كيف أدى بريكست إلى رفع متوسط الأعمار في لندن؟
كشفت دراسة جديدة عن ارتفاع متوسط الأعمار في العاصمة لندن، في وقتٍ تسجّل فيه مدن أخرى في المملكة المتحدة تدفقاً متزايداً للمهاجرين الشبابا القادمين من خارج البلاد منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
ووفقاً لدراسة صادرة عن مركز الأبحاث البريطاني “مؤسسة ريزوليوشن”، ارتفع متوسط عمر سكان لندن من 33.8 عاماً في عام 2011 إلى 35.8 في عام 2023، مقارنةً بالمدن الكبرى الأخرى في المملكة المتحدة، التي انخفض متوسط عمر سكانها خلال نفس الفترة.
كيف تغيّر متوسط الأعمار بعد بريكست؟
فقد انخفض متوسط الأعمار في مدن مثل بريستول ونيوكاسل وكارديف ونوتنغهام، فيما انخفض متوسط أعمار سكان مدينة سالفورد بمعدل ثلاث سنوات منذ عام 2001.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الهجرة الدولية بعد بريكست لعبت دوراً مهماً في هذه التغيّرات، إذ ارتفع صافي أعداد الشباب الوافدين إلى المدن الكبرى خارج لندن، بينما ظل صافي الهجرة إلى العاصمة مستقراً نسبياً.
وعلى صعيد آخر، فإن معدلات الوالدة في لندن تشهد انخفاضًا بمعدل أسرع من باقي أنحاء البلاد، الأمر الذي أضاف حوالي “ستة أشهر” إلى متوسط أعمار سكان العاصمة خلال السنوات الأخيرة.
وفي هذا الصدد قال ناي كومناتي، كبير الاقتصاديين في مؤسسة ريزوليوشن: “تشهد بريطانيا ارتفاعًأ في متوسط الأعمار بشكلٍ عام، لكن هذه الارتفاع ليس بوتيرة موحّدة؛ إذ يستمر ارتفاع معدل أعمار السكان في السواحل والمناطق الريفية، التي كانت تشهد في الأصل أعلى معدلات الأعمار”.
وأضاف: “في حين أن العديد من المدن الكبرى في وسط وشمال إنجلترا تشهد انخفاضًا في معدل الأعمار.”
وأضاف: “لكن العاصمة لندن تخالف هذا الاتجاه بسبب تغيّر أنماط الهجرة منذ بريكست وانخفاض معدلات المواليد معاً.”
تأثيرات واسعة على الخدمات العامة
وأشارت الدراسة إلى أن استمرار هذه التحولات الديموغرافية قد يترك تأثيرات بعيدة المدى على الخدمات العامة، وخصوصاً في مجالات التعليم والرعاية الصحية.
ويرى باحثون أن الحكومة البريطانية مطالبة بالنظر في العواقب طويلة الأمد لهذه التغيّرات، خصوصاً مع تزايد أعداد السكان الأكبر سناً في لندن، وتوجّه الشباب إلى مناطق أخرى خارج العاصمة.
هذا وارتفعت أعداد المهاجرين الشباب القادمين إلى المدن الكبرى خارج لندن، من 6000 شاب سنوياً (بين عامي 2002 و2018) إلى 15000 شاب سنوياً (بين 2019 و2023).
ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى توافد المزيد من الطلاب والعمال من خارج الاتحاد الأوروبي، مثل الهنود والنيجيريين، ممن جاؤوا إلى بريطانيا بغرض اللعمل والدراسة.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇