رسوم الازدحام في بريطانيا.. تغييرات مثيرة للجدل تطال آلاف السائقين

يدرس عمدة لندن صادق خان مقترحات جديدة لتعديل رسوم الازدحام في وسط العاصمة، تشمل إلغاء الإعفاء الكامل الممنوح للسيارات الكهربائية ورفع قيمة التعرفة اليومية، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين السائقين والجمعيات والهيئات الاقتصادية.
تفاصيل المقترح الجديد
وبحسب هيئة النقل في لندن (TfL)، تنص الخطة الجديدة على:
- رفع الرسوم اليومية من 15 إلى 18 باوند اعتبارًا من مطلع العام المقبل، على أن ترتفع الغرامة إلى 21 باوند عند التأخر عن السداد.
- إلغاء الإعفاء الكامل للمركبات الكهربائية، واستبداله بخصومات محدودة: 25% للسيارات الكهربائية (13.50 باوند للرحلة)، و50% للشاحنات الخفيفة الكهربائية (9 باوند).
- استمرار هذه الخصومات حتى عام 2030، قبل أن تُخفّض تدريجيًا إلى 12.5% للسيارات و25% للشاحنات.
- منح سكان المنطقة الخاضعة للرسوم خصمًا بنسبة 90%، لكن فقط لمن يمتلكون سيارات كهربائية.
وتتوقع الهيئة أن تحقق هذه التعديلات أرباحًا تصل إلى 75 مليون باوند في السنة المالية الأولى من التطبيق (أبريل 2026 – مارس 2027).
سيارات الأجرة السوداء (Black Cabs) ستبقى معفاة من الرسوم بحكم ترخيصها المباشر من هيئة النقل، كما أن الدراجات النارية والمركبات ثنائية العجلات الصغيرة لن تتأثر بالقرارات الجديدة.
أما سيارات الأجرة الخاصة (PHV) مثل أوبر وبولت، فستُطبق عليها التعديلات، ما أثار غضب السائقين. ووفقًا لاستطلاع أجرته “أوبر”، قال أكثر من نصف السائقين إنهم قد يعودون لاستخدام سيارات البنزين والديزل في حال تطبيق النظام الجديد، بينما هدد آخرون بترك المهنة نهائيًا.
انتقادات من داخل مجلس لندن
إيلي بيكر، المتحدثة باسم حزب العمال لشؤون النقل في مجلس مدينة لندن، وصفت التعديلات المقترحة بأنها “عكسية” وقد تضر بالمؤسسات الصغيرة التي تعتمد على التوصيل اليومي داخل منطقة الازدحام، مثل المستشفيات والمدارس والمتاجر.
في المقابل، تؤكد هيئة النقل في لندن أن هذه التغييرات ضرورية للحفاظ على فعالية النظام. وتقول إن بقاء الوضع الحالي سيؤدي إلى دخول أكثر من 2200 مركبة إضافية يوميًا إلى وسط لندن، ما يزيد الازدحام ويُضعف النظام.
وأشار نائب عمدة لندن لشؤون النقل، سيب دانس، إلى أن “رسوم الازدحام حققت نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقها، لكن يجب تحديثها لتواكب التحديات الجديدة”، مضيفًا أن الحوافز المقترحة ستبقى كافية لتشجيع الانتقال إلى السيارات الكهربائية ووسائل النقل المستدامة.
والتوجه الجديد لعمدة لندن يعكس محاولة موازنة بين هدفين متناقضين: تقليل الازدحام والحفاظ على الإيرادات، في مقابل تشجيع التحول إلى السيارات الكهربائية. لكن الانتقادات الواسعة، خصوصًا من شركات النقل الخاصة وأصحاب الأعمال الصغيرة، تُظهر أن هذه التعديلات قد تحمل آثارًا عكسية، إذ قد تدفع البعض إلى العودة لاستخدام المركبات الملوِّثة بدلًا من تبني البدائل الخضراء.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇