لماذا ما تزال بريطانيا متخلفة عن الركب في رعاية مرضى السرطان؟
على الرغم من أنّ بريطانيا تمتلك مجموعة من الباحثين الرائدين عالميًّا، إلا أنّ مستواها يتراجع في قائمة رعاية مرضى السرطان.
كشفت بيانات هيئة الصحة الوطنية (NHS Digital) عام 2020، أنّ هناك 38,421 حالة سرطان شُخصت بدرجة أقل من عام 2019، حيث لم يستكملوا الفحوصات أو يتلقوا المساعدة.
وشكلت فترة الوباء وتزايد حالات الإصابة بكوفيد-19 ضغطًا على المراكز الصحية، إلى جانب المشاكل الهيكلية والتنظيمية التي تعود لعقد من الزمن.
رعاية مرضى السرطان
في عام 2019، حلت المملكة المتحدة بالمرتبة 33 من أصل 41 دولة في ارتفاع وفيات مرضى السرطان، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
وأظهرت البيانات أنّ معدل بقاء مرضى سرطان الرئة على قيد الحياة لمدة عام بلغ 39 في المئة في إنجلترا خلال الفترة من 2010 إلى 2014.
وقالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، إنّ الحكومة يجب أن تحسن رعاية مرضى السرطان على وجه السرعة.
وتابعت أنّ هناك مشاكل كبيرة تواجه مرضى السرطان في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إضافة للأزمات التي لم تعالجها الحكومات المتعاقبة، حسبما قالت.
تأخيرات قاتلة في العلاج
من المفترض أن يتلقى مرضى السرطان العلاج في غضون شهرين من التشخيص، وحددت هيئة الصحة الوطنية (NHS) أنّ 85 في المئة من المرضى على الأقل يجب يتلقوا العلاج خلال هذا الإطار الزمنيّ.
لكن آخر مرة تمّ فيها تحقيق هذا الهدف كان خلال عام 2014، أمّا الآن يُعالج 62 في المئة فقط من المرضى قبل الموعد النهائيّ المحدد بشهرين.
التأخر في التشخيص
كشفت البيانات أنّ ما يقرب من 300 ألف مريض سرطان ينتظرون التشخيص -سواء بالأشعة المقطعيّة أو بالرنين المغناطيسيّ- أكثر من ستة أسابيع في إنجلترا، وهو ما يُعدّ أكثر بعشرة أضعاف من ثلاث سنوات مضت.
تهدف هيئة الصحة الوطنية بإنجلترا (NHS England) إلى التشخيص المبكر لـ 75 في المئة من مرضى السرطان خلال مراحله الأولى والثانية.
إلا أنّ الجائحة قد أثرت سلبًا، إذ انخفضت معدلات التشخيص المبكر للسرطان من 56 في المئة إلى 48 في المئة.
تراجع التكنولوجيا ونقص الموظفين
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وجد تقرير لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أنّ هناك نقصًا كبيرًا في أخصائي الأشعة.
كما نشرت كاثرين هاليداي، رئيسة الكلية الملكية لأخصائي الأشعة في نوتنغهام، تقريرًا طبيًا في عام 2020، سلط الضوء على قدم المعدات الطبية في المملكة المتحدة.
أشار التقرير إلى أنّ متوسط عمر الماسح الضوئيّ المقطعيّ كان ست سنوات، في حين إنّ أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسيّ غالبًا ما كانت أقدم من سبع سنوات وبعض أجهزة الأشعة السينية كان عمرها أكثر من عقد من الزمان.
وقالت هاليداي إنّ عدم الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة كان سببًا رئيسًا في أزمة رعاية مرضى السرطان، وأضافت أنّ البنية التحتية التكنولوجية الأساسية ضعيفة، ومع وجود أنظمة متعددة يصبح الأمر صعبًا للغاية.
اقرأ أيضًا:
عشرات المرضى في بريطانيا ينتظرون أكثر من ثلاث سنوات من أجل جراحة روتينية
أماني لياقت ملهمة منصات التواصل في مكافحة السرطان تفارق الحياة
أطباء بريطانيون مستاؤون لتأخير عمليات جراحية بسبب المرضى غير الملقحين
الرابط المختصر هنا ⬇