنيف رواندا كبلد آمن، جدلًا واسعًا بين الروانديين في بريطانيا.
كما أن الرئيس والحارس الشخصي السابق لبول كاغامي والمعارض السياسي الرئيس يعدون من بين ثمانية أشخاص على الأقل تلقوا تحذيرات بشأن “تهديدات وشيكة” على حياتهم من قِبل الحكومة في كيغالي. ويأتي هذا في سياق مشروع قانون رواندا الذي قدمه رئيس الوزراء الأسبوع الماضي والذي يمهد الطريق لترحيل اللاجئين في المملكة المتحدة دون إعطائهم حق العودة.
واتُّهمت حكومة كاغامي بالتورط في عمليات قتل واختطاف خارج الحدود الإقليمية، ما يثير مخاوف اللاجئين بشأن سلامتهم في حال عودتهم إلى رواندا. وفي هذا السياق، يتناقض ادعاء سوناك بأن رواندا بلد آمن مع قرار المحكمة العليا في نوفمبر الماضي.
روانديون في بريطانيا: كيف لسوناك الادعاء بأن رواندا بلد آمن؟!
ويقيم جوناثان موسونيرا، النقيب السابق في الجيش الرواندي ومعارض سياسي للرئيس كاغامي، في لندن مع عائلته، ويخضع لإجراءات أمنية مشددة بعد تلقيه تحذيرًا من شرطة العاصمة بشأن محاولة اغتيال. حيث فر موسونيرا من بلاده في عام 2000، بعد تعرضه لتعذيب بواسطة الصدمات الكهربائية بسبب رفضه المشاركة في القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في عام 2011، تلقى تحذيرًا يفيد بأن هناك قتلة يلاحقونه، ما دفع العائلة إلى تغيير هوياتها وتكثيف إجراءات الأمان. وفي تصريح له، أكد أنه يرغب في مشاركة صورته عبر وسائل الإعلام لتوضيح أنه لم تخفه التهديدات المزعومة.
قال موسونيرا بشكل مستنكر: “لا يمكنني تصديق أن المملكة المتحدة تعتبر الآن رواندا آمنة. هذا يضعني وعائلتي في وضع مقلق، فأنا الآن أكثر عرضة للتهديد”.
تهديد حياة الناشطين الروانديين
وأضاف موسونيرا: “كيف يمكنني الآن أن أشعر بالأمان وأنا أعتمد على حماية الشرطة، خاصةً على ضوء الحقائق الواضحة بشأن النظام الرواندي القمعي والقاسي؟ والمملكة المتحدة تعلم بوحشية حكومة كاغامي، لكنها تتنازل عن هذه المعلومات لتبرير سياستها تجاه المهاجرين”.
كما أن نوبل مارارا، الحارس الشخصي السابق لكاجامي، والذي اضطر إلى الفرار إلى المملكة المتحدة في عام 2000 بعد اتهامه بالتجسس، تلقى تحذيرات في عامي 2011 و2018 بشأن تهديدات باغتياله من قبل الحكومة الرواندية.
ويتساءل مارارا “كيف أصبحت رواندا آمنة فجأة؟”، معبرًا عن توتره بسبب عدم وجود توضيح بشأن هذا القرار.
الحكومة البريطانية تؤكد أمان رواندا
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقعت المملكة المتحدة ورواندا اتفاقًا ينص على عدم إعادة طالبي اللجوء إلى بلدانهم الأصلية، وهو ما أثار مخاوف مرتبطة بقرارات المحكمة العليا.
ومنذ ذلك الحين، كشفت التقارير أن المملكة المتحدة قد التزمت بدفع 290 مليون باوند لصفقة ترحيل اللاجئين حتى عام 2024.
وفي أكتوبر، قدم تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش تفاصيل بشأن حملة مزعومة من عمليات القتل والاختطاف والترهيب خارج الحدود الإقليمية، إلى جانب الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري داخل رواندا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية أن رواندا تُعَدُّ بلدًا آمنًا وملتزمة بدعم اللاجئين، مشيرًا إلى استعدادها لنقل الأفراد ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
15°C
