رغم التضييق… مسيرة وطنية كبرى في لندن يوم السبت دعمًا لفلسطين
أعلن تحالف فلسطين في بريطانيا، الذي يضم منظمات بارزة مثل حملة التضامن مع فلسطين، والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وأصدقاء الأقصى، وتحالف أوقفوا الحرب، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وحملة نزع السلاح النووي، عن عزمه المضي قدمًا في تنظيم مسيرته الكبرى في لندن يوم السبت 18 يناير 2025، متحدياً القيود التي فرضتها شرطة العاصمة.
وكانت الشرطة قد طالبت بتحويل نقطة انطلاق المسيرة من أمام مبنى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في شارع بورتلاند بليس إلى ساحة راسل، مبررة ذلك بمخاوف تتعلق بقرب المسار من الكنيس المركزي في شارع غريت بورتلاند وتأثيره على صلاة السبت.
إلا أن التحالف رفض محاولات التقييد، مؤكدًا أن الترتيبات كانت معروفة ومتفقًا عليها منذ شهرين. وأضاف في بيانه أن هذه القيود “تعد انتهاكًا صريحًا للحق الديمقراطي في الاحتجاج، ومحاولة مكشوفة لحماية هيئة الإذاعة البريطانية من المساءلة العامة”.
وبناءً على ذلك، دعا التحالف أنصاره إلى التجمع في شارع وايتهول عند الساعة 12 ظهرًا كما كان مخططًا، مع التأكيد على الالتزام بالسلمية والهدف الرمزي للمسيرة، الذي يتمثل في إحياء ذكرى ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. كما حث المشاركين على إحضار الزهور أو ألعاب الأطفال أو الأحذية كرسالة تضامنية مع ضحايا الإبادة الجماعية في غزة.
قيود قمعية
بدأ الجدل حين وافقت الشرطة في نوفمبر الماضي على مسار المسيرة المقترح من قبل التحالف، قبل أن تتراجع عن قرارها استجابة لضغوط سياسية من نواب وشخصيات مؤيدة لإسرائيل. وأشارت تقارير إلى أن الحاخام الأكبر في بريطانيا إفرايم ميرفيس، إلى جانب مجموعات مؤيدة لإسرائيل، ضغطوا على مفوض شرطة العاصمة لإعادة النظر في المسار.
وفي بيان شديد اللهجة، رفض التحالف هذه التغييرات، مشيرًا إلى أن الشرطة “فرضت شروطًا قمعية استجابة لنصائح من منظمات مؤيدة لإسرائيل”. وأضاف البيان: “نحن من نقرر أين نحتج، وليس المنظمات المؤيدة لإسرائيل”. كما أوضح التحالف أن الكنيس الذي أثيرت المخاوف بشأنه يبعد أكثر من 100 متر عن المسار الأصلي، ولم تسجل أي حوادث تهدد أماكن العبادة اليهودية خلال المسيرات السابقة.
تأييد شعبي ودعوات للعدالة
حظيت المسيرة بتأييد واسع من مختلف الشرائح المجتمعية والسياسية في بريطانيا، حيث وقع أكثر من 100 شخصية بارزة، من أعضاء برلمان وقادة نقابات وأكاديميين وصحفيين وفنانين، على بيان مشترك يدين الإجراءات التي اتخذتها الشرطة. واعتبر البيان هذه القيود “محاولة غير مبررة لقمع أصوات التضامن مع فلسطين وكبح حق الاحتجاج السلمي”.
وفي مقابلة مع ميدل إيست آي، قال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، إن التحالف اقترح مسارًا بديلاً يبدأ من وايتهول وينتهي أمام (BBC)، إلا أن الشرطة رفضت ذلك. وذكر أن الشرطة اقترحت عليهم تنظيم احتجاج صغير أمام (BBC) يوم الجمعة وتوثيقه بالفيديو لعرضه على الجمهور في يوم المسيرة، وهو ما اعتبره جمال “اقتراحًا سخيفًا ولا يحترم حق الاحتجاج”.
هذا ووقع نحو ألف يهودي بريطاني، من بينهم شخصيات قانونية وثقافية وناجون من المحرقة، على خطاب مفتوح يدين قرار الشرطة. وجاء في الخطاب أن هذه الخطوات تمثل “محاولة لافتعال تهديد غير موجود لتقييد الحريات السياسية”. ووصف الموقعون القرار بأنه “تعدٍ على الحقوق الديمقراطية الأساسية”.
يتوقع أن تشهد مسيرة السبت مشاركة واسعة تجعلها واحدة من أبرز الفعاليات الداعمة للقضية الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما أنها الأولى في عام 2025 والأولى من نوعها بعد إعلان قرار الهدنة.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
10°C
